السلام عليكم .. في الحلقة الماضية شرعنا في الحديث عن المشتري .. اضخم كواكب المجموعة الشمسية على الاطلاق .. و تعرفنا على اهم الصفات و الخصائص التي يتميز بها من طبيعة تشكله الغازية و من مجال مغناطيسي رهيب مشكلا الشفق القطبي و الميزر و الكثير من التفصيل في ما يخص ذلك الكوكب .. و لكن غفلنا و بشكل متعمد الحديث عن خصوصية تعد الاميز بين كل الخصائص.. وقبل ان الدخول في صلب الموضوع .. طلب بسيط قفط .. احب ان اذكركم بالاشتراك في القناة في البودكاست ابلكيشن بالاتونز والتعليق هناك على المحتوى و تقييمه او في الساوند كلاود او أي منصة تفضلون الاستماع للبودكاست فيها .. فهذا مهم جدا لدعم البودكاست و للتحسين من جودة المحتوى.. .. اما عن الميزة التي تخص المشتري و موضوع حلقة اليوم فهي الأقمار التي تدور في فلكه .. ولشدة تميزها قررت ان اخصص حلقة خاصة منفردة تشرح كل ما يخص هذه الأقمار .. و بالتأكيد لن يكون الحديث عن ال 79 قمر للمشتري بل عن العوالم الاضخم .. ولكن سنتعرف كيف عرفنا أساسا عن وجود هذه العوالم قبل 400 سنة من اليوم و من صاحب الفضل لهذه الاستكشافات.. و جل الحديث سيكون حول غرائب هذه العوالم التي تسبح حول المشتري والتي كشف العلم فيها عن مفاجآت لم نكن نحلم بها من قبل.
أقمار المشتري كشف عنها الغطاء و علمنا بوجودها قبل ٤٠٠ سنة من اليوم بالتحديد في العام ١٦١٠ .. و كان ذلك متزامنا مع ظهور التلسكوب بتلك الفترة .. و كان جاللاليو من العلماء الذين اشتهروا باستخدام التلسكوب .. ولكن في البدايات لم يكن الغرض منه رصد و معاينة الاجرام السماوية فقط .. بل استخدم التلسكوب لحماية بيزا الإيطالية عن طريق الرقابة في البحر لرصد الأعداء القادمين اليهم من مسافات بعيدة ليتم اخد الاحتياطات اللازمة .. وفي احد الأيام قرر جاللاليو .. ان يشيح بنظره الى السماء مستخدما التلسكوب للتعرف على تفاصيل القمر و كتابة ملاحظته و تفيند الافتراضات اليونانية القديمة من وجود بحار على سطحه و بعد ذلك اكمل بحثة في السماء عندما نظر الى المتشري .. ليرى بجانبه ٣ من النقاط المضيئة مصفوفة بجانب بعض و على انتظام مع منتصف المشتري .. ذهل من هذا الحدث فهي اول مره في التاريخ يتم فيها رصد اجرام تدور حول جرم غير الشمس .. كرر رصده بعد أسبوع ليرصد نقطة جديدة .. و يكون المجموع ٤ أقمار مضيئة تدور حول كوكب المشتري اللامع في حركة و جمال رهيبين .. ولذلك سميت هذه الأقمار باقمار جاليليو .. و لكن هل فعلا كان هو اول من نظر الى الأقمار .. عند دراسة التاريخ يمككنا القول انه لا يمكن الجزم بذلك تماما .. فالتلسكوب كان في بداية انتشاره و في متناول بعض الفلكيين .. فربما سبقه اليهم احد قبله .. فهناك ادعاء من فكلي الماني يدعى سايمون ماريوس في تلك الفترة .. بانه سبق جالاليو باكتشاف الأقمار الأربعة .. ربما يكون كلامه هو او غيره صحيح .. ولكن الأكيد و المهم بان جالاليو هو الوحيد الذي دون وثق هذه الملاحظات و نشرها في اماكنها الصحيحة لتدون و تخلد باسمه اليوم .. أقمار جالاليو .. على أي حال .. بعد هذا الاكتشاف .. انتظرنا ٢٨٧ عام أي الى العام 1892 لاكتشاف القمر الخامس الذي سمي ب الماثيو .. و ربما يرجع السبب في المدة الطويلة لاكتشاف قمر خامس يدور حول المشتري الى صغر حجم هذا القمر و القصور في المعدات الرصدية لمثل هذه الاحجام .. و تلا ذلك.. الاستكشافات في بداية القرن الماضي حيث تم الكشف عن وجود اربع أقمار بين الاعوام 1904 الى العام 1940 .. ومن ذلك الوقت الى السبعينات تم اكتشاف العديد من الأقمار و في السبعينات اكتشف مجموعة أقمار اكثر كذلك .. وحينها وصل عدد الأقمار المكتشفة والتي تدور حول المشتري الى 60 قمر تقريبا .. حين ظن العلماء بان ذلك العدد هو الحد الأقصى للاقمار هناك .. اما اليوم ونحن في العام ٢٠١٩ .. فقد وصلنا الى اكتشاف ٧٩ قمر يدورون حول المشتري .
كوكب المشتري كسب كل هذه الأقمار التي تدور حوله اليوم بفضل الجاذبية العظيمة التي يتمتع بها .. و لكن هذه الأقمار ليست دائمة .. فكثير منها سوف يكون مصيره الابتلاع و الضياع داخل المشتري .. فاي قمر يدور في مدار قريب جدا من المشتري .. مثل القمر الماثيا .. سوف يبتلع للداخل .. فاي قمر يدور بسرعة حول المشتري اكبر من سرعة دوران المشتري حول نفسه.. ستكون محصلة هذه السرعات اقتراب القمر اكثر من المشتري و الدخول الى داخله. و لكن هذه العملية تتطلب وقتا يقدر بملايين السنين..
معرفتنا العلمية بخصائص هذه الأقمار يآتي غالبا من المركبات الفضائية التي تمر بجانبها مثل المركبتين بيونير١&٢ و مركبتين الفويجر و كذلك نيوهوريزن عندما مرت بجانب المشتري .. و ذلك لا يعني بعدم القدرة على الحصول على معلومات من المراصد الأرضية .. ولكن اكثر التفصيل العلمي الذي لدينا لهذه الأقمار هو عن طريق المركبات و اهمها المركبة جالاليو التي ظلت في التسعينات هناك الى عام ٢٠٠٣ تدرس المشتري و اقماره .. و في أيامنا هذه لابد و انه المركبة جونو لها نصيب من هذه الاكتشافات ..فجميع هذه المركبات ترسل صور قريبة و دقيقة جدا لهذه الأقمار تسهل من عملية تحليلها و دراستها و الخروج باستنتاجات حول طبيعة العوالم هناك .. و لذلك يآمل و يعمل الكثير من العلماء للدفع نحو ارسال مركبات خصيصا لاقمار المشتري لتحط وتنزل على اسطحها و تدرسها بعمق اكثر لما لها من مميزات خاصه تجعلها في طبقة مشوقة للاستكشاف اكثر من باقي اجرام المجموعة الشمسية كما سنرى بعد قليل.
