عاصفة عيد بيرنز
2012 دليل الطقس
روس رينولدز
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تصدر أحياناً تحذيرات طقس قاسٍ في المملكة المتحدة كل شتاء، تتعلّق عادة بمرور منخفض ضغط جبهي عميق (ضغط مركزي منخفض جداً) يُمكن أن يؤدي إلى رياح تسبب أضراراً واسعة وفيضانات. ولكن في بعض الأحيان يُمكن أن يحدث تطوراً غير عادي لمنخفض ضغط يزداد عمقه بسرعة يترافق مع رياح ذات سرعات خطيرة. أحد
الأمثلة على ذلك هي ما سمي “بعاصفة عيد بيرنز” التي اندفعت نمو المملكة المتحدة وايرلندة في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير عام 1990.
كانت عاصفة عيد بيرنز واحدة من مكونات ذاك الشتاء الدرامي. كان ذاك الشتاء الأكثر أمطاراً ودفئاً في بريطانيا منذ 1914 – 1915. عبر اسكتلندا، مثلاً، سُجّل في كل من الثلاثة أشهر من كانون الثاني/يناير إلى آذار/مارس عام 1990 إجمالي هطول كان ضمن أعلى عشرة قيم شهرية في اسكتلندا منذ 1869.
أنتجت هذه الفترة متوسط هطول أمطار في اسكتلندا بمقدار 791 مم (31 بوصة) – أعلى مستوى على الإطلاق.
ووصلت المياه الجوفية في المملكة المتحدة في شباط/فبراير 1990 إلى مستويات لم يسبق لها مثيلاً حديثاً؛ كانت معدلات الجريان السطحي هائلة، وقبل نهاية الأسبوع الأول من ذلك الشهر كانت معظم الأنهار في حالة فيضان. ارتفع المستوى في بئر المراقبة في “تشيلغروف” في غرب ساسكس بنسبة 40 متراً (130 قدماً) في ثمانية أسابيع من مستوى منخفض شبه قياسي في أوائل كانون الأول/ديسمبر. في المنابع الغربية لنهر “تاي”، أكبر نهر في بريطانيا من حيث التدفق، سُجّل 518 ملم (20 بوصة) في الأيام الخمس والعشرين
التي سبقت الرابع من شباط/فبراير. وأدت الأمطار المتوسطة بعد الرابع من الشهر، بالإضافة إلى ذوبان الثلوج الكبير بسبب الطقس المعتدل، إلى وصول التدفق في محطة قياس نهر “تاي” إلى ذروته بمقدار 1,750 م3/ثا (61,775 قدم3/ثا) – أعلى معدل يتم تسجيله في المملكة المتحدة على الإطلاق.
كان المنخفض والجبهات المرافقة له تقترب من ايرلندة وبريطانيا وفرنسا عند منتصف ليل الرابع والعشرين من
يناير، امتدت الجبهة الدافئة من جنوب-غرب ايرلندة وعبر أقصى غرب كورنوول إلى منطقة قرب بوردو في فرنسا. رسمت
شبكة الرادار مدى الأمطار التي سبقت الجبهة الدافئة إلى مسافة بعيدة قبل الجبهة السطحية وصلت حتى “بينيز” و شمال “ميدلاندز”.
خلال الليل، ضربت المنظومة الجزر البريطانية، وعند الساعة 0329 بالتوقيت العالمي في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير توضّع الطرف الأمامي لسمحاق الجبهة الدافئة فوق بحر الشمال، بينما امتدت الجبهة الباردة باتجاه جنوب-غرب من بحر سلتك. بحلول الساعة 0400 بالتوقيت العالمي، تحرك المطر أيضاً بسرعة. عند الساعة 1200 بالتوقيت العالمي، توقّف مركز المنخفض فوق شمال إنجلترا، وغادرت كتلة السحب الجبهية معظم الجزر البريطانية عند التقاط صورة التابع عند 1324 بالتوقيت العالمي.
حدثت أضرار كبيرة بسبب الرياح عبر بريطانيا، منها إسقاط واسع النطاق لأشجار كثيرة وبعض الأضرار الهيكلية. أثناء اكتساح العاصفة للقارة، استمرت في طريقها المدمّر فوق الدول المنخفضة وألمانيا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]