ظاهرة الفياضانات

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

في صحراء موهافي وفي شهر يناير من عام 2005 جرف السيل منازل وجسور وطرقات إضافة الى سدود وغيرها من بنى التحكم بالفيضانات.

وقد اضطر الرئيس جورج بوش الى اعلان كارثة فيدرالية لأن الفيضان تسبب في إحداث أضرار بلغت مايعادل 80 مليون دولار.

وتوجد عدة أمثلة اخرى على الفيضانات الحادة في الصحراء. وفي الشهر ذاته غمرت الفيضانات الهائلة العديد من الوديان حول المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية خلال الأيام الأخيرة من موسم الحج.

وفي عام 1990 تحدثت الأخبار عن إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص في جنوبي الصومال عندما غمرت مياه الفيضان من نهر جوبا قراهم التي شيدت في منطقة قاحلة. وجرف فيضان في شمالي سيناء في عام 1973 جسراً على الخطوط الحديدية كان الأتراك شيدوه قبل ستة عقود، وتسبب في مقتل البعض من البدو الذين أقاموا مخيماتهم في قاع النهر الجاف.

وأفضى فيضان كبير جداً في عام 1969 في تونس الى شطر البلاد الى قسمين. وقد جرفت كافة الطرقات الرئيسية المؤدية الى الجنوب، وقيل إن الخسائر بلغت حوالي 600 قتيل إضافة الى تدمير 70000 منزل وتحويل 300000 شخص الى لاجئين. وتُظهر دراسات «الفيضانات القديمة» في الصحراء حدوث فيضانات مروّعة حقاً في أماكن مثل وسط استراليا في الماضي غير البعيد.

وتحوي كتلة في نهر فيتزروي في غربي استراليا على رواسب تُبين حدوث ستة فيضانات بلغت سرعتها حوالي ثلاثة أمتار مكعبة في الثانية الواحدة خلال الـ2000 سنة الماضية، وهي تمثل بعضًا من أكبر الفيضانات التي تم تسجيلها لأحواض من ذلك الحجم.

تحمل السيول شحنات كبيرة من الرواسب. ويرجع ذلك الى أن التربة تتجمع على السطح بين الفيضانات النادرة ثم تنجرف بصورة مفاجئة في وقت واحد.

وفي عام 1973 على سبيل المثال وفي وادي مجيرده في تونس طرحت عاصفة –وهي حدث يجري هناك مرة فقط في كل 200 سنة في المتوسط- رواسب من الطمي فوق منطقة تمتد حوالي 140 كيلومتراً مربعاً. وغالباً ما تُرسب السيول كميات من الركام بارتفاع متر واحد من الحصى على طرقات الصحراء ويستدعي تنظيفها تكلفة كبيرة.