الفنون والآداب

صنع الموسيقى

2008 كتاب المعرفة – الثقافة والفنون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفنون والآداب الأحافير وحياة ما قبل التاريخ

Making Music
قبل آلاف السنين اكتشف البشر الأوائل أشياءً معينة – على سبيل المثال، جذوع أشجار جوفاء وأنواع محتلفة من الحجارة وعظام حيوانات ضخمة – تصنع أصواتاً ممتعة حين يقومون بالضرب عليها.  وتدريجياً ابتكروا أنواعاً جديدة من الآلات لصنع مدى ممتع من أصوات جديدة مختلفة.

صلصل البشر الأوائل بعظام صغيرة وكـأنها خشخيشة وصنعوا الطبول من جلود الحيوانات ونفخوا في قصب الخيزران والعظام ليصدروا نوتات موسيقية.

قام العازفون الخبراء بتعليم الآخرين المهارات التي يتطلبها صنع الموسيقى. وبدأ عازفو الآلات والمغنون بالأداء مع بعضهم.

أقدم آلة موسيقية ما زالت موجودة حتى يومنا هذا وهي عبارة عن مجموعة من عظام الماموث 

(فيل ضخم عملاق)، تم تشذيبها وزخرفتها، وقد عثر عليها في أوكرانيا، وكانت تعزف الألحان بالنقر عليها. وما زالت آلة الإكسيليفون الحديثة تستخدم بنفس الطريقة.
منذ أزمان أي ما قبل التاريخ كانت الموسيقى تشكل جزءاً مهماً في العديد من الطقوس الدينية، كما كانت تستخدم لتعبر عن الأمل والسعادة – في طقوس الزفاف على السبيل المثال – وتعبر عن نحيب المفجوعين في الجنازات. كما كان العديد من الكهنة موسيقيين، يغنون أو يترنمون أو يعزفون على الآلات من أجل تكريم الآلهة.
 

حتى القرن العشرين كانت الآلات الموسيقية تُصنع من مواد طبيعية. وبعضها، مثل الأبواق المصنوعة من قرون الأكباش، كان يُعزف عليها من دون تغيير في النوتة، وبعضها الآخر، مثل الأبواق النحاسية أوالكمنجات دقيقة الصنع (المصنوعة من الخشب المحفور) أو مفاتيح البيانو كان الحرفيون يصنعونها بدقة متناهية. في القرن العشرين استخدم صانعو الآلات مواداً صناعية  كالبلاستيك والنايلون لإنتاج كميات كبيرة من الآلات بكلفة أقل بكثير مما كانت عليه سابقاً.
ظلت آلة المصفار شائعة الإستخدام لمدة لا تقل عن 3000 سنة، وهي تُصنع من أنابيب- مثل سيقان النباتات الجوفاء – ذات أطوال مختلفة مرتبطة مع بعضها، ويقوم العازفون بالنفخ على أعلى الأنابيب. وترجع آلة المصفار (Pan-pipes) في تسميتها إلى الإله الإغريقي بان الذي كان يعيش في البراري، وتحكي الأساطير الإغريقية كيف صنع أول مصفار عن طريق ربط سيقان القصب التي تنمو على جانب النهر مع بعضها.

صُنعت أول آلة ناي من العظام الجوفاء، وفيما بعد صُنعت من الخشب. وكان عازفو الناي الإغريق والإيطاليون القدماء على درجة كبيرة من الذكاء، فقد كانوا يعزفون على آلتي الناي في وقت واحد.
لم يخش صانعو الآلات الأوائل من التفكير بشكل مبدع. على سبيل المثال كان لآلة الكوتو اليابانية أوتاراً طولها 1.8 متراً، وتصدر طنيناً عالياً وعميقاً. وكان على العازفين أن يركعوا على الأرض لكي يعزفوا عليها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى