التاريخ

طرق الطب القديمة المستخدمة من قبل الحضارات لعلاج المرضى

2016 أصل العلوم ما قبل التاريخ

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التاريخ الأحافير وحياة ما قبل التاريخ

يُصاب الناس بالمرض دائماً وعبر التاريخ وجد الأطباء لمداواتهم. قام حامورابي الذي حكم البابليين من سنة ١٧٩٢ ق.م. وحتى ١٧٥٠ ق.م. بوضع قوانين عدة، كما أصدر أحكاماً موثقة على عمود صخري تشمل عقوبات على الأطباء الذين يخطئون في العلاج.

فإذا فتح الطبيب خُراجاً وأدى ذلك إلى موت المريض بترت يدا الطبيب المعالج، وذلك إذا كان المريض حراً، أما إذا كان المريض مملوكاً يحكم على الطبيب بتوفير عبد بديل لمالكه فقط.

كان كل فرد في بابل يُشجع على مساعدة المرضى، ولذلك كان طبيعياً ترك المرضى على قارعة الطرق حتى يتمكن المارة من تقديم النصائح الطبية لهم، وغالباً ما كان الأطباء الممارسون يخمنون مسار الأمراض بالكهانة وذلك بفحص كبد أضحية حيوانية.

طلب النصح من الأصدقاء والجيران عادة قديمة موجودة في كل مكان إلى حد أن «الطب الشعبي» مازال يمارس حتى اليوم.

ونظراً لأن البشر لم يكونوا قد اكتشفوا تركيب الجسم البشري بعد ولم يتوصلوا إلى فهم وظائف أعضائه المختلفة، ساد الاعتقاد بوجود نوعين من الأمراض.

 

فمن ناحية اعتبرت الأمراض البسيطة من مثل النزلات المعوية الخفيفة والصداع ونزلات البرد جزءاً من الحياة اليومية المعاشة، ولذلك احتمل البشر هذا النوع من الأمراض وعالجوها بما توفر لهم من أدوية ثبتت فائدتها.

أما الأمراض الأكثر حدة مثل الحمى والجدري أو الدوزنتاريا، فقد اعتبرها الأقدمون عملاً من أعمال الشياطين التي سكنت الجسم أو من أعمال الآلهة التي أهانها الشخص المريض.

وعلى هذا الأساس تنتقم الشياطين والآلهة لنفسها بالقاء لدغة العقرب أو لسعة النحل على أجسام ضحاياها أو بإدخال الديدان فيها أو بانتزاع جزءٍ مهم منها – وغالباً ما يكون الروح.

وبناءً على هذه النظرة استند العلاج إلى انتزاع سم العقرب أو إفرازات النحل أو الديدان أو حتى طرد الشياطين المسببة لأعراض المرض أو تشجيع الروح على العودة إلى مكانها الطبيعي في الجسم.

 

واستنادا إلى ما يعتبره الطبيب المعالج مناسباً فقد يستخدم المص أو العلاج باليد (مثل التدليك) لإزالة سبب المرض إضافة إلى إعطاء أدوية عشبية تؤخذ بالفم، كما تجرى عمليات الرقية أو كتابة التعاويذ، ومن هذا المنظور شمل العلاج السحر وإقامة الطقوس الدينية، وعرف الممتهنون له «برجال الطب» أو «نساء الطب».

كان من ضمن وسائل طرد مسببات المرض خارج الجسم حفر ثقب بطول 1 إلى 2 بوصة (2.5 – 5 سم) عبر الجزء العلوي من الجمجمة، وعرفت هذه العملية بعملية التربنة وشملت ممارستها العديد من أجزاء العالم، وقد اكتشفت جماجم مثقوبة يعود تاريخها إلى مرحلة ما قبل التاريخ وذلك في أوروبا وبيرو.

ومما يدعو للعجب أن المعالجين بهذه الطريقة الوحشية كانوا غالباً ما يبقون على قيد الحياة، إذ كانت العظام تنمو لسد الفجوات التي أحدثت في الجمجمة.

من جانبهم كان للمصريين أطباؤهم وجراحوهم، ويعتبر أمحوتب أحد أوائل الأطباء وكان في الوقت نفسه وزيراً ومنجماً ومعمارياً ومستشاراً للملك زوسر الذي حكم مصر من عام 2630 ق.م. وحتى 2611 ق.م. وبعد 100 عام من وفاته توج أمحوتب إلها للطب.

 

أما الطب الصيني فقد بدأ قبل ما يربو على ٤,٥٠٠ سنة. اعتقد الصينيون أن علة المرض تكمن في عدم التوازن بين الأنثى (ين) والذكر (يانغ) على مستوى المبدأ الكوني، ولذلك هدفت طرق علاجهم إلى إعادة التوازن بين الاثنين.

استخدم الأطباء الصينيون أعشاباً علاجية عدة من بينها نبات ماهوانج (Ephedra sinica) والذي ينتج مادة الإفدرين المستخدمة حتى اليوم لعلاج حالات الربو والتهابات الشعب الهوائية، ولعل أشهر الأعشاب الطبية التي استخدمها الصينيون نبات الجنسنغ (Panax Pseudoginsong).

ظهرت ممارسة الإبر الصينية لأول مرة منذ أكثر من ٤,٥٠٠ سنة، فنظراً لتحريم قطع الجسم على العلماء الصينيين لم تتوفر لديهم معلومات دقيقة عن تشريح جسم الإنسان.

كان اعتقادهم راسخاً أن الجسم البشري مقسم إلى ثلاث مناطق أسموها «المناطق المتأججة»، وبأن المبدأ الكوني (الين واليانغ) يسري في أنحائه عبر ١٢ قناة؛ ولذلك اعتمدت تقانة العلاج بالإبر الصينية إدخال إبر معدنية باردة أو دافئة خلال الجلد في نقاط معينة من الجسم لها علاقة بالعضو العليل أو الأعضاء العليلة، وهناك المئات من هذه النقاط بحسب نظريات طب الإبر الصينية.

 

وفي الهند مازال الطب الأيروفيدي المعتمد على كتب الديانة الهندوسية المسماة «الفيدا» (هي أربعة كتب مقدسة عند الهندوس)، مازال هذا الطب ممارساً حتى اليوم، ويعود تاريخه إلى ما قبل حوالي 3,000 سنة.

ويهدف الطب الأيروفيدي بالدرجة الأولى إلى الوقاية من الأمراض بوساطة تغيير أسلوب الحياة والعناية بالصحة العامة وممارسة اليوغا.

أما على مستوى العلاج من الأمراض يعول هذا الطب دخل الطب الصيني اليابان حوالي القرن الخامس الميلادي.

الصورة لتمثال صغير مصنوعٍ من العاج يعود إلى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر، وضعت العلامات المبينة على خطوطٍ طولية كدليل للمعالج عن أماكن إدخال الإبر الصينية عند العلاج.

على الأعشاب والأملاح المعدنية المعدة وعلى نظام غذائي صحيح، وبذلك فإن ممارسي الطب الأيروفيدي يعالجون الشخص بكامله بدل التعامل مع مرض محدد.

 

في الأساطير اليونانية أن أسكليبيوس (يعرف أيضاَ تحت اسم إسكلابوس وكذلك إسكوبيوس) هو أحد أبناء الإله أبولو.

قام على تربية أسكليبيوس أعظم حكماء جنس القنطور (كائن خرافي له جسم حصان ورأس تمثال ويدا إنسان) وهو الحكيم شيرون.

علم شيرون أسكليبيوس فنون التداوي، لذلك عبده الإغريق باعتباره إلهاً للتداوي، وبنوا له مئات المعابد عبر اليونان، لكن هذه المعابد كانت بمثابة مستشفيات يزورها المرضى باحثين عن علاج لعللهم.

وقد ارتبط اسم أسكليبيوس مع الثعبان نظراً للاعتقاد بظهوره على هذه الهيئة أحيانا، وساد الاعتقاد بان العلاج يتأتى من خلال زيارة أسكليبيوس نفسه (أو الثعبان) للمريض في الحلم، وبناء على ذلك عمد المرضى إلى قضاء ليلتهم في المعبد ليصفوا في اليوم التالي أحلامهم للكهنة الذين يقدمون لهم النصح في ما يجب عليهم فعله للشفاء من أسقامهم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى