ظاهرة “هجرة العلماء” من بلدان رابطة الدول المستقلة
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
هجرة العلماء رابطة الدول المستقلة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
لقد أحدثت التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدان الرابطة، منذ تفكك الاتحاد السوڤييتي، نزعات في الهجرة الدولية جديدة جوهريًا.
وينبغي في هذا السياق أن نأخذ بالاعتبار تدفقين رئيسيين للعلماء والمهندسين أحدهما بين دول الاتحاد السوڤييتي السابق، والآخر إلى دول أجنبية أخرى.
إن هجرة موظفي البحث والتطوير بين بلدان الاتحاد السوڤييتي سابقًا تأثرت إلى حد كبير بعوامل اجتماعية. وقد تسببت صراعات سياسية وعرقية مختلفة في الدول المستقلة حديثًا في رحيل نسبة مهمة مما يسمى بالسكان المتكلمين بالروسية إلى روسيا.
وقد تضمن هذا موظفين مهرة (مهندسون، مدرسون، عمال مؤهلون … إلخ) بمن في ذلك الذين تخرجوا سابقاً في جامعات أو كليات تقنية روسية، ولكنهم نالوا وظائف في جمهوريات سوڤييتية سابقًا. وفي أحيان كثيرة كان هؤلاء يأتون إلى روسيا بصفتهم لاجئين، وبرفقتهم أناس مسنون وآخرون من فئات أقل حماية اجتماعيًا.
ومن بين بلدان الرابطة فإن روسيا وحدها فقط ذات تدفق داخل صاف من مهاجرين أتوا من جمهوريات أخرى من الاتحاد السوڤييتي سابقًا، حيث بلغ إجمالي عدد المهاجرين 0.8 مليون في 1994.
وقد أصبحت كازاخستان وكيرجستان أكبر مصدر للمهاجرين، في حين تحتل طاجكستان وجورجيا وأذربيجان المركز الثاني في هذا الخصوص. إن الهجرة من هذه المجموعة الأخيرة هي نتيجة صراعات سياسية وعسكرية.
وفي حالات عدة تؤثر المشكلات القومية أو العرقية أيضًا في سكان القوميات المحلية، وهؤلاء أيضًا يسهمون في تدفقات الهجرة إلى روسيا. ويجدر القول إن عددًا قليلاً جدًا من المهاجرين وجد وظائف ذات صلة بالعلم والتقانة في روسيا.
إن الباحثين في العلم والتقانة، وهم يمثلون فعلاً أعلى درجة في سلم البحث والتطوير، يشعرون بتأثير الهجرة العالمية للعلماء والمهندسين وأصناف أخرى من "هجرة العقول" إلى خارج بلادهم.
إن الاتحاد السوڤييتي سابقًا، وهو البلد الثالث في العالم من حيث عدد السكان، لم يكن له –ولعدة عقود– دور في النزوح الدولي. ومع ذلك، ومنذ تبسيط إجراءات الهجرة داخل إطار فعل سياسة حقوق الإنسان الذي تعهده الاتحاد السوڤييتي في 85– 1986، فإن البلد أصبح مفتوحًا أمام الهجرة.
إن ظاهرة "هجرة العقول" إلى خارج بلادهم متفشية بشكل خاص في روسيا وأوكرانيا، اللتين تنفتحان بشكل متزايد أمام التعاون الدولي في الاقتصاد والعلم والتقانة.
إن مشاركة العلماء والمهندسين الروس والأوكرانيين في مشروعات العلم والتقانة الدولية، وإنشاء الشركات ذات الروابط الخارجية، والشركات الفرعية المملوكة في الخارج والمشروعات التجارية المشتركة، كل ذلك كان يعني دخول هذين البلدين سوق العمل الدولي للعلم والتقانة.
لذا، يكون بالكاد مدهشًا أن العلماء والمهندسين المستائين من الوضع الاجتماعي والسياسي في وطنهم ذي المعايير المتدنية في الخدمات الاجتماعية والفرص الرديئة من أجل تحقيق أفكارهم البحثية، يبحثون عن وظيفة أو عمل في الخارج. وكثيرًا ما يفضي هذا إلى الهجرة الدولية من أجل وظيفة مؤقتة أو من أجل إتمام الدراسة، وفي النهاية يؤدي إلى الهجرة.
إن دراسة حديثة قام بها المركز من أجل بحث العلم والإحصاء مستخدمًا بيانات وزارة الشؤون الداخلية في الاتحاد الفدرالي الروسي، جعلت من الممكن إجراء تقويم إحصائي لأعداد موظفي البحث والتطوير الذين هاجروا من روسيا (الشكل 8).
مثَّل المهاجرون %0.6 فقط من إجمالي تدفق الموظفين خارج قطاع البحث والتطوير. ويبدو أن هذا يدل على أن عملية "هجرة العقول" لم تأخذ أبعادًا خطرة بعد. إن الجزء الأعظم من تدفق الهجرة مدفوع بعوامل عرقية. وكما في السابق؛ لا يزال سوق العمل يؤدي دورًا ثانويًا فقط.
خسرت أكاديمية العلوم الروسية 508 باحثين بسب الهجرة في 91-1992، ويمثل هذا الرقم نحو %0.8 من مجموع علمائها. ووفقًا للمركز الأوكراني من أجل دراسات إمكانات العلم والتقانة وتاريخ العلم، فإن 160 باحثًا من ذوي الدرجات المتقدمة الموظفين سابقًا في أكاديمية العلوم الأوكرانية هاجروا في 90- 1992، وهذا يمثل %1 من عددهم.
ومن بين الذين هاجروا من أكاديمية العلوم الروسية، عمل %13.2 في الفيزياء العامة والفلك و%11.6 في الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية وكيمياء المركبات النشيطة فيزيولوجيًا. ومعظم المهاجرين حملوا درجة مرشح (%55.9) أو دكتور في العلوم (%16.2).
وكان نصف عدد المهاجرين من الباحثين تحت سن الأربعين. وهيمنت الولايات المتحدة وإسرائيل على قائمة البلدان المتلقية حيث استقبلتا على التوالي %38.6 و%42.1 من مجمل عدد المهاجرين.
وفي الوقت ذاته فإن وظائف التعاقد في البحث والتطوير في الخارج تزداد أهمية، وبخاصة بالنسبة للاختصاصيين الأعظم مهارة وتنافسية، وكثيرًا ما كان هؤلاء من حملة الأرقام القياسية المميزة في حلبات السباق العلمي.
وإذا لم يعودوا، فإنه يمكن أن يكون لهذا الضرب من "هجرة العقول"، مع أنه ليس على نطاق مهم، وقعٌ نوعي جوهري، وأن يمثل مشكلة بعيدة المدى لتطور العلم والتقانة في روسيا.
وفي 91- 1992، كان 1701 باحث من أكاديمية العلوم الروسية في الخارج يعملون بعقود أو في بعثات طويلة الأمد (أكثر من ستة أشهر). وكان %60 من هؤلاء تحت الأربعين من العمر.
ومن الممتع أن نرى كيف تُمثَّل شتى حقول العلم في قائمة باحثي الأكاديمية العاملين في الخارج مؤقتًا. تأتي الرياضيات في الطليعة (%12.1)، تتبعها الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية (%9.2) ثم الفيزياء النووية (%4.9) والفيزياء العامة والفلك (%4.1).
ومعظم هؤلاء الباحثين يعملون في الولايات المتحدة (%38.2) ثم ألمانيا (%16.2) ثم فرنسا (%8.9) فالمملكة المتحدة (%5.7) فكندا (%5.2) فاليابان (%4.1).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]