طرق لعب رياضة الرماية بالسلاح والتطور التي شهدته دولة الكويت من خلالها
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
رياضة الرماية بالسلاح دولة الكويت طرق لعب رياضة الرماية بالسلاح العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة
أحسَّ الإنسانُ مُنذُ القِدمِ بحاجتهِ إلى الحمايَةِ والتَّسلُّحِ لِمُواجَهَةِ الأعداءِ والحيواناتِ المُفْتَرِسَة. فكانَتْ أوّلَ الأسْلِحَةِ في التّاريخٍ الحِجارَةُ، ثمَّ اسْتَخْدَمَ الْعَصا، ثم النّيرانَ.
وبَعدَ ذلكَ اسْتَخْدَمَ الإنسانُ السَّيْفَ والْقوسَ والرُّمْحَ وغيرَ ذلكَ من الأدواتِ الْحَديثَة. وكانَتْ الرِّمايةُ جُزءاً مهمّاً من حياةِ الإنسانِ للدِّفاع عن نفسِهِ وعَنْ قبيلَتِهِ وعنْ أرْضِهِ. وكذلكَ للْحِفاظِ على مواردِ طعامِهِ وشرابه.
وعندَما اختُرِعَت الأدواتُ النّاريّةُ مثلُ البارودِ والبنادِقِ والرشّاشاتِ، بدأَتْ في العالم كُلِّهِ رياضةُ الرّماية بالسِّلاحِ حيثُ إنها كانَتْ تحتاجُ إلى قدرٍ كبيرِ من الْمهارَةِ والتَّدريب، شأنُها كَشَأْنِ الرِّماية بالسّهْم.
وأوّلُ من اسْتَخْدَمَ البنادقَ ذاتَ خرطوشةِ طلقاتِ البارُود هو «ليفوشو» عامِ 1832.
ومنذُ ذلكَ الحينِ تطوّرَت الأوضاعُ وأُدخلَت التحسيناتُ وأجريت الاختراعاتُ لزيادةِ قُوَّةِ البارود وزيادةِ قوَّةِ البنادقِ، إلى أن وَصَلَ الإنسانُ إلى البندقيّة الحديثةِ، وإلى البندقيَّةِ متعَدِّدَةِ الطّلقات، أو نِصْفِ الآلِيَّة … فالرّشّاشات.
والجزيرةُ العربيَّةُ لم تكُنْ بمنْأَى عن الرَّمْي بمُختلفِ أشكالهِ وأنواعهِ. فلقدْ برعَ العربيُّ في الرَّمي وانْتَسَبَ إليهِ بِكُلِّ افْتِخار، ولقد ساقَتْ لَنَا عُيونُ الشِّعْر العربيِّ أبياتاً خلَّدَتْ عبرَ التاريخِ مهارةَ الإنسانِ العربيِّ في الرماية.
ولمْ يُغْفِلْ دِينُنا الإسلاميُّ الحنيفُ الرّمايةَ، حيثُ حثَّ على التَّدرُّبِ عليها، أُسوةً برُكوبِ الخيلِ، والسِّباحَةِ.
وقدْ قالَ سيِّدُنا عمرُ بنُ الخطّاب، رَضِيَ اللهُ عنه، «عَلِّموا أولادَكم السّباحةَ والرِّمايَةَ ورُكوبَ الخَيْل». وقالَ الرَّسولُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «ارْمُوا وارْكَبُوا فإنْ تَرْمُوا خيرٌ لكم مِنْ أن تركَبُوا»، كما قال عليهِ الصّلاةُ والسَّلامُ: «ألا إنّ القوَّةَ الرَّمْيُ».
وهكذا اتّصلَتِ الرّمايةُ وتواصَلَتْ مَعَ أبناءِ الخَليجِ العربيِّ عبْرَ كلِّ الأجيالِ، وكانَتْ دائماً فَخراً وإعزازاً للعربيِّ الذي تعامَلَ معها كَسلاحِ يَذُودُ به عن وطَنِهِ، أو كَهِوايةٍ يُمارسُها، ثمّ كرياضةٍ يَنْتَسِبُ إليها.
والرّمايةُ من الرّياضاتِ التي تَشْمَلُها مسابقاتُ الألعابِ الأولمبيّةِ، والهدفُ منها تَعَرُّفُ مَدَى قُوّةِ ودِقّةِ اللَّاعبِ في الرِّمايَةِ، ومدى قُوَّتِهِ وسُرْعَةِ تركيزهِ في محاوَلاتهِ.
وهناكَ طريقَتان لِلَّعِبِ (الرّمايةِ بالسِّلاح):
أولاً: الرّماية على الهدفِ الثّابتِ:
وهيَ تَجْري فَوْقَ أرضٍ خاصَّةٍ مُعَدَّةٍ لهذا الغرَض. وتُسْتَخْدَمُ فيها أَسْلِحَةٌ مُخْتَلِفَةٌ. وهذهِ الأسلحةُ هي: الطّبَنْجة – البُنْدقيَّةُ القصيرة – البَنادِقُ الخاصّة.
ويُصَوِّبُ الرّامي طَلَقاتِهِ نحوَ أهدافٍ مُختلفةٍ، منْها الهدفُ الثابتُ، والهدفُ المُتَخَفّي.
ثانياً: الرِّمايةُ على الهدَفُ الطّائر:
وهي نوعٌ آخرُ من المُسابقاتِ، يجْري التّصْويبُ بِبُندقيّةِ الصيدِ نحو هدَفٍ مُتحركٍ في الهواء، وهي تُقامُ على نوعين:
1- الرِّمايَةُ على الأطْباق: وفيها يجِبُ على الرّامي أن يصيبَ طبقاً مُستَديراً من الفُخَّارِ.
2- الرِّمايَةُ على الحَمام: وهي نوعٌ منَ المُسابقاتِ يطلقُ عليها هذا المُسمَّى حتى ولو استُخْدِمَتْ على طُيورٍ أخرى غيرِ الحمام، ففي بَعْضِ المُسابقاتِ تُطْلَقُ على الطّيور الأخرى مثل الزُّرْزورِ أو اليَمامِ أو غيرهما من الطُّيورِ التي تكونُ في حجمِ الحمام تقريباً.
ولكنْ نظراً لِنِداءات الرّحمةِ بالطيورِ، ورغبةً في حماية البيئة، طالبَتْ عدّةُ جهاتٍ بِمَنْع هذهِ المسابقات حتّى نجحَ العديدُ من الدُّولِ في منْعِها، ومِنْها فَرَنْسا.
وفي المُسابقاتِ الأُوليمبيَّةِ يوجدُ ميدانٌ رياضيٌّ( حَلْبَة) لِمُمارَسَةِ مسابقاتِ رياضةِ الرِّمايةِ. وميدانُ الرِّمايةِ مغلقةٌ حتَّى لا تتسرَّبَ طلقاتُ الرصاصِ خارجَ الميدانِ، فتصيبَ الآخرينَ بأذى.
وتوجدُ في الساحةِ أهدافٌ طائرةٌ، أو منصةُ إطلاقِ الحمامِ أو الطُّيورِ. وهناكَ مِنصَّةٌ أُخرى لِمَدْفَعِ الأطْباق.
والآنَ أصبحتْ مَدافِعُ الأطباقِ تُطلِقُ عِدَّةَ أنواعٍ من الأهدافِ بعضُها مُصَنَّعٌ مِنَ الجِبْسِ أو الفَخَّارِ تَطْبيقاً لِنِداءاتِ حمايةِ البيئةِ ويوجَدُ مكانٌ يقفُ فيهِ الرُّماةُ الّذينَ يقومونَ بإطلاقِ النَّارِ على شَتَّى ضُروبِ الأهداف.
وفي عام 1850 بَدَأَ نَشاطُ رياضَةِ الرِّمايَة. وتعدَّدَتْ ميادينُ رياضَةِ الرِّمايةِ في عام1860 وكانَ أهمُّها (ويمبلدون) في إنجلترا، وأُسِّسَ أوَّلُ اتِّحادٍ أهلي للرِّمايةِ عام 1871.
وعندما تمكَّنتِ الكويتُ من ثرواتِها الطبيعيَّةِ قامت شركةُ نفطِ الكويتِ ببناءِ أوَّل ميدانٍ لرمايةِ «السكيت» أي : الأبراجُ، وميدانُ البندقيَّة والمسَّدس التي افْتَتَحَها صاحبُ السُموِّ أميرُ البلادِ المُفَدَّى الشيخُ جابر الأحمد الصباح، حفظهُ اللهُ، وعندما كانَ محافظاً لمدينةِ الأحمدي.
وهكذا تَكَوَّن نادي الأحمدي التابعُ لجمعيةِ محافظةِ الأحمدي عام 1959- وكان تحت اسم «نادي الكويت للرماية».
وفي عام 1961 بدأَتْ رياضةُ الرِّمايةِ تحتلُّ مكانَها من خلالِ نشاطاتٍ متواصلةٍ في المناسباتِ الوطنيَّة، عندما كانتْ تُقامُ البطولاتُ.
وفي يومِ 15من مايو عام1983 دَخَلَتِ الرِّمايةُ الكويتيَّةُ مرحلَةً ثانيَةَ من مراحلِ تطوُّرِها، إذ تَمَّ في ذلك اليوم إشهارُ أوَّلِ لجنةٍ للرِّمايةِ الكويتيَّةِ كإحْدى اللِّجانِ المُنْبَثِقَةٍ عن اللجنةِ الأُولمبيَّةِ الكويتيَّة.
وكان لا بُدَّ بعدَ الإنجازاتِ الكثيرةِ الَّتي حقَّقَتها رياضةُ الرِّمايةِ للبلادِ، أَنْ تخطو هذه الرِّياضةُ خطوةً أُخرى تعزِّزُ من استقلالِها وحُرِّيتها وتكونُ دافعاً إلى المزيدِ من الجهدِ والعطاءِ.
وَتوِّجَ ذلكَ بإشهارِ نادي واتِّحادِ الرِّمايةِ الكويتيّ الرِّياضيّ بقرارِ الهيئةِ العامَّةِ للشَّبابِ والرياضةِ رقم (576) بتاريخ 6 من ديسمبر عام 1994.
وقد تَمَّ تشكيلُ أوَّلِ مجلِسٍ للإدارةِ في الاجتماعِ التأسيسيِّ لِمُؤسِّسي النّادي البالغِ عددهم 64 عُضْواً يوم 23 من يناير عام 1995.
وجاءَ إشهارُ النّادي، كَكِيانٍ مستَقِلٍّ متخصِّصٍ بالرمايَةِ، معزِّزاً ومطوِّرًا لقدراتِ رماةُ الكويتِ وجعلهم على اتِّصالٍ دائمٍ مع أحداثِ المستجدّاتِ العالميَّة.
وكانَ من الطَّبيعيِّ بَعْدَ كُلِّ هذهِ الجهودِ المخلصةِ من كافَّةِ المسئولينَ في الدَّولة، وفي اتِّحادِ الرِّمايةِ في الكويت.
أَنْ يَمُنَّ اللهُ على الكويتِ بانتصاراتٍ كبيرةٍ رَفَعتْ اسمَ الكويت في المحافلِ الخليجيَّةِ العربيَّةِ والآسيويَّةِ والدَّوليَّة في بُطولاتِ الفَرْدي الفِرَقِ في جَميعِ أنواعِ الرِّمايةِ مثل: السكيت، التراب، دبل التراب، مُسدَّس ضغط الهواء، بندقية ضغط الهواء، البندقيةالحرة 50م راقدا، والمسدَّسِ الحُرِّ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]