لنبدآ الان الكلام عن الأقمار الأربعة .. و لنبدا مع حركتهم .. فكل من هذه الأقمار يدور في فلك منفصل عن الاخر حول المشتري .. أي انهم ليسوا في مدار واحد و يدورون تباعا خلف بعض .. و و مثال على ذلك دوران الكواكب حول الشمس.. فكل كوكب له مدار و هنى كل قمر له مدار .. او تخيل مضمار الجري في الألعاب الأولمبية كيف هو مقسم الى عدة مضامير .. فاذا كان كوكب المشتري هو منتصف الملعب .. فان اول مضمار يكون للقمر ايو و المضمار الثاني يكون للقمر يوروبا و يليه قانيميد و كلهم بالقرب من بعض.. وبعيدا قليلا في المضمار الأخير يقع القمر كاليستو ….. و فيما بين الأقمار الثلاثة الأولى قربا من المشتري.. هناك نوع من التزامن بالحركة فيما بينهم .. فاذا كان جانيميد اكمل دورة واحدة حول المشتري .. يكون القمر يوروبا اتمم دورتين حول المشتري و القمر ايو اكمل ٤ دورات .. و في اثناء حركتهم فانهم يمرون من بجانب بعض بقرب شديد .. لدرجة ان القمر أيو و يوروبا تفصل بينهم ثلثين المسافة بين الأرض و القمر فقط .. فيمارسون على بعض قوى جاذبية لها اثرها مثل ما سنرى بعد قليل.
فبسبب موقع ايو القريب جدا من المشتري ووجود الأقمار الأخرى في افلاك مجاورة .. يوجد هناك نوع من الضغط يمارس عليه .. و هذا الضغط يآتي و يذهب على حسب موقع القمر .. فيكون هناك نوع من القوى مشابه للقوى التي تحدث ظاهرة المد و الجزر على هذا القمر ايو .. في الأرض تحدث لنا مثل هذه الظاهرة بسبب حركة القمر و لكن القمر ايو اصغر بالحجم و القوى التي تمارس عليه اقوى فتكون النتيجة هي انكماش و تمدد القمر ايو باكمله .. و يحصل هذا على مستوى ١٠٠ متر تقريبا…. كانه القمر ينثني او يتفلطح بالأحرى .. تخيل ينكمش و يتمدد لمسافة ١٠٠ متر في كل مرة يدور حول المشتري .. هذه الظاهرة العنيفة .. تسبب احتكاك الطبقات في القمر و صهر اللب .. و تكون نتيجة ذلك حدوث براكين ضخمة جدا .. وفي اقرب فرصة تُسمح لهذه المواد المصهورة بالخروج من جوف القمر.. سوف تخرج بعنف .. مكونه براكين اعتى و اقوى من براكين الأرض بكثير جدا جدا .. لدرجة انه تطاير المواد يقذف في أجواء القمر و يخرج من الغلاف هناك ليحتك مع الغلاف المغناطيسي للمشتري و تكون في بعض الأحيان كمية المقذوفات تقدر ب بالاف الكيلوجرامات .. و بالمناسبة تم التنبآ بهذه البراكين نظريا قبل تصويرها عن طريق فهم تآثير محصلة قوى الجذب التي يمارسها كل جسم على الاخر.. و أتت التقنية لاحقا لتلقط هذا الحدث الفريد من نوعه .. فتخيل بركان يصل رماده الى الفضاء .. كيف فكيف يمكن ان تكون الحياة هناك..
فاذا حدث ووقفت على سطح القمر ايو .. فسكيون الوضع اشبه بالجحيم او بمعنى بيئة لا رحمة ولا نجاة منها ابدا .. فالكبريت منتشر في كل مكان و سيحرق أي شي يمسه .. و كتل اللافا منتشرة في كل مكان و تقذف باستمرار عن طريق البراكين الضخمة .. فليس ذلك و حسب بل اذا فكرت بالمرور من فوق القمر عليك بالحذر الشديد.. فاذا كنت على علو ٤٠٠ او ٥٠٠ كيلومتر فوق سطح ايو .. ستصيبك ألهبة و مقذوفات البراكين من باطنه .. و زيادة على هذه البيئة الموحشة .. فان القمر ايو يدخل و يخرج من المجال المغناطيسي للمشتري في اثناء دورانه حوله .. و في كل مره يدخل تتضرر أجواء القمر من ذلك كثيرا بتسارع الذرات مما يسبب اشعاع يجعل الأجواء مميته تماما لاي حياة تقترب من ذلك المكان الموحش ..
