رأي مبرمج كفيف بجهاز الدكتورة “ولترود”
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مبرمج الدكتورة ولترود كيمف شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية
في عام 1979، أصيب مبرمج يعمل مع الدكتورة ((ولترود)) بالعمى.
لقد فقد ((الفريد فيرنر)) بصره بالتدريج بعد فترة مرض طويلة، ثم أصبح كفيفا تماما. إنه رجل لا يتكلم كثيرا، وزميل باحث ذو لحية.
لا يمكن الاستغناء عنه في فريق البحث؛ إنه الإنسان الذي تجري عليه كل تجاربها العلمية: هل سرعة العمليات التي ينفذها الكمبيوتر بطيئة بدرجة كافية تسمح للكفيف بأن يشعر بها؟
وهل نسيج المادة المستخدمة يسمح للكفيف بأن يشعر بالدبابيس تحت أصابعه مباشرة، أم من خلال طبقة بلاستيكية ناعمة للغاية؟
لقد سألت ((الفرين فيرنر)) عن رأيه ليس كمبرمج، بل ككفيف، ومستخدم لاختراع الدكتورة ((ولترود)). والمعروف عن ((ألفريد)) أنه من أشد المتحمسين للـ ((فيديو تيكست)) الذي يعرف باسم «Bildschirmatext» في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وباسم «Prestel» في المملكة المتحدة.
هذا الجهاز الذي يوجد اليوم في عدد من البلاد ييسر التوصل بشكل متزايد إلى كمية كبيرة ومتنوعة من المعلومات عن طريق شاشة الكمبيوتر.
لقد عبر ((الفريد)) عن رأيه قائلا: ((اليوم، وبفضل هذه الآلات التي تترجم جميع هذه البيانات إلى لغة ملموسة، نستطيع نحن المكفوفين التوصل إليها أيضا.
وبالنسبة لي شخصيا، فإن أكثر ما أحبه في ((الفيديو تيكست)) هو أنني أتمكن الآن من قراءة الجرائد اليومية، وهذا ما لم يستطع المكفوفون عمله من قبل)).
و((الفريد)) سعيد للغاية، لأنه سيستطيع في المستقبل القريب أن يقوم بجميع معاملاته البنكية، ومشترياته مباشرة، والأفضل من ذلك، أنه سيحقق حلما قديما للكفيف، إنه سيستطيع أن يرسل خطابات إليكترونية، وبعبارة أخرى، نظاما بريديَّاً من كمبيوتر إلى كمبيوتر آخر.
فهنا لن يحتاج الشخص الكفيف إلا إملاء الرسالة أو تسجيلها كي يقوم شخص آخر بكتابتها. فبمجرد عمل بعض الطرقات البسيطة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر، يمكن للكفيف أن يرسل رسالته مباشرة في لمح البصر.
ويواصل الفريد فيرنر حديثه قائلا: ((لسوء الحظ، فإنَّ هناك مشكلتين رئيسيتين حول هذا الموضوع.
الأولى، أن عدد المشتركين في نظام ((الفيديو تيكست)) ما زال قليلا بالنسبة لي كي أتراسل معهم. فهنا، في ألمانيا، لا يزيد عددهم عن 100,000 مشترك، ومعظمهم شركات وليسوا أفرادا)).
ويضيف ((الفريد))، والمشكلة الثانية، هي أن جميع المعدات التي يتم تصميمها خصيصا للمكفوفين تكون غالبا مرتفعة الثمن، بالإضافة إلى أن النظم الاليكترونية تدخل عليها التحسينات الدائمة بشكل يجعل من الجهاز الحالي قديما بعد فترة بسيطة.. الأمر الذي يجعل الشخص الكفيف يتردد في دخول هذا الاستثمار.
ولكن ماذا يرى ((الفريد)) في أحدث اختراع للدكتورة ((ولترود))، والذي يمكن الشخص الكفيف حتى من التعرف على الألوان؟ إنه طبقا لرأي الفريد، لا يزال مشروعا مستقبليا.
((ربما يمكن لكل شخص كفيف في خلال 20 سنة أن يمتلك أحد هذه الأجهزة في منزله. وحتى يأتي ذلك الوقت، فإن أمر امتلاك مثل هذا الترف سيكون مقصورا على المكتبات، والمدارس، وما شابه ذلك)).
ويختتم ((الفريد)) حديثه قائلا: ((إن مهمتنا الأساسية – نحن المكفوفين – هو أن نتمكن من الاتصال. وما هو متوفر لنا اليوم يعد خطوة عظيمه إلى الأمام.
فنحن نستطيع الآن أن نسأل الكمبيوتر، وأن نجري معه حوارا، وأن نقرأ النصوص التي يراها المبصرون على الشاشة بطريقة ((بريل)). يا لها من نافذة واسعة على العالم!!)).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]