علاقة الحركة النسائية بتقنيات التناسل ودورها في الدفاع عن حقوق المرأة

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب

تقع أعباء التناسل على المرأة وحدها دون شريك، وتزداد أهمية هذه الحقيقة نتيجة لظهور الحركة النسائية كقوة سياسية وبخاصة في العالم الغربي.

ومن عناصر التوتر الرئيسية في فكر الحركة النسائية ما يؤكد أن تقنيات التناسل بداية موانع الحمل، ثم ما أضيف إليها من تقنيات التناسل غير الجماعي، قد اتاحت فرصا أوسع لاختيار الأدوار كما شجعت على ظهور اساليب جديدة متنوعة لحياة الرجال والنساء. 

وترى المتشددات من قيادات الحركة النسائية أن تقنيات التناسل تشجع وتقوي سيطرة الرجال على النساء من خلال نظام السلطة الأبوية، التي يمارسها الطب والسياسة التي صنعت هذه التكنولوجيا وتسيطر عليها.

ترى الجماعات النسائية المتشددة أيضا أن التدخل في العمليات الطبيعية للتناسل يعتبر ايضا تهديدا لتفرد المرأة بالدرة على الإنجاب (كوريا Corea، 1985).

وهناك تناول اكثر بنائية تتولاه شبكة الحركة النسائية الدولية لمقاومة الهندسة التناسلية والوراثية (FINRRAGE). 

وقد نشرت هذه الشبكة آراءها وأعلمت بها البرلمان الأوروبي وغيره من التنظيمات المماثلة.  وسرعان ما أوصت بعمل مزيد من البحوث حول أسباب العقم، وأخطار الإخصاب في الأنبوب، ودعت منع أو تحريم العقاقير ذات الآثار الجانبية الضارة. 

وطالبت بحرية المرأة في أن تقرر بنفسها ما تراه فيما يتصل بقضايا مثل السماح بالفحص قبل الولادة، وإنهاء الحمل، والمعلومات البحثية الجديدة (الكونجرس Congress، 1988 /ب) والملاحظ أن هذه التوصيات تتمشى مع حقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة) وتنبني على معلومات عن المنظورات الوقائية للصحة العامة، دون أن تقتصر على المنظورات العلاجية فقط. 

وهي تعبر عن اتساع نطاق الاهتمام باستغلال الصناعات الدوائية للسكان، ليس فقط في دول العالم الاقل نموا، بل وأيضا في الديمقراطيات الصناعية، منتهزة فرصة عدم وجود تنظيمات رقابية حكومية كافية وتتمثل هذه الظاهرة الأخيرة أحيانا في التورط غير المتعمد أو المقصود في أنشطة مضادة للصحة تحت شعار التنمية الاقتصادية. 

وتلك التوصيات قابلة للتطبيق العام لانها تقوي حركة المستفيدين من الصحة، وتدعم حقوق الإنسان في عصر تقدم صناعة تكنولوجيا الطب البيولوجية وسيادتها في عالم واع ومولع بالتأمل والتفكير.