دور ظاهرة “التصحر” في تدهور التربة
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
التصحر تدهور التربة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
التصحر هو ثاني شكل رئيس من أشكال التدهور التي تحدث في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وشبه الرطبة من الكرة الأرضية.
ويُقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن التصحر يؤثر في 3100 مليون هكتار من أراضي المراعي و335 مليون هكتار من الأراضي الزراعية البعلية (التي تعتمد على مياه الأمطار) و40 مليون هكتار من الأراضي التي تعتمد على الري، وأن 20 مليون هكتار تتردى سنوياً لدرجة أن عائدها الاقتصادي يصبح صفراً.
ومعدل التدهور قد يتغير بعض الشيء من سنة إلى أخرى وفق التغير في معدل سقوط الأمطار، ولكنه يبدأ بالضرورة سلسلة من التغيرات الاقتصادية – الاجتماعية السلبية في المجتمعات المتضررة. وتشمل العوامل المسببة للتصحر زيادة الضغط السكاني المقترنة بزيادة الاستغلال غير المستدام للموارد من الأراضي الزراعية والمراعي.
ويؤدي إخفاق المحاصيل في السنوات العجاف إلى حدوث الكوارث المقترنة بالجفاف والمجاعة، وخصوصاً في منطقة الساحل الأفريقي. وهذا النوع من الكوارث الطبيعية اللحظية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتدهور التدريجي لبيئة الأراضي الجافة.
والسنوات المتعاقبة التي يزيد فيها معدل سقوط الأمطار على قيمته المتوسطة قد تزيد من الخطر: فالمزارعون في ظل هذه الظروف يتعرضون بسهولة لإغراء الانتقال إلى مناطق ربما تكون أكثر جفافاً أو زراعة محاصيل أكثر إنتاجية في أراضيهم ولكنها تحتاج إلى كميات أكثر من المياه، مهملين بذلك التهديد الناجم عن وجودهم في مناطق متطرفة.
والنقص الشديد في نسبة الأراضي المغطاة بالنجيليات إلى تلك المغطاة بالأحراج الناجم عن الإسراف في الرعي (الرعي الجائر)، وخصوصاً في أعقاب سنوات الجفاف، يقلل من نسبة الرطوبة في الهواء وقد يؤدي بسهولة إلى زيادة دائمة في القحولة: كميات الرطوبة التي تصل إلى المناطق الداخلية من الأراضي الجافة تكون قليلة جداً وتصل نسبة الأمطار الناجمة عن تكرار دوران المياه محلياً إلى 95 في المئة.
ويجب توخي الحذر الشديد بالنسبة إلى المياه الجوفية المستخرجة من الآبار في المناطق التي توجد بها قطعان ماشية، إذ إن هذه المياه قد تجتذب القطعان الضخمة، وبالتالي إلى الإفراط في الرعي الذي قد يؤدي إلى التصحر في المناطق المجاورة؛ فيختل التوازن الطبيعي بين الموارد من الماء ومن النجيل، وتموت الحيوانات جوعاً في حالات الجفاف.
والرياح عنصر مدمر مهم في مثل هذه الظروف، تسحل التربة بذور أطنان عديدة من الغبار في الهواء مكونة حقولاً كثبانية في المناطق الرملية. لقد وجّه تحول وسط غرب الولايات المتحدة في الثلاثينات إلى غبراء (قصعة غبار) الأنظارَ إلى هذه الظاهرة.
وقد حدث التآكل بالرياح على نطاق أوسع بكثير في أفريقيا، وخصوصاً أثناء الجفاف الذي تعرضت له منطقة الساحل في السبعينات والثمانينات عندما حملت الرياح كميات هائلة من الغبار وألقت بها في المحيط الأطلسي (الشكل 4).
ويمثل تملح الأراضي نتيجة تبخر مياه التربة جانباً شائعاً آخر من جوانب التصحر، يهدد الإنتاجية في الحقول التي تعتمد على الري. ويقدم الشكل 5 مؤشراً إلى حجم الأضرار التي تنتج من التبخر، إذ يعرض بيانات عن منتصف الثمانينات لأهم خمسة بلدان في العالم تعتمد على الري.
ومع تزايد أعداد السكان في المناطق الجافة، تتزايد بصورة مطردة صعوبة إمكانية تحقيق استخدام مستدام للأراضي والتغلب على التصحر. وقد دفع ذلك السكان إلى استحداث مجموعة استراتيجيات لمواجهة الجفاف، من تخزين المياه إلى التكيف الاجتماعي.
فمثلاً يقوم سكان بعض المناطق الصحراوية بتخزين البطيخ الأخضر ومياه الآبار المكشوفة في أصداف بيض النعام، ولكن اليأس يدفعهم إلى تشكيل مجموعات يتراوح عدد أفرادها ما بين 6 و10 لأن فرصهم في البقاء تكون أفضل من المجموعات السكانية التقليدية التي يتراوح عدد أفرادها ما بين 100 و 200 فرد.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]