رغبة نيوتن الشديدة في الحصول على لقب “سيد نبيل”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
نيوتن لقب سيد نبيل التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
لم يفهم آراء نيوتن غير عدد قليل من معاصريه. ولكن ذلك لا يكاد يثير دهشتنا، فقد كان هذا الرياضي العجيب لا يفهم نفسه.
وفي لحظة انتصاره عندما أنجز نظريته الكونية التي كان مقدراً لها أن تصبح أساساً لعلوم المستقبل، كان يشعر بأنه شخص بائس تماما. لماذا؟!
لأنه كان يهمه جدا أن يعتبر سيداً نبيلاً من الدرجة الثانية بدلا من أن يُعتَبر عالماً عبقرياً من الدرجة الأولى!.
لم يكن يكفيه أن لديه عقلاً (نبيلاً)، بل رأى أنه يجب عليه أن يسعى للحصول على مركز (نبيل) أيضا.
وقد طلب من أصدقائه ذوي النفوذ مرةً بعد أخرى، في أثناء تدوينه للمبادئ، أن يحاولوا الحصول له على منصبٍ سياسي في البلاط الملكي.
ولم يكن يهمه كثيراً ألَّا يعتبره الناس أعظم فيلسوف بعد أرسطو، طالما عرفه مواطنوه على أنه تابع سياسي لملك بريطانيا وله راتب!!.
وكان على استعداد لأن يُقسِم أمام (كلية هيرالد) بأنه ينحدر من أسرة نيوتن الشهيرة في لنكولنشير، وعندما سُئل: أيُمكنك تتبع سلسلة النسب؟ أجاب: ولِمَ لا؟
وفي الواقع أنه كان يستطيع أن يتتبع نَسَبَهُ إلى جده الذي كان فلاحاً مغموراً. ولكن لِمَ اليأس؟ إنه سوف يدعم نسبه المهتز بأن يلحق نفسه بنبيل سكتلندي مُفلس.
وعلى أية حال فإنه ليس من المستحيل أن (يشتري) الإنسان نسباً نبيلاً!- هكذا كانت تُحدِّثُ نيوتن نفسه.
وبينما كان نيوتن يحادث نبيلاً سكتلنديا قال متلعثماً: هل تعرف أنني أيضا سكتلندي؟ لقد كان جدي من سادات شرقي لوذيان أو لعله غربها.. ربما كان ذلك والد جدي فأجاب النبيل الأسكتلندي بفظاظة: إنني لم أسمع عنه مطلقا!.
رياضيات… (سُفلى)!
أه.. حسناً، إذا لم يكن في استطاعتي أن أكون سيداً نبيل النسب، فبإمكاني على الأقل أن أكون غنياً… هكذا كان يُردِّد نيوتن بينه وبين نفسه.
لذا اشترى عقاراً في الريف بالإضافة إلى بيته في المدينة. ولكن ما علاقة ذلك بعنوان هذه الفِقرَة؟ وهل إذا كانت هناك رياضيات عُليا لا بد وأن تكون هناك أيضا رياضيات (سُفلى)؟.
اقرأ السطور التالية:
كان العلماء المعجبون بنيوتن، والذين يحضرون لزيارته في الريف، يكتشفون أن (أبا الرياضيات العليا) منهمكٌ في تلك الرياضيات (السفلى) الخاصة بالنزاع مع جيرانه حول عدد الأغنام التي يحق له أن يغذيها من المراعي العامة بالقرية.
وأنه كان مستغرقاً في المساومة مع مستأجري أرضه حول نفقات إصلاح المخازن وشؤون المحاصيل وتهديدهم بإقامة الدعوى القانونية ضدهم إذ هم لم يقوموا بالدفع، بدلاً من الاستغراق في بحثه قوانين الأجرام السماوية.
وأن هذا الرجل الذي اكتشف (لغة) المجموعة الشمسية أصبح مستغرقاً في إتقان لغة السِّباب العنيف ضد ابن أخته (الذي لا يُفلحُ أبداً).
أجمل… وسيط!
كان نيوتن دائم الشجار مع ابن أخته، ولكنه لم يتشاجر قط مع ابنة أخته. فقد لعبت، وفق ما قرر مترجمو سيرته، دورا ما في حياته.
ولكن ما مؤهلاتها؟ تقول مؤهلاتها: ذكاءٌ ألمعيٌّ كالشهاب وجمالٌ قدسيٌّ لا يعاب. يا لها من مؤهلات! تقول الشائعات: إنه كان يجد فيها وسيطاً وشفيعاً مناسباً لتحقيق مطامحه والوصول إلى مآربه.
يقول فولتير : (عندما كنت صغيراً، كنت أظن أن مدينة لندن والبلاط الملكي بها قد عيَّنوا إسحاق نيوتن مديراً لدار المسكوكات بإجماع الآراء، ولكنني كنت مخطئاً.
فقد كانت له بنت أخت ساحرة وكانت تُعجِبُ وزير المالية كثيرا. ولم يكن حساب التفاضل والتكامل، ولا حتى قانون الجذب العام، ليساعداه في قليلٍ أو كثير، لو لم تكن له بنت الأخت الفاتنة هذه!).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]