البيئة

دور المؤثرات الخارجية والفضلات على الإنسان والبيئة

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

دور المؤثرات الخارجية والفضلات على الإنسان والبيئة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

إذا كان الإسلام يحرص على حماية العناصر الأساسية في البيئة والمحافظة عليها لخير الإنسان وتأمين ضروراته وحاجاته سواء بالنسبة للجيل الحاضر أو الأجيال اللاحقة فإنه يتجه أيضا إلى حماية الإنسان نفسه والبيئة نفسها من التاثيرات الضارة للعوامل الخارجية والمنتجات الكيماوية والفضلات، ذلك أن الضرر ممنوع في الإسلام في جميع صوره وأشكاله. 

كما أن منع الضرر والفساد قبل حدثه أولى من معالجته بعد حدوثه والقاعدة الفقهية تقول: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح". 

وبالتالي فإن جميع الأعمال التي تهدف إلى تحقيق المصالح والمنافع من تأمين الحاجات والخدمات وتنمية الزراعة ووسائل المواصلات، يجب أن تكون في منأى عن المفاسد والمضار، ولذلك يجب أن يحتاط في تصورها وتخطيطها وتنفيذها بحيث لا يصاحبها ولا ينتج عنها أي ضرر أو مفسدة بقدر الإمكان. 

 

ومن تلك المؤثرات ما يلي:

1-الضوضاء

فإذا كانت أكثر الاستخدامات الصناعية والإعلامية والمواصلات تصحب غالبا بالضوضاء، فلا بد من البحث والعمل لتقليل معدلات الضوضاء أو تجنبها، ذلك أن الضوضاء الصاخبة لها تأثيرها الضار على الإنسان وعناصر البيئة الحية من حوله.  فلا بد من دفع هذا الضرر قدر الإمكان وبجميع الوسائل طبقا لما جاء في القواعد الإسلامية.

 

2- الفضلات والعوادم والمواد التنظيفية والمواد الضارة

فالفضلات والعوادم التي تنشأ من الاستعمال الإنساني العادي أو عن الاستعمالات الصناعية والحضارية المتطورة لا بد من إزالتها لحماية البيئة من الفساد والتشوه وحماية الإنسان من آثارها المؤذية والضارة جماليا وحيويا بطريقة تنفي إحداث ضرر مماثل لضررها الذاتي أو أكبر منه والقاعدة الفقهية تنص على أن "الضرر لا يزال بمثله أو بضرر أكبر منه".

وكذلك الأمر في الآثار الضارة للمواد التنظيفية وغيرها من المواد المستعملة في البيوت والمصانع والمزارع والمحلات الخاصة والعامة. 

فلا بد من تجنب هذه الآثار ودفعها قبل حدوثها وإزالتها بعد حدوثها بما يحمي الإنسان وبيئته الاجتماعية والطبيعية من أضرارها، وإلا وجب منع استعمالها إذا ثبت أن مفاسدها أكبر من منافعها، ولا بد عند ذلك من البحث والعمل لإيجاد بدائل اخرى فعالة وغير ضارة أو أقل ضررا.

 

3- المواد المشعة

وينطبق ما ذكر على المواد المشعة من حيث ضرورة توقي ما قد ينتج عن استعمالها من آثار ضارة بالإنسان وبيئته، ووجوب التخلص من نفاياتها بطريقة آمنة.

 

4- المبيدات

فإذا كانت هناك ضرورة حيوية لاستعمال هذه المبيدات فإن الضرورات تبيح المحظورات ولكن الضرورات تقدر بقدرها. 

ولذلك يجب منع كل ما يؤدي إلى ضرر الناس وإيذائهم حتى ولو أدى ذلك إلى حدوث ضرر خاص ببعض الاشخاص أو بمصالحهم، لأن الضرر الخاص يتحمل لمنع الضرر العام، والضرر لا بد من دفعه بأية وسيلة كانت بشرط أن لا تؤدي إلى إحداث ضرر مماثل للضرر المدفوع أو أكبر منه، والقاعدة الفقهية تقول: "يختار أهون الشرين".

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى