الطب

عدم تواجد خط قاعدي لدى مبادرات الاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

أحد الأسباب التي يستشهد بها لفشل إزالة الداء العليقي هو عدم تواجد برامج إرشادية في المناطق الجغرافية الحاسمة (Henderson 1998).

هذه الناحية الأساسية هي جزء لا يتجزأ من بدء واستمرار إدارة أي برنامج استئصال أو إزالة أمراض. أما بالنسبة للداء العليقي، فإن الابتهاج بإيجاد وسيلة جديدة قد دفع إلى بذل مجهود دون وضع خطة كاملة أو أجندة علمية فيه.

فكانت الوسيلة الجديدة هي حقن البنسلين، الذي مكن من علاج الداء العليقي بحقنة واحدة (Henderson 1998; Narain et al. 2010).

وبقدر ما كان ذلك مشجعاً، إلا أنه لم تكن هناك معلومات خط قاعدي لتشكل الأساس لخطة التخلص من ذلك المرض.

وعندما طور اختبار، وأجريت فحوص للمصول، تبين وجود عدد كبير جداً من الإصابات دون السريرية؛ مما أدى إلى إعادة ظهور المرض بين جماعات السكان بعد معالجة الحالات السريرية الصريحة، وإلى عودة انتشاره. وبما أنه لم يكن يوجد دليل على تشخيص شاف، فقد عولج بعض المرضى بمقدار لم يكن كافياً، مما أدى إلى عودة المرض وانتشاره.

كما أنه استفحل بعد انسحاب الفرق المتخصصة بذلك المرض، وكانت نتيجته أن المؤشرات المبكرة على عودة ظهور المرض مضت دون أن تكتشف ويفترض هندرسون (Henderson) (1998) أنه لو تم عمل ذلك الخط القاعدي، لما جرت محاولة إزالة المرض بالوسائل المتوفرة في ذلك الوقت.

 

تعتبر المراقبة وتحديد الأهداف مهمة صعبة، إن لم تكن مستحيلة، دون وجود قاعدة صلبة أو على الأقل نصف صلبة. فقد استخدم انتشار المرض لكي يتبع الخط القاعدي المتقدم في الجذام، وتم تعريفه على أنه جميع الناس الذين يتلقون العلاج في لحظة ما بالنسبة لمجموع السكان.

والجذام مرض يتطلب فترة طويلة من العلاج، وهذا يعني أنه مع تغير برامج إزالته وتوصيات علاجه، فإن السكان الذين يتلقون العلاج يتغيرون أيضاً. وبالنتيجة فإن انتشاره كان يتغير دون أن يعطي عملياً أي إشارة صادقة عن نجاح برنامجه.

فلنأخذ مثلاً انخفاض علاج كثير من العصيات بالأدوية المتعددة من 24 إلى 12 شهراً. فمع أن هذا قد أنقص عدد المرضى إلى النصف، وأدى إلى انخفاض كبير في انتشار المرض، إلا أنه لم يغير من وضعية المرضى.

وبالإضافة إلى ذلك فإن المعلومات حول حالات حدوثه قد أحصيت وتم تعدادها سنوياً بدءاً من 31 كانون أول. وهكذا. فإنه لم يجرى ضم المعلومات من المرضى الذين تلقوا علاجاً لستة أشهر بعدة أدوية نادرة العصوية أو الذين تلقوا علاجاً واحداً لإزالة آفة جلدية واحدة، بين أرقام انتشاره، مما أدى لمعلومات لم تعكس فعلياً التقدم أو الأمور المتعلقة بالبرنامج. أما وقوع حالات جديدة فيوفر إجراءً أفضل وأكثر فائدة.

وعلى كل حال، وبسبب فترة الحضانة الطويلة لمرض الجذام، التي تتراوح بين 2 و 20 سنة فإن حدوثه ليس إجراءً دقيقاً لمعرفة شفائه ؛ لذلك فهو يحتاج إلى نوع ما من العزل. ولحسن الحظ وبسبب التعاريف المستخدمة فإن كثيراً من المواقع أو الأماكن قد تخلصت من الجذام رغم وجود حالات جديدة يجرى اكتشافها سنوياً، كما هو الحال في جنوب أفريقيا (Lockwood and Suneetha 2005).

 

إذ يتطلب البرنامج عزلاً لعدم عودة المرض يصل إلى خمس سنوات بعد علاجه، بسبب طبيعة النمو البطيء لعضوياته. وهذا ما لم يتم التصدي له تماماً في برامج أهداف إزالته من العالم. ويستمر حتى يومنا هذا الجدال، ويتساءل الخبراء عما إذا كان يجب وضع الجذام كهدف واجب الإزالة، أو بصراحة أكثر، معالجته كبرنامج مرضي دائم (CDC 1993b; Lockwood and Suneetha 2005).

كما ذكر عدم تواجد خط قاعدي في إزالة LF وقد حد من قدرة البرنامج على التعلم. وفي تقييم لبرنامج إزالة LF من خمسة دول تشغل كل منها جزيرة في المحيط الهادي تمكنت دولة واحدة فقط من تقديم معلومات مفيدة.

بينما استخدمت جميع الأخريات نموذج ملاءمة لجمع معلوماتها عن الخط القاعدي عندها، مما يعني أن هذه المعلومات لا يمكن مقارنتها مع معلومات المتابعة بعد خمس جولات من إعطاء الأدوية الجماعي.

وكان لهذه المعلومات أن تكون مفيدة جداً في الاقتداء وتوفير المؤشرات لتعديل البرامج التي لم تلبي الأهداف بصورة ناجحة (Huppatz et al. 2009). إن وضع مواقع خفيرة للتقييم والبحث العلمي خاصة في البلدان الأولى أو المبكرة له أهميته القيمة لأن التوظيف المبكر قد تثبت فائدته القصوى في البرمجة اللاحقة .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى