شبكات الغذاء البحرية

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا موسوعة علمية

تمثل أهرامات الأعداد البسيطة أو الكتلة الحيوية (وزن النسيج الحي) على اليابسة تضاؤل الطاقة عند الانتقال الى أعلى السلسلة الغذائية. بحيث تزداد أعداد وكتلة المنتجات الأولية على أعداد الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب، والتي بدورها تزيد عن اللاحمات. إلا أن المجتمعات البحرية، من جهتها، تختلف كثيرا عن ذلك: فهي تمثل هرما مقلوبا تكون فيه أعداد وكتل المنتجات الأولية أقل من تلك للعاشبات. لكن لو أخذنا بعين الاعتبار انتاج الدورة السنوية الاجمالية، فإن إنتاج المنتجات الذاتية أعلى من ذلك للعاشبات. وهذا يعكس معدلات الانتاج العالية للمنتج الذاتي بمفرده، الذي ينتج في عدة ساعات أو أيام، مقارنة بالعوالق الحيوانية، التي تحتاج إلى أسابيع، أو أشهر لتنتجه، أو الأسماك المفترسة الصغيرة، فهي تحتاج إلى سنة أو أكثر لانتاج فرد جديد.

ومن النادر أن تؤلف مجتمعات البحر المعقدة سلسلة بسيطة من أنواع منفردة، حيث يتغذى كل نوع على النوع الذي دونه. وعادة ما تكون مثل هذه المجتمعات غير مستقرة بتاتا وعرضة للتقلب كثيرا في اعدادها، هذا إن لم تتقوض بالكامل، في حالة نقص حلقة من حلقات السلسلة. من الناحية العلمية، توجد شبكات غذائية وليس سلاسل غذائية مع ترابط معقد بين مختلف أفراد نفس المجتمع. فقد يتغذى نوع واحد مثل السمك المفلطح flounder على عدة أنواع من الديدان الحلقية والرخويات. وقد يتنافس على بعض هذه المصادر مع نجم البحر المفترس والثعابين وغيرها من الأسماك. ولتفادي المنافسة، لجأت مختلف الأنواع إلى استراتيجيات مختلفة لتشاطر الموارد المتوافرة فيما بينها. فعلى سبيل المثال تقوم الحيوانات الصدفية بالترشيح ، وتعتمد على المواد الدقيقة المعلقة في الماء، باختيار أحجام مختلفة من الدقائق أو اختيار مكان آخر للاستفادة من أجزاء المورد المختلفة.

هذا ويمثل الصيد الجائر أحد أخطر التهديدات لاستقرار النظم البيئية البحرية، حيث أن الكثير من تقنيات الصيد لا تدمر فقط البيئة بل حلقات الشبكة المعقدة للعلاقات الغذائية عن طريق القضاء على بعض الأنواع. ومن المؤسف، فان فهمنا لسلاسل الغذاء البحرية ليس كافيا حتى يساعدنا في التنبؤ بتأثير الصيد الجائر على الأنواع الأخرى من المجتمعات البحرية.