خصائص مخرجات مناطق البقاع الساخنة ودلائل استقرار انبثاقات الغلاف الأرضي
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مناطق البقاع الساخنة انبثاقات الغلاف الأرضي علوم الأرض والجيولوجيا
ومع ذلك، الدليل غير المباشر لانبثاقات الغلاف الأرضي العميقة يبقى جوهرياً .
فقياسات الأقمار الصناعية لساحة الثقالة الأرضية قد أظهرت بأن البقاع الساخنة هي مناطق ذات ثقالة أو جاذبية عالية مميزة ولذلك فإن لها زيادة في الكتلة، وتعزى زيادة الكتلة هذه إلى وجود قباب واسعة على السطح نتيجة الانبثاقات الصاعدة.
وثمة دليل آخر مستمد من الدراسات الجيوكيميائية لأنواع البازلت المندفعة عند براكين البقاع الساخنة، ولدى مقارنة هذه الصخور بأصناف البازلت المأخوذ من حواف أواسط المحيط تبين أن الأخيرة غنية بالعناصر الطيارة وبعناصر أخرى كالبوتاسيوم بما لا يمكن مقارنته ببلورات صخور الغطاء الأرضي المألوفة.
بالإضافة إلى أنها تحتوي مقادير غير اعتيادية من النظائر المشعة المشتقة من عمليات التحلل الاشعاعي . وهذه الاختلافات في التركيب تملي بأن الحمم البركانية للبقعة الساخنة تتأتى من صخور صاعدة من أسفل النطاق الانسيابي لتغذي مراكز الانفصام في المحيطات.
وبحسب "نموذج الانبثاق" فحيثما تنساب المواد من أعماق الغلاف الأرضي لتصل إلى النطاق الانسيابي فإن الجزء الغني بالمواد الطيارة وبالعناصر المميزة ينصهر ويرتفع قسم منه إلى السطح عند براكين البقعة الساخنة.
إن التطورات الحديثة لعلم الزلازل قد بعثت الآمال في أن يتمكن العاملون يوماً من رصد الانبثاقات مباشرة. وان ما اقترح من نشر شبكة جديدة في العالم من أجهزة القياس الزلزالية ستمكن بصورة خاصة من تحسين تفسيرات الدراسات الاهتزازية إلى درجة يمكن معها تحديد حجم الانبثاقات وأعماق أصولها.
ومن المسلم به أن الانبثاقات ليست من نمط واحد، فالاختلافات في هوية نظائرها المشعة تعني بأنها من أعماق مختلفة ، ومقارنات حجم وتكرار التدفقات في بقاع ساخنة مختلفة يدل على أنها تدفقت أيضاً بأحجام متباينة، وأكثر من ذلك فإن حجم الانبثاقات المنفردة ليست على حال ثابتة.
فبعد فحص حجم الصخور المقذوفة على طول آثار البقعة الحارة لجزر هاواي لوحظ أن معدل تفريغ انبثاقة أو ثاقبة يمكن أن يختلف بمرور الزمن، والدلائل الجيوكيميائية تساند هذا الاستنتاج.
ولقد اقترح (جين – جاي ي . شلينج) من جامعة (رود ايلاند) أن الانبثاقات تتكون من صخور تصعد بتدفقات متقطعة بدلاً من انسياب مستمر .
وقد تندثر في بعض الأحيان بقعة ساخنة اندثاراً تاماً وقد تتكون أخرى جديدة، ومن تتبع آثارها يبدو أن فترة الحياة النموذجية لانبثاقه ما هو في حدود 100 مليون عام.
وإضافة إلى ذلك يبدو أن وضعية بقعة ساخنة قد تتغير تغيراً طفيفاً ونتيجة لذلك فإن مسار مخلفاتها على السطح لا يكون خطي الامتداد كشأن سلسلة جزر هاواي المنظمة .
في جميع الأحوال، ان انبثاقات الغلاف الأرضي هي مستقرة نسبياً إذا ما قورنت بالصفائح، وقد ظهر أول دليل على استقرارها عام 1970 عندما بين (موركان) أن ثلاث سلاسل من الجزر البركانية تتجمع في المحيط الهادي هي :
– سلسلة جزر هاواي والجبال البحرية الأمبراطورية – سلسلة أرخبيل تواموتو والجزر الخطية (لاين ايلاند) – سلسلة جزر الأوسترال وجلبرت ومارشال.
وجميعها سلاسل متوازية تقريباً ومن الممكن أنها تشكلت بجملتها بنفس صفيحة المحيط الهادي فوق ثلاث بقاع سخنة ثابتة، وفي كل حالة يلاحظ أن أحدث النشاطات البركانية قد تمت قرب النهاية الجنوبية الشرقية للسلسلة، وأن جزر وجبال البحر تصبح تدريجياً أكثر قدماً نحو الشمال الغربي.
وتتحرك صفيحة المحيط الهادي حالياً باتجاه الشمال الغربي، وقد أخذت هذا المنحى بعد أن كانت أقرب إلى منحى الشمال منذ حوالي 40 مليون سنة خلت، وتغير المنحى يتجلى بانحراف في خط آثار البقعة الساخنة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]