شخصية المهندس
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
شخصية المهندس (Personality Of The Engineer). هناك حسّ عام مشترك بين المهندسين وغير المهندسين على حدّ سواء في أن شخصية المهندس مختلفة عن غيره من الناس. فقد وصفت لي امرأة ذات مرة شخصية أبيها المهندس بوصفها لطريقته في تنظيم رزم وتوضيب حقائب العطلة لأولاده الخمسة في صندوق السيارة. فلكل واحد لواصق لونية مختلفة على حقيبته أو حقيبتها، وكان هناك مخطط رئيسي لكيفية توضيب ورزم كل قطعة في الصندوق يشير إلى الترتيب الذي على كل قطعة أن تأخذه عند وضعها أو سحبها. لذا يعتقد بأن الانتباه إلى الضبط والتفاصيل والترتيب بهذا الشكل هي من شخصية المهندس. ولكن هذا ليس كل شيء حول الموضوع.
من بين أكثر المقاطع المقتبسة عن شخصية المهندس هو المقطع الآتي عن شخصية المهندسين الروس الذي ظهر في كتابAleksandr Solzhenitsyn, The Gulag Archipelago, 1918-1956: An Experiment in Literary Investigation, Volume I (New York: Harper & Row, 1974): مهندس؟ لقد كبرت بين المهندسين، ويمكنني تذكّر مهندسي العشرينيات بالفعل: ثقافتهم المفتوحة البرّاقة، دعابتهم الحرة المهذبة، وسرعة الخاطر في تفكيرهم الواسع، السهولة التي ينتقلون فيها من مجال هندسي إلى آخر، وفي هذا الواقع، من التكنولوجيا إلى الاهتمامات الاجتماعية والفن. وكذلك أيضاً، فهم يجسّدون السلوك الحسن ورهافة الذوق؛ وكلامهم المنمّق المتدفّق بسلاسة والذي يخلو من الكلمات غير الثقافية؛ قد يكون أحدهم يعزف على آلة موسيقية، وآخر يهوى الرسم، وتحمل وجهوهم دائماً سمات روحانية.
في مطلع القرن العشرين ظهرت قصة قصيرة كتبتها إليزابيث فوت (Elizabeth Foote): “A Girl of the Engineers” (Atlantic Monthly, December 1905, p. 381)، حيث الراوية هي بنت مهندس وأخت مهندسة. وبما أنها كبرت بينهم تشعر بأنها لا تعرف ملامحهم وطباعهم فقط ولكن أيضاً الصفات المرغوبة في النساء اللاتي يتزوجنَّ من المهندسين. وبالنسبة للفتاة فهناك نوعان من المهندسين، أولئك الذين يريدون العمل في المدينة وأولئك الذين لا يرغبون، وعن هؤلاء الأخيرين تقول:
هؤلاء هم الرجال الذين أعرفهم؛ فقد تدرّبوا على أن يعملوا بمفردهم، أن يتكلّموا قليلاً، وألا يتذمروا أبداً، وأن يتحمّلوا البلادة والرتابة، وبعضهم هم أنفسهم بليد ورتيب. ولكنهم غير تافهين وفي كل منهم حاجة غريبة تقودهم خارجاً إلى الصحارى؛ رغبة شديدة في الحركة والحرية وهواء جديد طلق لا يمكن لأي شي قتله. وآه، لكن أنا سعيدة أن الأمر هو هكذا.
كان هؤلاء الرجال، بالطبع، هم المهندسون الذين مسحوا الحدود، باحثين عن أفضل مسار للقناة، وطريق السكة الحديدية، والتلغراف والطريق السريع، وأفضل موضع للسد. كانوا بناة الجسور ومحطات توليد الكهرباء الهيدروليكية. كانوا بناة أميركا، والنساء اللاتي تزوجنَ هؤلاء الرجال كنَّ قادرات على "تحمّل العزلة والظروف الصعبة في معسكرات الهندسة البعيدة، مع أزواج مشغولين بالكامل بأعمالهم"، وذلك بحسب المؤرخ بروس سنكلير الذي كتب عن نظام قيم المهندسين في مطلع القرن العشرين في مقال"Inventing a Genteel Tradition: MIT Crosses the River," which appears in New Perspectives on Technology and American Culture (Philadelphia: American Philosophical Society, 1986), pp. 1-18.
وبخصوص دراسة عن كيف أن الشخصية بالمعنى الواسع يمكن أن تؤثر في عمل المهندس، انظر:Anton Tedesko and David P. Billington, "The Engineer's Personality and the Influence It Has on His Work A Historical Perspective," Concrete International, December 1982, pp. 20-26. . انظر أيضاً فقرة نكات حول المهندسين Jokes About Engineers في هذا الكتاب.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]