شهادات ومدح العلماء بـ”ابن سينا”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
مدح العلماء بابن سينا التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
عن ابن سينا تحدَّثوا
أشادوا به وأفاضوا من شرقٍ ومن غرب.
من الشرق، يقول زكي علي في كتابه (رسالة الطب العربي وتأثيره في مدنيَّة أوروبا): (ابن سينا أمير أطباء المعمورة وأشهر فلاسفة العرب… لم يُدانِه في شهرته أحد من الأطباء أو الفلاسفة، وكان عبقرياً عظيماً بلغت به العلوم العربية قمة مجدها).
أما محمد عبدالرحمن مرحبا فيشيد به في كتابه (الموجز في تاريخ العلوم عند العرب) قائلا: (نبغ ابن سينا في الفلسفة والطب وهو دون العشرين!
وكان دائم الترحال، إذا عزم على سفر حمل أوراقه قبل زاده، وإذا دخل السجن طلب القلم والقرطاس قبل الطعام والشراب، فجوع العقل كان ينال منه قبل جوع المعدة.
وكان إذا تعب من القراءة والكتابة، جلس يفكر ويُقلِّب في خاطره وجوه الرأي، فتنهال عليه المعاني وينطق بالحكمة).
ويذكر سيد حسين نصر في كتابه : (العلوم والحضارة في الإسلام) أن (ابن سينا حفظ القرآن عن ظهر قلب وهو في العاشرة، وانكبَّ على التأليف وإن كانت بعض مؤلَّفاته كتبها بطريقة الإملاء على بعض أصحابه وهو مُعتلٍ ظهر حصان! إذ كان مغرماً بالأسفار طلباً للعلم. وقد ألَّف قرابة مائتي مُصنَّف!).
ويقول علي عبدالله الدَّفاع : (لمع ابن سينا في جميع العلوم، فنال احترام ولاة الأمر وزملائه وطلابه والعامة، وهو بالنسبة للحضارة الإسلامية ليوناردو دافينشي النهضة الأوروبية).
ويقول عمر رضا كحَّالة في كتابه : (العلوم البحتة في العصور الإسلامية) : (اشتُهر ابن سينا بأمانته العلمية، فكان يحب التوثيق الدقيق، لذا نسب كثيرا من المعلومات عن النبات في كتابيه الأشهرين: القانون والشِّفاء، لأرسطو وتيوفراستس وديسقوريدس وأبقراط وجالينوس وغيرهم.
وكان يتفق مع غيره مبيِّناً أوجه الاتفاق أو يختلف معه فيعارضه معارضة المتمكن من علمه الواثق بنفسه).
أما أحمد شوكت الشطِّي فيقول في كتابه: (تاريخ الطب وآدابه وأعلامه): (حفلت حياة ابن سينا بالعلم والعمل، فاشتُهر أمره، مما أغرى الأمراء بتقريبه منهم وتزيين مجالسهم به وباسمه وتقليده مناصب وزارية كبرى. ومن كان هذا شأنه في عصور المنازعات، فلا مناص له من أن يُنازِع الناس ويُنازِعوه).
ويقول عبدالحليم منتصر في كتابه : (تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه) في معرض تعليقه على أعمال ابن سينا بصفةٍ عامة، والقانون والشِّفاء بصفة خاصة: (أُتيح لي أن أقرأ كتابه القانون في الطب، وخاصة الجزء الذي درس فيه ابن سينا النباتات الطبية، كما نيط بي تحقيق كتابه الشِّفاء فيما يختص بالطبيعيات والمعادن والنبات والحيوان، فإذا به المُجلِّي في هذه الفنون جميعها.
إنها السلامة في العرض، والسلاسة في الأسلوب، والوضوح في البيان مع الدقة العلمية التي تنتزع التقدير والإعجاب. وقد خرجت من قراءاتي لبعض أعمال ابن سينا أنني أمام عبقرية نادرة المثال، أو على غير مثال، حتى قدَّرت قول سارتون ان ابن سينا ظاهرة فكرية ربما لا تجد من يساويه في ذكائه أول نشاطه الإنتاجي.
وعذرت الذين آمنوا به إيمانا كبيراً، حتى إنهم إذا وجدوا حقائق مغايرة لما قاله ابن سينا لم ينسبوا الخطأ له، ولكن قالوا إن ذلك من أغاليط النُّسَّاخ أو أن الطبيعة قد حادت عن مجراها !!).
أما من الغرب، فقد مدحه الكثيرون. يقول جورج سارتون في كتابه (المدخل إلى تاريخ العلم) : (ابن سينا ظاهرة فكرية هائلة، وربما لا تجد له مثيلاً له في ذكائه أو نشاطه العلمي عبر التاريخ).
ويضيف : (ابن سينا أعظم علماء الإسلام ومن أشهر مشاهير العلماء العالميين وهو يمثل القمة التي بلغتها الحضارة الإسلامية في الطب والفلسفة، وقد بقيت مؤلَّفاته متداولة في مختلف أنحاء أوروبا حتى عصر النهضة الأوروبية).
نفس المعنى يؤكده رام لاندو في كتابه (الإسلام والعرب) بقوله : (ابن سينا من الطلائع العبقرية في الطب والفلسفة وبقية العلوم الأخرى التي اشتغل بها. وظل طوال ألف سنة يتمتع بشهرته الأصلية كواحدٍ من أعظم علماء الطب والفلسفة في التاريخ).
أما كارل بوير فيقرر في كتابه (تاريخ الرياضيات): (أن الحضارة الإسلامية قد أنتجت عمالقة في العلوم كلها، بيد أن ابن سينا يعتبر حالة خاصة، فهو العالم الذي اكتسب علوم اليونان واستوعبها ثم شرع بعدها في ابتكاراته وإنجازاته العلمية الكبرى، وهو الشيخ الرئيس، والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي).
كما يقرر رينه تاتون في كتابه (تاريخ العلوم من القديم إلى 1450م): (أن ابن سينا هو العالم المسلم الأول الذي جمع بين العلوم البحتة والعلوم التطبيقية).
ويعتبره إدوارد ثورب في كتابه (تاريخ الكيمياء) بدرجة جالينوس وأبقراط، وهو من أشهر أطباء الإسلام.
كما يُكنِّيه علماء أوروبا – على نحو ما يذكر هولميارد في كتابه (صانعو الكيمياء) – أرسطو طاليس العرب، إذ فاق غيره في علمي الطب وطبقات الأرض.
كما يقول : (تميَّز ابن سينا عن غيره من علماء العرب بنزعته الاستقلالية المتحررة من سيطرة التقليد والارتباط بنظريات وآراء من سبقوه دون تدقيق وتمحيص، كما كان يعتمد كلياً على التجربة العلمية وخاصة في الكيمياء، وقد حارب التنجيم، كما حارب الخرافات والخزعبلات التي تناقلها بعض العلماء.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]