ظهور العبقريات العربية الإسلامية
1995 العلوم والمعارف الهندسية
جلال شوقي
KFAS
العبقريات العربية الإسلامية التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
حركة الترجمة والنقل
إن حركة ترجمة أمهات الكتب الإغريقية إلى اللسان العربي، تلك الحركة التي أولاها الخليفة المأمون (813-833م) اهتماماً بالغاً، كانت عاملاً رئيساً في حفظ تراث الإغريق دراسته واستيعابه.
ولا غرو فالخليفة المأمون هو الذي أسس "بيت الحكمة" في بغداد، وجمع فيه علماء أفاضل للقيام بهذه المهمة، وهي بداية منطقية تماماً تنبه لها الخليفة المأمون.
فالحكيم هو الذي يبدأ بدراسة متعمقة واعية لأعمال من تقدمه قبل أن يشرع في الإضافة إليها من فكرة وفنه وجهده.
ظهور العبقريات العربية الإسلامية
لقد كان حركة الترجمة ونقل علوم الأولين حافزاً عظيماً على إقبال العرب والمسلمين على الاشتغال بالعلوم الإسلامية والاهتمام بها والإضافة إليها، فلا عجب إذن أن تظهر – على مسرح الحضارة العربية الإسلامية الممتد من الهند شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً – عبقريات عربية كثيرة.
نذكر منها على سبيل الإشارة والتمثيل: محمد بن موسى الخوارزمي (ت: 850 م)، ومؤلفاته في الحساب والجبر والمقابلة غنية عن التعريف، وأبا بكر محمد بن زكريا الرازي (864-932م)ن وقد برع في الكيمياء والطب، وأبا الريحان البيروني (973 – 1051م)، ذلك العالم الموسوعي الذي كاد أن يضيف إلى كافة فروع المعرفة على عصره، والحسن بن الهيثم (965-1039م) رائد علم البصريات، والشيخ الرئيس ابن سينا (980-1037م) الذي اشتهر في الشرق والغرب بنبوغه في الطب والفلسفة.
هذا ويبين شكل (1/أ) مخططاً لتعاقب الحضارات والأعلام، وذلك من حوالي – 500 (500 ق.م) إلى حوالي 1500م، حين كان نجم الحضارات العربية الإسلامية آخذاً في الأفول ليبزغ مكانه نجم الحضارة الغربية التي قامت على أكتاف الحضارات السابقة عليها، وفي مقدمتها الحضارة الإسلامية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]