علاقة مرض فقدان الشهية العصبي بـ”المخاوف المرضية”
1997 فقدان الشهية العصبي
الدكتور أحمد محمد عبدالخالق
KFAS
مرض فقدان الشهية العصبي المخاوف المرضية الطب
دلت البحوث على ظهور علاقة وثيقة بين فقدان الشهية العصبي والمخاوف المرضية.
ومن الأهمية بمكان أن نفرق بين الخوف المرضي والسوي: الخوف السوي (الطبيعي العادي) نوع من الانفعال الفطري المشترك بين جميع الكائنات العضوية، يتصف بمشاعر التوتر وعدم السرور، وتثيره منبهات مضايقة ومزعجة، يمكن أن تسبب الأذى الفعلي للكائن العضوي كالسيارات المسرعة، والكلاب المسعورة، والثعابين السامة، والحيوانات المفترسة.
أما الخوف المرضي أو الرُّهاب Phobia فهو أحد الاضطرابات النفسية العصابية التي تختلف عن الخوف السوي (الطبيعي) في كونها خوفاً غير منطقي من موضوع أو شيء لا يعد مخيفاً في الحقيقة لدى غالبية البشر، بحيث لا يتناسب هذا الخوف مع الضرر الحقيقي الذي يمكن أن يقع على الفرد. وأمثال الموضوعات التي تخيف الإنسان خوفاً مرضياً، كثيرة، يبين جدول (6) نماذج لها.
وتختلف استجابة الفرد للمنبه المخيف إما بالصراخ أو الفرار أو السكون أو التجمد، وذلك تبعاً لتطور الخوف لدى الفرد.
ويصاحب انفعال الخوف هذا عديد من التغيرات، وأهمها التغيرات الكيميائية الحيوية في كيمياء الدم كزيادة إفراز الأدرينالين، والفيزيولوجية كسرعة التنفس وارتفاع ضغط الدم وغزارة إفراز العرق… وغير ذلك.
هذا فضلاً عن التغيرات الخارجية كشحوب الوجه وزيغ العينين ورعشة اليدين، والآثار النفسية كالشعور بالضيق والتردد وصعوبة اتخاذ قرار، والتغيرات الحركية كمحاولة الهرب أو التجنب أو حتى إشاحة الوجه جانباً.
ويعد الخوف في حالات فقدان الشهية العصبي خوفاً مرضيا، فيعكس فقدان الشهية الثانوي تبعاً لـ «توريت» Gilles de la Tourette قلق المخاوف الشاذة، في حين يرى «كريسب» Cisp أن فقدان الشهية العصبي الأوَّلي يتركز حول الخوف الشاذ من زيادة الوزن، يحيطه بعض ملامح سوء التغذية العصبي.
ويؤكد ذلك نتيجة الدراسة التي أجراها «ويلسون»، وأسفرت عن وجود ارتباط جوهري إيجابي بين فقدان الشهية والخوف من زيادة الوزن، ذلك أنه كلما زاد أحدهما زاد الآخر، وكلما نقص الأول نقص الثاني.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]