طريقة الرسم التخطيطي للصور القمرية: مبدأ عملها وأهم تقنياتها
2013 دليل مراقب القمر
بيتر غريغو
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
استثمر في مجموعة أقلام رصاص من نوع HB إلى 5B ولوحة أوراق رسم ناعمة قياس A5 (أو 5.5 × 8.5 انش). إذا كانت مهارات الرسم التخطيطي لديك بحاجة إلى صقل، ليس هناك طريقة أفضل من البدء في نسخ مقاطع من صور قمرية توجد في الكتب والمجلات. ابدأ أولاً برسم الملامح العامة الأساسية بشكل خفيف باستخدام قلم رصاص ناعم – وهذا سيتيح لك الفرصة لمسح أية أخطاء. وعند تظليل المناطق المعتمة، حاول استخدام الحد الأدنى من الضغط على الورقة. ويتم تظليل المناطق الأكثر عتمة بشكل مثالي في طبقات، ولا يتم تظليلها في دفعة واحدة اعتباطية.
وبعد عدة جلسات من الجلوس بارتياح على كرسي رسم القمر ستفاجئ نفسك بمدى سرعة تحسنك في الرسم. وعليك أن تتذكر أن أهم شيء هو أن تكون صبوراً. فلا تندفع حتى ولو كنت تتمرن على الرسم فقط.
في الميدان عندما تكون صورة القمر الحقيقي مركزة بشدة في بؤرة العدسة العينية عليك أن لا تهاب كثرة التفاصيل المرئية. فمن المهم أولاً أن تقوم بتوجيه نفسك. فإن لم تكن متأكداً من الأشكال التضاريسية التي تنظر إليها، استخدم خريطة جيدة للقمر لتحدد اتجاهات الزاوية (السموت) الخاصة بك. ستنشد عينك إلى خط الفصل على القمر، حيث تكون معظم تفاصيل التضاريس مرئية تحت زاوية إضاءة منخفضة من ضوء الشمس. وينبغي أن تكون المنطقة التي تختار أن ترسمها صغيرة جداً، مثل فوهة بركانية منفردة، وقريبة إلى خط الفصل بحيث تحتوي تباين جيد. وإذا اخترت شكلاً تضاريسياً لترسمه وليس موجوداً على الخريطة، عندئذ دون الأشكال التضاريسية المجاورة التي يمكن تحديدها والإشارة إلى مواقعها بالنسبة للمنطقة التي اخترتها موضوع للرسم.
وإذا أمكن عُد إلى داخل المبنى وارسم رسم تخطيطي خفيف للمنطقة التي تختارها (بالنسخ من خريطة أو صورة). وينبغي أن يكون هذا بعرض لا يقل عن 75 ملم، وأكبر من ذلك إذا كنت تحاول تصوير منطقة بكامل تفاصيلها. وباستكمال المرحلة الأولى من الرسم داخل المبنى بهذه الطريقة ستوفر على نفسك الكثير من الوقت وسيسمح لك ذلك بالتركيز على ملء كامل التفاصيل كما تراها في العدسة العينية بدلا من القلق حيال الجزء الذي تمثله والشكل العام.
خصص ساعة أو ساعتين لكل جلسة رسم. والصبر مفتاح الفرج – فالرسم المتسرع بالتأكيد سيكون غير دقيق. صف الجوانب الممتعة وغير الاعتيادية في ملاحظات مكتوبة قصيرة. ويرجع الأمر لك كمراقب لتقرر طول وتفاصيل هذه الملاحظات التي قد تحتاجها. وما أفضلُه أنا أن تتأكد بأن الرسم يعبر عن مظعم ما تريد أن تقوله، مع كتابة بضع كلمات ذات صلة عند النظر بالعدسة العينية للإشارة إلى أي جوانب لا يمكن تغطيتها بما يكفي في الرسم التخطيطي. وسجل بجانب الرسم معلومات المراقبة الاعتيادية الهامة، مثل التاريخ، ووقت البداية والنهاية (في التوقيت العالمي)، تفاصيل الأداة المستخدمة والتكبير وما تم مشاركته ويمكن حساب وكتابة المعلومات الفنية مثل موقع خط الفصل ودرجة النودان في كتابة ملاحظات المراقبة عندما تعود إلى داخل المبنى.
الرسم الخطي يمكن تصوير الأشكال التضاريسية على شكل خط بسيط كبديل للرسومات المظللة. استخدم خطوط عريضه للأشكال التضاريسية الأكثر بروزاً، مثل حواف الفوهات البركانية والخطوط العامة الحادة لظلال القمر المعتمة. وقد يكون إظهار الجبال القمرية على شكل حرف V مقلوباً للأعلى مقبولاً بالنسبة لرسامي الكاريكاتير، ولكن ليس بالنسبة لمراقبي القمر. فإذا كانت هناك منطقة مليئة بالتضاريس الخشنة مثلاً، فعليك ببساطة تسويتها على خط الرسم لديك على أنها “تضاريس خشنة – لا تحاول أن تصورها على أنها خشنة بملء المنطقة بكمية كبيرة من النقاط والخطوط المجعدة المتداخلة. ويمكن تسجيل الأشكال التضاريسية الأكثر خفوتاً مثل القباب القمرية المنخفضة على أفضل وجه باستخدام خطوط رفيعة باهته. ويمكن استخدام الخطوط العرضية المتقطعة للملامح التضاريسية مثل الأشعة، والخطوط المنقطة لتعليم الحدود بين منطقتين تختلفان في درجة اللون أو في التلوين.
تتطلب الرسوم الخطية الكثير من الملاحظات الوصفية، أكثر مما يتطلبه الرسم بقلم الرصاص لدرجة الألوان الجيدة. وتمتاز طريقة الرسم الخطي بأنها سريعة وتحتاج إلى الحد الأدنى من قدرة الرسم. وعند القيام بها بالشكل الملائم يمكن أن تكون النتيجة دقيقة ومليئة بالمعلومات بقدر ما يحققه أي رسم بقلم الرصاص لدرجة الألوان.
تتجسد إحدى التقنيات الأخرى للرسم التخطيطي للقمر برسم الحدود بين المناطق المختلفة السطوع، ومن ثم تقدير درجات السطوع تلك على مقياس من 0 إلى 10. اقتبس توماس الجر الهاوي الإنجليزي في القرن التاسع عشر في كتابه القمر (1896) مقياس الكثافات الذي تبناه عالم الفلك الألماني يوهان شروتر في القرن السابق، ولا يزال العديد من مراقبي القمر يستخدمون هذا المقياس في الوقت الحاضر.
إن أمثلة درجات اللون الموصوفة في الجدول هنا هي للمشهد التليسكوبي المنخفض الطاقة عموماً (× 50). ستظهر كل منطقة بالطبع تدرجات أصغر في درجة اللون على المقياس عند التدقيق فيها بقوة أكبر.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]