علوم الأرض والجيولوجيا

علم المحيطات

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

حتى منتصف القرن التاسع عشر، اعتقد معظم العلماء أنه لايمكن للحياة أن تبقى في أعماق تزيد عن ٤٠٠ قامة – ٧٠٠ متر (٢٣٠٠ قدم)، إلا أنه وفي عام ١٨٦٩ استطاع ويل تومبسون التقاط كائنات من عمق ٢٥٠٠ قامة – ٤٦٠٠ متر (١٥,٠٠٠ قدم) خلال رحلة HMS Porcupine. وتعد رحلة HMS الاستكشافية التي استمرت بين عام ١٨٧٢ – ١٨٧٦ الرحلة البحرية المحيطية الكاملة الأولى وتبعت العديد من الأمم هذا النموذج القديم. وقد قادت دراسة التيارات البحرية العميقة من قبل السفن الألمانية الى انشاء النموذج الدقيق الأول للتيارات في المحيط الأطلسي.

وبحلول عام ١٩٠٠، اعتبرت دراسة المحيطات جـــزءا مهمــا من المساعــي العلميــة، غير أن المعاهد البحثية القديمة لم تكن تتجاوز محطات صغيرة على جانب البحر تخصصت في علم الأحياء، وكان بعضها مثل المعاهد التي تم تأسيسها في كل من باريس وموناكو ذات اهتمامات علمية أكثر تنوعا. وقد كانت أول المجالات البحرية التي تم بحثها هي صناعة صيد الأسماك والتي كانت مصدرا للقلق ويعود ذلك إلى السبعينات من القرن التاسع عشر حول هبوط المخزونات السمكية، وخصوصا المخزونات السمكية لبحر الشمال. وبحلول عام ١٩٢٥، قامت بريطانيا بتبني «تحقيقات الاستكشافات» كاستجابة للقلق حول هبوط أعداد الحيتان في المحيط الجنوبي.

وخلال الحرب العالمية الثانية، تم اتخاذ توقع حدوث الأمواج والأجهزة السمعية تحت الماء كأدوات قياسية نظرا لتحول الحرب إلى تحت الماء من خلال الغواصات. ومنذ ذلك الوقت أصبح علم المحيطات علما معقدا ومتطورا وذو تقنيات عالية، معتمدا على عدد من الأجهزة التي تتيح للعلماء اختبار وقياس المساحات التي لايمكن الوصول إليها بشكل مباشر من قبل المراقبين. حيث أن المراقبة عن طريق الأقمار الصناعية لسطح البحر على سبيل المثال تتيح القدرة على تقييم الانتاجية الأولية في مساحات شاسعة بالتزامن مع تقديم بيانات شاملة حول درجة حرارة المياه السطحية وأنماط الأمواج والتيارات.

وقد شاركت السفن التجارية التي تعبر أحواض المحيطات بشكل روتيني في البرنامج التعاوني « سفن الفرصة»، والهادف إلى اطلاق أدوات لقياس درجات الحرارة والملوحة في نقاط مختلفة على طول طرقها الملاحية. وعليه فان مراقبة البيئة البحرية في الأعماق قد أصبحت ممكنة في عصرنا الحديث من خلال استخدام معدات الغطس العميق التي يتم التحكم بها عن بعد. حيث تقف اعادة اكتشاف سفينة التايتانيك ومراقبة المجتمعات البحرية المتنوعة للمنافذ الحرارية البحرية كشاهد على التقدم المتسارع في معرفتنا بعالم المحيطات.

 

 

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى