دور طبيب التخدير في وحدة العناية المركزة
2011 مبادئ علم التخدير وتدبير الألم
الدكتور إبراهيم هادي
KFAS
طبيب التخدير وحدة العناية المركزة الطب
كان أطباء التخدير رواداً في تطوير وحدات الرعاية المركزة (intensive care units) في جميع أنحاء العالم .
وتعتبر وحدة الرعاية المركزة منطقة متخصصة في المستشفى مُصممة لعلاج المرضى ذوي الحالات الحرجة الذين يعانون من مشاكل تُهدد حياتهم، ولكنهم يعدون "قابلين للتعافي" (recoverable) .
ويحتاج هؤلاء المرضى إلى المهارات ذاتها التي يستخدمها أطباء التخدير في غرفة العمليات أثناء اعتنائهم بالمرضى فاقدي الوعي .
وقد اكتسبت الحاجة إلى وحدات العناية المُركزة قوة دافعة أثناء تفشي وباء شلل الأطفال عام 1952 في كوبنهاجن، وتطورت هذه الوحدات الأولية بشكل تدريجي إلى وحدات رعاية الحالات الحرجة (critical care units)، ووحدات الرعاية المركزة التنفسية (RICU's)، ووحدات الرعاية المركزة الحديثة متعددة التخصصات .
وتتمتع وحدات العناية المُركزة بقدر أكبر من المعدات وبعدد أكبر من القوة العاملة المُدربة، ونسبة أعلى من المُمرضات : المرضى، وحيِّز أكبر من المساحة لكل مريض وبقدر من الموارد يفوق ذلك المُخصص للعنبر العام (general ward) .
وتعد الرعاية التي تقدمها وحدات الرعاية المركزة عالية التكلفة ، وتقع على عاتق المدير مسؤولية ضمان الاستخدام السليم لهذه الموارد .
دور طبيب التخدير :
ظلَّت الممارسة الطبية في وحدات الرعاية المركزة مرتبطة على الدوام بطب التخدير؛ وقد استند هذا على الحقيقة القائلة بأن طبيب التخدير يكون أكثر خبرة بالتهوية الاصطناعية (artificial ventilation) ودعم الديناميكيات الدموية .
ومع بداية تقدم العلوم الطبية ، تم اكتشاف المزيد والمزيد من الحقائق العلمية التي أدت بدورها إلى توسيع دور طبيب التخدير .
ويعتبر طب رعاية الحالات الحرجة أو طب الرعاية المركزة في الوقت الحالي علماً فرعياً مستقلاً له هويته وعلومه الخاصة به .
وعادة ما يأتي اختصاصي رعاية الحالات الحرجة أو طبيب العناية المركزة (intensivist) كما يُسمَّى هذه الأيام من خلفية تخديرية في معظم البلدان الأوروبية .
أما في أمريكا الشمالية فعادة ما يأتي من خلفية في طب التخدير ، أو في الطب الباطني، أو علم التنفُّس، أو طب القلب .
وقد قامت مثل هذه الخلفيات المتنوعة والتدريب المكثف على رعاية المرضى ذوي الحالات الحرجة بالتأثير بصورة درامية وإيجابية على معدلات وفيات (mortality) ومراضة (morbidity) المرضى .
ويمكن تلخيص الدور الذي يلعبه طبيب التخدير في وحدة الرعاية المركزة فيما يلي :
– فرز المرضى ذوي الحالات الحرجة .
– سرد التشخيص التفريقي الملائم الذي قد يقتضي استشارة خدمات طبية أخرى .
– تقديم الدعم الرئوي الملائم باستخدام استراتيجيات مباشرة أو غير مباشرة .
– تقديم الدعم الكافي من حيث الديناميكيات الدموية .
– تقديم الدعم الغذائي الكافي .
– عداد خطة تدبير شاملة .
– إظهار المهارات المطلوبة للقيام بالإجراءات الباضعة، بما في ذلك عمليات القثطرة (catheterization) الشريانية والوريدية المتنوعة، وعمليات التنبيب (intubations)، وإدخال أنبوب في الصدر (chest tube insertion)، إلخ .
– إظهار معرفة بالجوانب المختلفة لطب رعاية الحالات الحرجة مثل فيزيولوجية ودعم الكلية .
– التعرف على التحسن المتحقق في حالة المريض .
– إظهار معرفة بجوانب مختلفة من العلوم الطبية الأساسية .
بوسع معظم أطباء التخدير إجراء المهام المذكورة أعلاه، نظراً لأن وظيفتهم الوحيدة في غرفة العمليات تتمثَّل في العمل في بيئة شبيهة بوحدة العناية المُركزة – ولكن على نطاق أصغر .
وقد قامت وزارة الصحة بدولة الكويت مؤخراً بإصدار بيان يفيد بأن وحدات الرعاية المركزة في الكويت تُعد جزءاً أساسياً لا يتجزأ من أقسام التخدير ، وينبغي أن يتم الإشراف عليه وتدبيره من قبل أطباء التخدير وأطباء العناية المُركزة العاملين به والحاصلين على درجة عالية من التدريب .
ويهتم الجزء التالي من هذا الفصل بتحديد معايير الإدخال (admission) والتخريج (discharge) من وحدات العناية المُركزة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]