البيئة

عمليات حفر القنوات المائية وتحويل مجاري الأنهار

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عمليات حفر القنوات المائية مجاري الأنهار البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

يُقصد بهذا المصطلح "Channelization" كل الأعمال التي ترتبط بحفر القنوات الاصطناعية وعمل وصلات للمجاري النهرية. 

وتهذيب امتداد المجاري المائية وحفرها بحيث تكون مجاريها على استقامة واحدة (Straightness) وتعميقها (Deepening)، وتوسيعها (Widening) وتطهيرها (Clearing) من الحشائش والنفايات الصلبة والمواد العضوية الأخرى، وغير العضوية.

ويقوم بهذه الأعمال السابقة المهندسون المدنيون ولكن ينبغي أن تكون لديهم دراية تامّة بالجيولوجيا الهندسية وبالمعلومات الهيدرولوجية والجغرافية.

 

وقد عرف الإنسان منذ القدم كيفية بناء الخزانات على الأنهار لخزن مياه الفيضانات العالية والاستفادة منها أيام التحاريف.

كما عرف الإنسان منذ القدم كذلك عمليات إنشاء الجسور الطينية حول ضفاف الأنهار وتحويل مياه بعض الأنهار من مجرى إلى آخر لتجنب أخطار الفيضانات.

وقد استفاد الفراعنة من منخفض الفيوم الذي كان بمثابة بحيرة عذبة يخزن فيها مياه النيل أيام الفيضان.

 

وعند تعمير أراضي الولايات المتحدة الأمريكية جذبت مناطق السهول الفيضية المهاجرين الجدد تبعاً لاستواء أسطحها وخصوبة تربتها ووفرة المياه فيها. 

وسهولة حركة النقل البرّي والنهري بين أجزائها المختلفة، وارتفاع مردود الأراضي الزراعية فيها، وكثرة الثغور الملاحية النهرية على ضفاف بعض الأنهار الكبرى التي تقطعها.

 

ومع ذلك كانت هذه الأراضي من أكثر البقاع التي تتعرض لأخطار الفيضانات.

وسعى المهاجرون منذ البداية إلى تسوية هذه الأراضي وتنظيفها وإعدادها للاستغلال الزراعي، كذلك إعادة تنظيم شبكات التصريف المائي فيها للتحكم في مناسيب المياه في الأنهار، وحفر مجارٍ جديدة لتحويل بعض أجزاء المجاري الأصلية وتجنب منعطفاتها وتعميق هذه المجاري حتى لا تغرق الأراضي المنخفضة المنسوب أوقات فيضاناتها.

وقد تم تعديل مسارات عدة آلاف من الكيلومترات من مجاري الأنهار في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن هناك خططاً أخرى لحفر عدة آلاف من الكيلومترات من القنوات المائية الأخرى بغية تنظيم شبكة التصريف المائي والتحكم في مناسيب المياه في مجاريها وحجم هذه المياه ولتحسين طرق الملاحة النهرية فيها.

 

ويقدر بعض الكتاب بأن جملة أطوال المجاري النهرية في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ نحو 5,6 مليون كم، وبلغت نسبة أطول المجاري النهرية التي تم تعديل اتجاهاتها وشقها من جديد نحو 1% منها. ويبلغ معدل أطوال القنوات المائية الاصطناعية المحفورة خلال السنوات العشر الأخيرة بنحو 1600 كم / السنة.

وتؤدي عمليات حفر القنوات المائية الجديدة أو تعميق المجاري النهرية الأصلية إلى تعرض البيئة للأضرار والتلوث، بل وقد تتغير بعض النظم فيها.

فكثيراً ما تهلك أعداد كبيرة من النباتات الطبيعية والحيوانات البرية والطيور والكائنات الحية الدقيقة الحجم والبرمائيات عند قطع الأشجار وإزالة الحشائش وتسوية الأرض وتعميق المجاري وتراكم الأتربة والنفايات على جانبيها. ومن ثم فإن هذه العملية لها فوائدها كما أن لها أضرارها كذلك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى