طرق “حفظ الأطعمة” وأهميتها
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حفظ الأطعمة طرق حفظ الأطعمة أهمية حفظ الأطعمة البيولوجيا وعلوم الحياة
توجدُ الكائنات الدقيقةُ حيث يتوافرُ الغذاءُ الصالحُ للإستهلاك الآدمي، ولذلك تكون الموادُ الغذائيةُ معرضةً للتلوث بالميكروبات في أماكن وجودها الطبيعية، أو في أثناء نقلِها وإعدادِها.
وعند تلوث الموادِ الغذائيةِ بالميكروباتِ تصبحُ وسطاً ملائماً لنموها، وسوف يؤدي هذا إلى إحداثِ تغيراتٍ في الصفات الكيميائية والفيزيائية للغذاء، ثم في النهاية إلى تلَفِهِ.
ووجودُ الكائناتِ الدقيقة في الغذاءِ مَسئول عن الإصابةِ بالتسمُمِ الغذائي، وكذلك عن العدوى بالأمراضِ المحمولةِ في الغذاءِ.
لذلك كانَ من الواجبِ الاهتمامُ بتطويرِ الطرقِ المختلفةِ لحفظِ الغذاء وإعدادِه للاستهلاكِ بعدَ مُدةٍ من الزمنِ.
ويتأثرُ الغذاء الذي يتناوَلهُ الإنسانُ بأنواعٍ مُختلفةٍ من الميكروباتِ، بعضُها يؤدي إلى تحللِ الغذاءِ وفسادِهِ، في حين تستخدَمُ أنواعٌ أخرى منها في تصنيع كثير منَ الأغذيةِ، مثل الأجبانِ، والخل، وصلصة الصويا. وإضافةً إلى الميكروبات من بكتيريا وفطرياتٍ.
هناك عواملُ أخرى يُمكنُ أن تُؤدي إلى فساد الغذاءِ الخام (النيئ) مثل، الأكسجين الجوي والأنزيماتِ الموجودةِ أصلاً في الغذاء؛ فهذه العواملُ تؤدي إلى إحداثِ تغييراتٍ في التركيب الكيميائي للغذاءِ.
وتُؤثِرُ في قوامِه ونكهتِهِ ولونِهِ. كذلك وجودُ الحشراتِ والقوارضَ يُؤدي إلى حدوثِ خسائرَ فادحةٍ في مخزونِ الغذاءِ.
وتعليبُ وحفظُ الغذاء يتطلب حمايةَ المواد الغذائيةِ ضد نمو الميكروبات، والعوامل الأخرى التي تُؤدي إلى فَسادِهِ، وحِفظُها لإمكانِ استهلاكِها في المستقبل.
والغذاءُ المحفوظُ يجبُ أن يكونَ محتفظاً بنكهتهِ ومظهرِهِ وقوامِهِ، إضافةً إلى قيمتِهِ الغذائيةِ الأساسيةِ. وليس هناك طريقةٌ واحدةٌ لحفظِ الغذاءِ فترةً طويلةً ضدِّ جميعِ هذهِ العواملِ.
فهُناك عددٌ من هذه الطرقِ، نذكرُ منها: التعليبَ، والتجفيفَ، والتثليجَ، والتمليحَ، والتسكيرَ، والتدخينَ، وإضافةَ موادَّ حافظةٍ، والتجفيف بالتجميد. ويعتمدُ اختيارُ الطريقةِ على نوعِ الغذاءِ المرادِ حِفظُه. وسوف نشرحُ فيما يلي أهمَّ هذه الطُرق:
1- التعليبُ: في هذه الطريقةُ يحفظُ الغذاءُ في عُلبةٍ أو زجاجةٍ مُحكمةِ الغلقِ. ثم تُسخَّن لقتلِ جميعِ الكائنات الموجودةِ بها، وهي إحدى طُرُق التعقيمِ بالحرارةِ.
ويُحفظ الغذاءُ بواسطتها مدةً طويلةً، ولكنْ يحسنُ بنا الاطلاعُ على تاريخِ انتهاءِ صلاحيةِ الغِذاءِ المبيَّن على العلبة الحاويةِ له، حتى لا نتعرض لتناولِ طَعامٍ فاسد يؤذينا.
2- التجفيفُ: من الطُرقِ القديمةِ لحفظِ الغذاءِ. تُجففُ الأغذيةُ إما بتعريضِها لحرارةِ الشمسِ وإما لدُخانِ النار. وتُستخدم هذهِ الطريقةُ لِحِفظِ بعضِ أنواعِ الأسماكِ، وبعضِ الثمارِ مثل، التين، والمشمش، وبعض الأعشابِ والخضَر.
والتجفيفُ بنزعُ الماءَ بتبخيرِهِ عندَ درجاتِ حرارةٍ مُنْخَفِضة ليُصبِحَ الغِذاءُ في حالةٍ جافةٍ (مسحوقٍ)؛ هي الطريقةُ الأحدثُ التي تُستخدم لحفظِ اللبنِ والبيضِ وكثيرِ من المواد الغذائيةِ السائلةِ، والتي يُمكنُ إعادتُها إلى حالَتِها السائلة بإضافةِ الماءِ إليها.
3- التجفيفُ بالتجميد: هذهِ من أحدثِ الطُرُقِ المتبعةِ لحفظِ الأغذية.
وقد طُوِّرَت هذه التقنيةُ في الستينيات من هذا القرنِ، وهي تعتمدُ على تجميدِ المادةِ الغذائيةِ ثم تعريضها إلى عملية تفريغٍ، حيث يتبخرُ الثلج الموجودُ في أنسجَتِها بسرعةٍ.
ومن مُميزاتِ هذه الطريقة أن المادةَ المحفوظةَ تشغل حيِزاً صغيرا. ويمكنُ الاحتفاظُ بها لمدةٍ طويلةٍ، إذا ما حُفِظتْ بعيداً عن الرطوبةِ.
4- التّمليحُ: من الطُرقِ القديمةِ، ويُحفَظُ الطعامُ إما بِرَشِّهِ بالملحِ، وإما بنَقْعِهِ في محلول الملحِ المُركَّز.
وتُستخدم هذهِ الطريقةُ لحِفظِ بعضِ أنواعٍ من اللحومِ، وكذلك يُمكنُ استخدامُ الخلِّ لِحفظِ بعض أنواعٍ منَ الخُضَر، وهي التي تسمى المُخلَّلاتُ.
5- التَّسكيرُ: عند تصنيع المربى ومعلبات الفواكهه تُشرَّبُ الفاكهة بالسكَّرِ بطَهيِها حتى يصلُ محلولُ السكر إلى التركيزِ المطلوب.
6- البَسْتَرة: عند تحضيرِ الموادِّ السائلةِ مثلِ الحليب للحِفظِ فإنه منَ الضروري المحافظةُ على طَعُمِهِ وشكلِهِ، لذلك تُستخدمُ عمليةُ البَستَرةِ لِحِفظِها لوقتٍ محدد.