البيولوجيا وعلوم الحياة

دور الحمض النووي “DNA” في تصنيف الطيور

2016 طيور العالم

KFAS

دور الحمض النووي DNA في تصنيف الطيور البيولوجيا وعلوم الحياة

تُرى في أيّ موضعٍ يكتنفُ التصنيفَ الغموضُ؟ فمن أجل وضع تصنيفٍ طبيعيّ علينا أن نبحث عن الخصائص التي لن تتغيّر على الأرجح مع الزّمن بالتكيّف مع اختلافات بسيطة في البيئة (والتي قد ينتج عنها التقارُب).

ولذلك ففي حين أنّ حجمَ المنقار وشكلَه وطولَ الرِّجل هي خصائص ضعيفة في تشكيل المجموعات (انظر على سبيل المثال فصيلة الشنقبيّة Scolopacidae ، ص 27) فمن شأن الاختلافات الدقيقة في ترتيب عظام الحنـَك أو نوع الحُنجرة السفلى (صندوق الصوت) أن تحقق فائدةً أكبر.

غير أنّ الدليل الأفضل ينبغي أن يأتي من مقارنات مباشرة للحمض الريبي النووي المنزوع الأكسجين (DNA) بين المورِّثات أو الجينات التي من غير المرجّح كذلك أن تكون تحت الانتخاب، لأن الاختلاف هنا يجب أن يعكس عملية التحوّل المفاجئ أو الطفرة العشوائية غير الموجَّهة، وهي ذات معدّل ثابت تقريباً عبر الزمن.

وهكذا فإنّ الاختلافات في الحمض النووي (DNA) الملائم بين الفئتين التصنيفيتين تشير إلى طول الزمن الذي تشاركت فيه الفئتان نسَباً واحداً، وكلّما زاد التشابه في الحمض النووي للفئتين زادت صلة القرابة بينهما.

 

وانطلاقاً من المبدأ الذي يعكس فيه التصنيفُ التاريخَ الارتقائيّ فإن التصنيفَ الناجحَ هو ذلك الذي يجمعُ معاً جميع سلالات السلَف الواحِد، ويتصفُ بالقدرةِ على التنبؤ.

ونعني بذلك أنّه إذا خَضعت خصائصٌ جديدةٌ للدراسة (ولنقُل كيمياء الريش) وربما بسبب توفّر تقنيات جديدة فمن شأن التصنيف الطبيعي أن يُعطي ترتيباً مشابهاً للمجموعات استناداً إلى الخصائص الجديدة، في حين أنّ التصنيف غير الطبيعي سيعرض توافقاً أضعف بين المجموعات استناداً إلى مجموعات مختلفة من الصفات.

ولهذا السبب فقد يتغيّر التصنيف مع توفّر معلومات جديدة، وقد تتشكّل مجموعات جديدة قد تتطلّب تغييرات في أسمائها. ومع أنّ الأسماءَ العلميةَ قد تكون مقياسيّة أكثر من الأسماء المحلّية فهي تظلّ عرضةً للتغيير.

ولا يستدعي هذا استياءً بافتراض التغيير لمجرّد التغيير بل قبوله كأمرٍ ضروري في علم التصنيف الحيوي. ويُبرز قسم ‘فصائل طيور العالَم’ بعض المسائل التي تعكس معلومات جديدة في علم تصنيف الطيور الحديث.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى