طبيعة الحياة وخصائص الدول الإيرانية والباكستانية والهندية
2013 دليل الصحارى
السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا
معظم المناطق الداخلية في ايران عبارة عن نجد (هضبة مرتفعة) يحيط به سلاسل من الجبال. وهذا السهل الذي يرتفع أكثر من 500 متر (1650 قدماً) فوق سطح البحر مقسم الى منطقتين رئيسيتين: صحراء الملح، أو دشت كفير (Dasht-e Kavir) وهو اقليم ماحل يستحيل السكن فيه.
ويغطي الملح سطح الأرض مايجعل الزراعة مستحيلة، وفي البعض من أنحائه يكون حتى السفر محفوفاً بالخطر. وتغطي القشرة الملحية مناطق طينية تُخفي أقنية تحت أرضية (Subterranean) عميقة. والتركيبة الهشة لسطح الأرض خطيرة للغاية.
يختلف دشت لوت Dast-e lut تماماً عن دشت كفير من حيث كونه مُغطّى الى حد كبير برمال مفككة متباعدة حجارة رصف صغيرة. وعلى أي حال، تعاني المنطقتان من مناخ حاد، وتصل الحرارة في فصل الصيف الى أكثر من 50 درجة مئوية (122 فهرنهايت) فيما يمكن أن تنخفض في فصل الشتاء الى أقل من درجة التجمد. ويفاقم من التباين في درجات حرارة السهل الايراني الأوسط الريح القوية المعروفة في المنطقة.
ويتجاوز المعدل الوسطي لهطول الأمطار 600 ملم (24 بوصة) في المناطق الجبلية للأطراف الغربية والشمالية فقط. وفي النجد (المرتفع) الأوسط تكون الأمطار أكثر ندرة، مع معدل وسطي سنوي يبلغ 200 ملم (8 بوصات) في الجنوب الشرقي وأقل من 100 ملم (4 بوصات) في أماكن اخرى.
– طهران
تشتمل العاصمة الايرانية طهران على جملة مشاكل بيئية للمستوطنة الحضرية عند حافة الصحراء. وتفتقر المدينة الى مصدر مياه سهل ومتوافر كما أنها تجاوزت منذ زمن بعيد عدد السكان الأقصى المفترض البالغ 5,5 مليون نسمة الذي حددته خطة تنمية في السبعينات من القرن الماضي.
وتمثل هجرة الناس من الريف، وهو شيء حدث في أماكن اخرى من الشرق الأوسط، أحد العوامل التي سببت ارتفاع عدد سكان المدينة الى أكثر من 8 ملايين نسمة.
وأفضت الزيادة المفرطة في السكان التي حدثت في المناطق الحضرية من ايران، وفي طهران بشكل خاص، الى خفض امدادات المياه النظيفة المتوافرة في العديد من مناطق البلاد.
– الصحراء الهندية الكبرى
تفصل حدود طبيعية واسعة بين الهند وباكستان تعرف بإسم «ثار» (Thar) أو الصحراء الهندية الكبرى، وهي تغطي مساحة من حوالي 200,000 كيلومتر مربع (77,000 ميل مربع) وتشتهر بكثبانها الرملية التي قد يصل ارتفاع البعض منها الى 150 متراً (500 قدم).
ويراوح المعدل السنوي لهطول المطر في الأقليم بين حوالي 100 ملم (4 بوصات) في الغرب و500 ملم (20 بوصة) في الشرق. وقلة المطر التي يرافقها درجات حرارة عالية وريح شديدة تصل الى 150 كيلومتراً (90 ميلاً) في الساعة –وخاصة في شهري مايو ويونيو– لا تشكل فقط عواصف رملية مخيفة بل تفضي أيضاً في غالب الأحيان الى تغطية التربة الخصبة بالرمل.
وبخلاف العديد من الصحارى تفتقر «ثار» الى مورد جيد للمياه الجوفية. كما أن المياه الجوفية القليلة الموجودة هناك تقع في أماكن عميقة جداً وهي عادة شديدة الملوحة بحيث يتعذر استعمالها بصورة مفيدة.
وبسبب هذه العوامل القاسية ودرجات الحرارة العالية في فصل الصيف والتي تصل الى 50 مئوية (122 فهرنهايت) عاش عدد قليل جداً من الناس في الماضي في هذا الأقليم.
وعمد من أقام هناك الى تربية الغنم والمواشي في مناطق صغيرة حيث وجدت كميات كافية من المياه لزراعة العشب. وعلى أي حال، وبعد إنجاز قناة انديرا غاندي في عام 1986 تم بناء العديد من مشاريع الري مما جذب المستوطنين والرعاة الى المنطقة.
– القومية والديانة
تمثل المعالم الإنسانية والسياسية في الشرق الأوسط مزيجاً غير مستقر ودائم التغير من الديانة والهوية القومية. وأسهم هذا الخليط في اندلاع العديد من الحروب وتحركات الناس، وكذلك في ارث من النزاعات الدولية مثل النزاع العربي – الاسرائيلي.
والبعض من أكثر مناطق النزاع سخونة هي الخالية بقدر أكبر غير أن حقول النفط فيها جعلتها بؤرة اهتمام استراتيجي دولي. وكان النزاع بين الكويت والعراق حول حقل برقان النفطي أحد العوامل التي أدت الى حرب الخليج في عام 1991.
وقد شهد الشرق الأوسط ظهور ثلاث ديانات رئيسية قديمة هي الإسلام والمسيحية واليهودية والتي لا تزال تتمتع بأهمية اليوم. وحتى ظهور الإسلام في القرن السابع كانت المسيحية ديانة معظم شعوب المنطقة.
وعلى أي حال كان الشرق الأوسط دائماً مقسماً جداً نتيجة المسافات الواسعة بين شعوبه ولم تتمكن المسيحية قط من التأثير بقوة على بدو الصحراء العربية. كما أن الإسلام مقسم الى فرعين رئيسيين وكل منهما مقسم الى عدة طوائف.
– الهوية القومية
القومية تعبير يفوق الديانة في صعوبة تعريفه وتحديده. وقد ترمز القومية الى المجتمعات القديمة – كالمصرية والايرانية – أو تشير الى دول مثل ليبيا والأردن حديثتي العهد.
وكان لبنان بتركيبته الطائفية الفسيفسائية والعشائرية قد حصل على وضع قومي بعد الحرب العالمية الأولى من أجل دفع الأهداف السياسية الغربية في المنطقة.
وتمثل الأقلية الكردية العراقية أمة من حيث اللغة المشتركة والثقافة والوطن، فيما تميز الهوية الدينية المسلمين الشيعة في جنوب شرقي العراق عن بقية العراقيين.
والشرق الأوسط، قبل كل شيء، هو موطن الشعب العربي. ويتوحد العرب من خلال اللغة والتراث المشترك، ولكنهم ينقسمون الى مجموعة شمالية ومن البحر الأبيض المتوسط تقول بانتسابها الى عدنان ومجموعة من الجنوب العربي وجدت في اليمن وحضرموت وعمان.
وقد مثل هذا التمييز ديمومة إبان عهد الامبراطورية العربية، وأفضى الى صراعات أهلية ونزاعات الحكام. وقد مكن زوال الامبراطورية العثمانية في مطلع القرن العشرين من ازدهار القومية العربية.
وبحلول نهاية الحرب العالمية الثانية نال معظم الدول العربية الاستقلال، وخلال الستينات من القرن الماضي تزعم الرئيس المصري جمال عبد الناصر حملة لم يكتب لها النجاح لتحقيق الوحدة السياسية العربية.
وكان البعض من المسلمين يحلم بعصر تنتهي فيه القومية من خلال تحقيق رؤية اسلامية شاملة. ولا يزال العديد من العرب يحلم بإقامة دولة عربية موحدة.
اسرائيل العصرية دولة حديثة العهد تماماً، وقد ظهرت الى الوجود رسمياً في سنة 1948، ومع ذلك فهي تجسد أحلام اليهود في العودة الى الوطن الذي يرجع الى 2000 سنة. وضمن اسرائيل توجد أقليات قديمة العهد من المسلمين العرب والمسيحيين والدروز يحملون الجنسية الإسرائيلية ولكن ولاءهم قد يكمن في مكان آخر.
وحوالي 75 في المئة من سكان اسرائيل يعكسون المهاجرين في مطلع القرن العشرين وقد ازداد عددهم عبر هجرات الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي.
والهجرات من الاتحاد السوفياتي السابق خلال أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي زادت من نسبة السكان المهاجرين الى 80 في المئة. ونتيجة احتلال اسرائيل للضفة الغربية من نهر الأردن ( بما في ذلك القدس الشرقية ) وقطاع غزة خلال حرب الأيام الستة في 1967 لاتزال اسرائيل تهيمن على سكان ثوريين من الفلسطينيين العرب الذين يحلمون أيضاً بقيام دولة لهم.
– التشدد الإسلامي
ينقسم المسلمون الى فرعين: السنة والشيعة، وتمثل السنة 80 في المئة من العالم الإسلامي، غير أن الشيعة تهيمن على ايران.
وفي عام 1979 أفضى ظهور التشدد الشيعي في ايران الى الاطاحة بالشاه المؤيد من الغرب والى اقامة حكومة بقيادة الإمام آية الله الخميني. وقد أطلقت الثورة الإسلامية الايرانية موجة من الهزات في شتى أنحاء الخليج العربي.
توجد أقلية شيعية من العرب في العراق، غير أن قومية جيرانهم في ايران مختلفة. وفي غضون ذلك أفضت الانقسامات العرقية (Ethnic) في أفغانستان ذات الأكثرية السنية بين الباشتو والطاجيك الى مزيد من الانقسام في المنطقة.
وضمن المجتمعات البدوية أدت الحركات الدينية الى تغيرات دينية وسياسية. ونجم عن حركة «المرافيد» (Almoravid) التي بدأت بين البدو البربر في الصحراء الكبرى الغربية في القرن الحادي عشر اقامة امبراطورية شمال أفريقية. وفي القرن الثامن عشر ثارت الحركة الوهابية في نجد في شبه الجزيرة العربية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]