دور وأهمية وجود الرّيش لدى الطيور
2016 طيور العالم
KFAS
أهمية وجود الرّيش لدى الطيور الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
على الرّغم من جميع هذه التحوّرات فلعلّ التحوّر المُذهل الأكبر لا يزال تلك السّمة الطيريّة الفريدة، ألا وهي الرّيش.
ولقد دارت حولَ منشأ هذه البِنية الرائعة تكهّنات كثيرة. ويعود ذلك أساساً إلى أنّه لم يبدُ واضحاً أيّ غرضٍ كانَ الرّيشُ يلبّيه عند حيوانٍ تنقصُه القدرة على الطيران.
ودَعونا نتذكّر أنّ عدم وجود جؤجؤ قصِّيّ عند الطائر القديم (Archeopteryx) كان يعني أنه لم يكن قادراً على الطيران المدفوع لفترةٍ طويلة، ومع ذلك فلقد كان يحمل جناحين شبيهين أساساً بجناحي الطائر المعاصِر.
وبالفعل فإنّ اللاتماثُل في ريش الطيران الأوّلي لا يمكن تفسيره تفسيراً مُرضياً سوى إنْ كان الطائر قادراً على الطيران برفرفة الجناحين.
ويؤدّي الريش بطبيعة الحال أدواراً أربعة، وهي توفير السطح الانسيابي الحامل لتحقيق الطيران، ورسم الخط الكِفافي للجناح إلى شكلٍ انسيابيّ الخط وتوفير مظهرٍ خارجي لألوان الطيور، وتوفير عازل برودة للجسم بحصر طبقةٍ من الهواء بين الريش والجلد.
ومثلما يَعرفُ مَنْ رقدَ متدثراً بلحافٍ مبطّنٍ بزغب الريش، يُعدّ الريشُ شديدَ الفعاليّة في هذا الدور الأخير. تتألّف الريشة من قصبة مركزية أو السّهم (rachis) الذي تمتدّ منه أسَلات متوازية متعدّدة.
وتحملُ كلّ أسَلة (barb) كُلاّبات دقيقة أو أُسَيلات (barbules) تُثبِّت الأسَلة بأمان بتلك التي توجد بجانبها. وللريشة تصميمٌ رائع.
فهي خفيفةُ الوزن وقويّةٌ ومَرنةٌ بحيث إنها تنثني ولا تنكسر، وعندما تتلَف الريشة تلتصق الأسَلات معاً ببساطة بتهذيبها سريعاً بالمنقار.
وذكرنا حتى الآن مظاهرَ التكيّف العامّة عند جميع الطيور وحسب، ولكن هناك مظاهر تكيّف مُذهلة كثيرة تتعلّق بأساليب معيشةٍ معيّنة.
وتمدُّ الطيورُ علماءَ الأحياء بأمثلةٍ دقيقةٍ حقاً على التكيّف، ونجازفُ بها على أمل أنْ نجدَ تفسيرات تتفقُ مع السّمات الطيريّة وحتى عندما لا يوجد أيّ تفسير. وتصفُ بقية هذا القسم أمثلةً معيّنة على التكيُّف لا ترقى صحّتها إلى الشكّ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]