إسلاميات

دور الإسلام في تنظيم علاقة الإنسان بالبيئة

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

دور الإسلام في تنظيم علاقة الإنسان بالبيئة إسلاميات علوم الأرض والجيولوجيا

لا مراء في أن مشكلات تلوث البيئة، وتدهور مواردها، ترجع إلى التقدم التكنولوجي والصناعي، الذي تشهده المجتمعات المعاصرة.

وكذلك يعني التقدم التوسع في استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية والآلات في الزراعة، وفي استعمال أدوات الترفيه البدني والنفي مثل: السيارات، والطائرات، وأجهزة التلفاز والراديو، والآلات الموسيقية …

وهذا يعني بث آلاف الأطنان من الأدخنة والغازات في الهواء، وصب المخلفات من النفايات في مياه الأنهار والبحار، أو دفنها في باطن الأرض. 

 

وبذلك يفسد ويلوث الهواء، والماء، التربة، وتضحى حياة الإنسان والحيوان وسائر المخلوقات مهددة بخطر التدهور والفناء.

وهذا المنطلق في التحليل يعود، لأول وهلة، إلى القول بأن مشكلات البيئة ترجع إلى عوامل مادية وعلمية.  والإسلام كدين ليس نظريات علمية وإنما هو دين هداية ونظريات تعبدية، وبالتالي لا شأن له بما تصنعه المادة والعلم بالبيئة ومواردها. 

غير أن هذا زعم باطل.  فالإسلام دين عبادات ومعاملات، دين ودنيا، إيمان وعلم، عقيدة وشريعة.  ولذلك لا غرو أن نقرر اشتمال الإسلام على العديد من القيم والمفاهيم البيئية، وإرسائه للكثير من المبادئ والأسس التي تنظم وتضبط علاقة الإنسان بالبيئة ومواردها الطبيعية. 

 

والتحديد الصحيح لطبيعة مشكلات حالة البيئة يؤكد ذلك.  فالملاحظ أن تلك الأسباب ترجع، في عمق أصلها، إلى عوامل سلوكية وأخلاقية. 

فبغي الإنسان في الأرض، وجهله بنواميس الكون، التي سنها الله عز وجل وخروجه عن مقتضيات المهمة التي أناطها الخالق به، عندما استخلفه في الأرض، ووكل إليه عمارتها، كل عوامل يكمن خلفها الأسباب الجوهرية لتدهور البيئة والوسط الطبيعي، الذي يعيش فيه الإنسان مع غيره من مخلوقات الله عز وجل. 

ولما كانت أحكام وقواعد الإسلام تنظم سلوك الإنسان في كافة أمور الدين والدنيا، العبادات والمعاملات، وكان كذلك دين العقل والعلم فلا غرابة في أن نبحث في مصادره عن القواعد والأسس التي تضبط سلوك الإنسان في تعامله مع الموارد الطبيعية للبيئة.

 

إن المفاهيم والقواعد والمبادئ التي جاء بها الإسلام، بخصوص البيئة، قد سبقت في سموها وكمالها، ما توصل إليها علماء الغرب، والأعمال والتدابير الوطنية الدولية. 

ويكفي أن ندرك الأسبقية الزمنية للمفاهيم والقواعد والمبادئ الإسلامية، وإسالها قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، رغم ما يتردد، دائما من أن مشكلات تدهور البيئة حديثة الظهور.  بل يمكن التأكد أن تلك القواعد والمبادئ هي من أبجديات الإسلام التي عرضها في شمول وعمق، على ما سوف ترى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى