التاريخ

طرق انتقال العلم العربي إلى أوروبا

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

انتقال العلم العربي إلى أوروبا التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

في الوقت الذي أخذت فيه شمس الحضارة العلمية العربية في العصر الإسلامي تميل إلى الغروب وبدأ مدها العالي في الإنحسار، جعلت أوروبا تفيق من سباتها الطويل فتتلقى إشراقة شمس الحضارة العربية ويغمرها فيض علمها، فقد شعر الأوروبيون بتخلَّفهم عن العرب وحاجاتهم إلى الاغتراف من هذا المعين الجديد.

وإذا كان العلم الإغريقي قد انتقل إلى الحضارة الإسلامية فحافظ عليه علماؤها وأثروه طيلة قرونٍ ثمانية أو تزيد، فإن العلم العربي قد انتقل من بلاد المسلمين إلى أوروبا، وكان الانتقال بطرقٍ مختلفة، منها :

 

1- الاتصال المباشر: بين علماء أوروبا وعلماء العرب عن طريق المراكز العلمية في أسبانيا وصقلية وإيطاليا وفرنسا والقسطنطينية . فقد دأب علماء أوروبا على زيارة تلك المراكز على شكل بعثات دراسية ، فضلاً عن إقامة المراكز المماثلة في الغرب.

وقد أخذ بعض نوابغ القرون الوسطى الكثير عن علماء العرب مباشرة منذ القرن العاشر. ومن أظهر الأمثلة على ذلك "جيربيرت الأوريلاكي" المتوفي عام 1003 والذي أصبح فيما بعد "سِلفِستر" الثاني. فقد عبر جبال البرانس سعياً وراء معرفة العلوم العربية، وذهب إلى طُليطلة، حيث انكب على الدراسة وجمع المخطوطات.

وعقب عودته بدأ في نشر العلوم العربية في فرنسا وألمانيا ثم في إيطاليا عندما احتل كرسي البابوية. ودرج الكثيرون من علماء أوروبا على أخذ العلم عن هذا الطريق، وأصبح من الأصول المتبعة في الدوائر العلمية الأوروبية تعلم اللغة العربية وقراءة مخطوطاتها مباشرة ! .

ومن الطرق الأخرى التي انتقلت بواسطتها العلوم العربية إلى الغرب مباشرة: الحروب الصليبية، وقيام المعلمين العرب في مراكز التعليم الأوروبية، وتكليف العلماء من العرب بالتدريس في المراكز التابعة للحكَّام الإيطاليين .

 

2- الترجمة: ترجمة المراجع العربية إلى اللغات الأوروبية. وقد بدأت حركة الترجمة في القرن العاشر، ووصلت ذروتها بين القرنين الحادي عشر و السادس عشر، ثم استمرت بعد ذلك على نطاق ضيَّق.

وكان من أبرز المُترجمين في ذلك الوقت "جيربيرت الأوريلاكي"  و "قسطنطين الأفريقي" و"جيرارد الكيموني" و "فاراجوت" ثم "أندريا البيلوني" في إيطاليا (والمتوفى عام 1520 م) . كما تم إنشاء كلياتٍ للترجمة في كلٍ من طليطلة وقرطبة وأشبيلية وغيرها من المراكز العلمية .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى