ذكرى وفاة العالم “ابن البيطار”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
وفاة العالم ابن البيطار التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
حمقٌ… ونذالة!
صحب ابن البيطار زوجته خضراء في سفرةٍ إلى دمشق حيث أستأجرا بيتاً متواضعاً في غوطة دمشق.
ولم يكد يمر عليهما في الغوطة عام، وبينما هما يحزمان بعض النباتات الطبية، إذ جاءهما وفاجأهما نذلٌ أحمق من أهل الغوطة: لقد سقطت دمياط في يد لويس التاسع!- هكذا بلا تمهيدٍ أو تعبيد. بُهت ابن البيطار للخبر ونطق مروِّعاً: ماذا؟!.
أردف النذل الأحمق: نعم سقطت. ولويس يتقدم الآن بجيوشه صوب المنصورة. هنا خفق قلب عالمنا خفقته الأخيرة وسقط بثقله فوق نباتاته، وانحت فوقه زوجه تناديه ناشجةً ناحبة.
لم يعش ابن البيطار ليعرف أن الملك الصالح نجم الدين أيوب قد نجا بفضل الله ثم فرسانه من حصار الفرنجة، وأنه قد مات على فراشه، وأن زوجه شجر الدر قد نهضت بالأمر من بعده وتكتَّمت خبر موته، وألحقت جيوش المسلمين بالجيش الصليبي الفرنسي هزيمةً مُنكره، وأسرت ليوس التاسع، وسجنته في دار ابن لقمان بمدينة المنصورة!.
بداية … ونهاية
في عام خمسمائة وستة وتسعين هجرية، ألف ومائة وتسعة وتسعين ميلادية، ولد عالمنا ابن البيطار بمدينة ملقا. وفي عام ستمائة وستة وأربعين هجرية، ألف ومائتين وثمانية وأربعين ميلادية كانت وفاته بمدينة دمشق وله من العمر ستون سنة هجرية، أو تسع وخمسون ميلادية.
وبقيت ذكراه حية في تاريخ علوم النبات والصيدلة والطب في بلاد المسلمين وفي أوروبا حتى مطلع عصر النهضة الأوروبية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]