عملية الإستدامة
2013 دليل الصحارى
السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
معظم التقنيات القديمة، عندما تقارن بالطرق الحديثة، كانت مستدامة من حيث استخدام المياه ويرجع ذلك في جزء كبير منه الى قدرتها على استعمال نسبة بسيطة من الماء المتوافر لها. وفي موسم الفيضان كانت المياه تُحوّل من النهر عبر سدود صغيرة وقنوات بسيطة، وكانت أجهزة رفع الماء محدودة الفاعلية بالطاقة المتوافرة من قوة الحيوانات أو البشر.
وبالمثل ضمن الجهد الضخم للطاقة البشرية في بناء القنوات أنها لن تتمكن قط من ضخ كل الماء المتوافر التي في التربة الطينية المروحية (Alluvial Fan).
المدن والقرى المزدهرة في ايران التي كانت تزود في الماضي بقنوات مستدامة تحت سطح الأرض وكذلك الواحات الكبيرة في الصحراء الجزائرية التي كانت تزود من خلال آبار ضحلة تأثرت بشدة بالآبار الحديثة العميقة والمضخات الميكانيكية.
وهذه المضخات ترفع كمية من الماء أكبر كثيراً من التي تستطيع الأنظمة التقليدية رفعها، ومن خلال هذا العمل إنخفض مستوى المياه الجوفية الى أدنى من مستويات الابار أو القنوات وجعلتها زائدة عن الحاجة (عديم الفائدة).
بالإضافة إلى ذلك فإن إعادة تأهيل هذه الأنظمة القديمة يكون مستحيلاً عندما تكون البنية التحتية المادية أو الاجتماعية التي اعتمدت عليها قد أصيبت بالضرر. وكانت التغيرات الاجتماعية، مثل الهجرة التي أبعدت العمالة والتمويلات اللازمة من أجل الحفاظ على الأنفاق أو الآبار، على القدر ذاته من الضرر بالنسبة الى الحفاظ على الأنظمة القديمة. وعلى أي حال،
كانت عملية اعادة التأهيل ممكنة في البعض من القنوات العُمانية وأنظمة الري القديمة في أميركا الجنوبية. وقد استُعيدت القنوات المكشوفة في وادي باتاكانشا (Patacancha) في البيرو وهي توفر المياه من جديد.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]