رتبة الحشرات ثنائية الأجنحة
2011 علم الحشرات الجنائي
وليد عبد الغني كعكه
KFAS
رتبة الحشرات الحشرات ثنائية الأجنحة البيولوجيا وعلوم الحياة
تعتبر رتبة الحشرات ذات الجناحين واحدة من أكبر رتب الحشرات، وتوجد أنواعها بكثرة في كل مكان تقريباً.
ومن السهل تمييزها عن أنواع الرتب الأخرى للحشرات والتي يطلق عليها أيضاً اسم ذبابة (مثل الذباب المنشاري وذباب الحجر، وذباب كاديس، والذباب الرعاش وغيرها) وذلك لأن لها زوجاً واحداً من الأجنحة فقط وهما الجناحان الأماميان.
أما الجناحان الخلفيان فقد اختزلا إلى جزئين صولجانيين صغيرين يعرفان بدبوسي التوازن ويعملان كأعضاء لتوازن الحشرة أثناء الطيران.
وتمتلك حشرات قليلة في بعض الرتب الأخرى زوجاً واحداً من الأجنحة (مثل بعض ذباب مايو وبعض الخنافس وذكور الحشرات القشرية وغيرها)، ولكن ليس فيها ما له جناحان خلفيان مختزلان إلى دبوسي التوازن.
وتسمى الرتب بالذباب ذات الجناحين أو ثنائية الأجنحة لتمييزها عن ذباب الرتب الأخرى. وفي الأسماء الشائعة لأنواع الرتب تكتب كلمة ذبابة مستقلة، في حين تكتب كلمة ذباب في أسماء أنواع الذباب الشائعة في الرتب الأخرى مشتبكة مع اسم الوصف.
تعتبر معظم الأنواع في الحشرات ذات الجناحين صغيرة الحجم نسبياً وذات أجسام لينة وبعضها غاية في الدقة، بيد أن كثيراً منها له أهمية اقتصادية كبيرة. ومن الأنواع الماصة للدماء البعوض والذباب الأسود وذباب الخيل وذباب الإسطبل وغيرها، وكلها آفات مؤذية للإنسان والحيوان.
وكثير من أنواع الذباب ماصة للدماء وبعضها يفضل الجثث والفضلات، مثل الذباب المنزلي والذباب المعدني. بعض الأنواع ناقلة للأمراض، حيث تنقل وتنشر هذه الأنواع الجراثيم المسببة لأمراض الملاريا والحمى الصفراء والفيلاريا وحمى الدنج ومرض النوم وحمى التيفود والدوسنتاريا، إلخ.
يعتبر بعض الذباب مثل ذبابة هيستان ودودة التفاح من الآفات الضارة بالمحاصيل. ومن ناحية أخرى هناك أنواع كثيرة من الذباب مفيدة لتغذيتها على الرمم، وغيرها مفترسات هامة أو متطفلة على مختلف الآفات الحشرية، وتساعد أنواع أخرى منها في تلقيح النباتات المفيدة، وبعضها عدو للحشائش الضارة.
تعتبر أجزاء فم الحشرات ذات الجناحين من النوع الماص، ولكن هناك اختلافاً كبيراً في تركيب أجزاء الفم في حشرات هذه الرتبة، ففي كثير من أنواع الذباب تكون أجزاء الفم ثاقبة، وفي أنواع أخرى تكون اسفنجية أو لاعقة، وفي بعض الأنواع القليلة تكون أجزاء الفم ضعيفة التكوين لدرجة أنها لا تؤدي وظيفتها.
تمر حشرات رتبة ذات الجناحين في تحول كامل، وتسمى يرقات أنواع كثيرة منها دوداً، وتكون اليرقات عادة عديمة الأرجل دودية الشكل، وفي تحت الرتبة نيماتوسيرا Nematocera يكون الراس عادة متقدماً في تكوينه وتتحرك فيه الفكوك العلوية حركة جانبية، وفي تحت الرتبة براكيسيرا Brachycera يكون رأس اليرقة مختزلاً وتتحرك خطاطيف الفم في مستوى رأسي.
يكون رأس اليرقة في تحت الرتبة Brachycera متصلباً وقابلاً للتمدد والانسحاب إلى حد ما، بينما لا يوجد في تحت الرتبة Brachycera – Cyclorrhapha أي تصلب بالرأس على الإطلاق.
وتعتبر عذارى تحت الرتبة Nematocera من النوع المكبل وهي من النوع المشعر في أنواع الرتب العليا حيث تقضي العذراء طورها داخل جلد الطور اليرقي ما قبل الأخير والذي يسمى هنا بالمسكن أو غلاف العذراء Puparium.
تعيش يرقات الرتبة في بيئات متعددة، بيد أن نسبة كبيرة منها تعيش في جميع البيئات المائية المختلفة، من جداول وبرك وبحيرات وتجمعات مائية مؤقتة، وكذلك في المياه نصف العذبة والقلوية.
تعيش اليرقات التي تتغذى بالنبات داخل بعض أنسجته، إما كصانعات أنفاق في الأوراق أو محدثة للأورام النباتية أو ثاقبة للسيقان أو ناخرة للجذوع.
وتعيش اليرقات المفترسة في بيئات كثيرة متباينة في المياه والرتبة، تحت القلف أو الأحجار أو على النباتات الخضراء.
وتتغذى أنواع كثيرة أثناء طورها اليرقي بالمواد النباتية أو الحيوانية المتحللة. وتعيش بعض يرقات الذباب في بيئات غريبة، منها النوع Psilopa petrolei Coquillett من فصيلة Ephydridae الذي يعيش في مستنقعات تجمعات البترول الخام وتتوالد أنواع أخرى من الفصيلة في البحيرات المالحة، وكذلك يمكن للبعض أن يتوالد في جثث مغمورة في مادة الفورمالين.
تتغذى أطوار الرتبة الكاملة بمختلف العصارات النباتية والحيوانية مثل الرحيق وعصارة النبات والدم وتعيش معظم الأنواع على الرحيق، بيد أن الكثير منها ماص للدم، وأنواع أخرى كثيرة تعيش مفترسة على حشرات أخرى.
يظهر الشكل 69 دورة حياة الذباب الحقيقي، بينما تظهر الأشكال 70 – 73 الأطوار المختلفة للذباب (طور البيض والأطوار اليرقية وطور ما قبل العذراء وطور العذراء وطور الذباب البالغ).
ويمكن تحديد الطور اليرقي للذباب المعدني Blow Flies وغيرها من حشرات رتبة ثنائية الأجنحة (Diptera) عن طريق فحص الشقوق الطولية التنفسية لنرى فيما إذا كان الطور الأول (تواجد ثغر تنفسي واحد أو عدم تواجده) أو الطور الثاني (تواجد شقين طوليين في كل ثغر نفسي).
أو الطور الثالث (ثلاثة شقوق طولية في كل ثغر تنفسي) (الأشكال 74 ج، ح، 75).
وإذا كان الطور الثالث فيمكن تعريفه باستخدام مفاتيح تصنيفية خاصة بهذا الطور. ويمكن أن تقارن الأطوار الثانية والثالثة بالرسوم التوضيحية لأجزاء الفم والثغور التنفسية. ويمكن بالتعرف على كل هذه الأجزاء تحديد عمر اليرقة.
يجب تشريح عدة عذارى، في حال تواجد كمية لا بأس بها، وذلك للتأكد من تطور العذراء في الداخل وتحديد عمرها (الشكل 74 د).
أما من ناحية الحشرات الكاملة، مثل الذباب، فيمكن تقدير عمرها وذلك بفحص دهون الجسم والبويضات (Detinova 1962، Anderson JR 1963، Suenaga 1969).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]