اذا ابتعدنا عن القمر ايو.. تصبح الأجواء اقل حده بكثير و سنصل الى القمر الثاني من حيث القرب للمشتري .. و هو القمر يوروبا .. و هو بالمناسبة واحد من اجمل الأقمار والذي يعقد عليه كثير من هواة الفلك و العلماء الامل للعثور على نوع من أنواع الحياة في داخل مجموعتنا الشمسية .. و مع الشرح الان يتبين السبب و راء ذلك .. يوروبا من اكثر اجرام المجموعة الشمسية كروية .. فهو كروي وناعم بشكل كبيير جدا و تقريبا لا توجد ملامح مميزة على سطحه من مرتفعات و منخفضات ولا توجد فيه الحفر .. فالطبقة الخارجية عبارة عن غطاء من طبقة ثلجية بعمق ٥ الى ١٠ كيلومترات تقريبا و هذه المعلومه تم تآكيدها من المركبة جاليليو التي حللت الطيف المرئي لمواد السطح ووُجدت متطابقة تماما مع تركيب الثلج .. و الميزة الأخرى و الواضحة للقمر يوروبا هي الخطوط و التشققات التي يصل عرض بعضها ٢٠ الى ٤٠ كيلو متر .. قم ببحث صغير الان وانت تستمع للبودكاست عن صورة القمر يوروبا لتفهم المقصد من التشققات.. الا اذا كنت تقود السيارة فلا انصحك بذلك الان يمكنك عمل ذلك لاحقا .. فالقمر يوروبا مليييئ جدا بالتشققات الناتجة من تجمد المياه و عملية التمدد في طبقات الثلج .. اما اللون الادعم لهذه التشققات فهو ناتج من المواد المتجمدة و القادمة من باطن يوروبا و صعدت اثناء عملية التسخين التي سابينها بعد قليل .. او من خلال المواد الصخرية القادمة من الفضاء و اصطدمت قديما في القمر .. و هذه التشققات من الأمور الرئيسية التي يحللها العلماء و يستدلون بها لدراسة القمر.. ففي حالة المريخ مثلا يستدل العلماء في دراسة الخصائص من خلال دراسة المرتفعات و الاودية و الحفر من ضربات الشهب و الافا التي سالت و تجمدت نتيجة من هذه الضربات .. ولكن في حالة القمر يوروبا لخلوه من كل هذه الصفات و التضاريس .. فيكون استدلال العلماء ناشئ من دراسة التشققات على سطحه.. .. و يظن العلماء حتى اليوم ( واقول بين قوسين هنى الكلام الجميل و هنى ترتفع الامال و التطلعات) فيظن العلماء .. بان تحت هذه الطبقة الثلجية يقبع ١٠٠ كيلومتر من مياه المحيطات و هي ناتجة من ذوبان الثلج في القمر بسبب النشاط الجيولجي في باطن القمر .. فيعمل على تسخين الثلج و يذيبه الى مياه بينما تبقى الطبقة الخارجية مجمدة و مغلفة كل المحيطات في اسفلها .. ولكن ما هو المحرك لهذا النشاط الجيولوجي .. .. نرجع مرة أخرى لقوى الجذب التبادلية بين كوكب المشتري و القمر .. فكما يحدث مع أيو و تكون نتيجته براكين عنيفة .. فتآثير ذلك على القمر يوروبا بان جعل جوف القمر يتزحزح بدرجة كافية لاطلاق حرارة من باطن القمر لتسخين الثلج و ذوبانه .. و ذلك لانه القمر يوروبا ابعد عن المشتري من القمر ايو .. اما الطبقات العليا فقد تجمدت لانها مكشوفة للغلاف الخارجي والفضاء فيبقى القمر محكم و مغلق مداخله للبحار و المحيطات في باطنه بطبقة جليدية من كل مكان..
السؤال المهم حول محيطات يوروبا .. كيف للعلماء ان يتاكدوا من صحة فرضية ذوبان الثلج تحت الطبقة الخارجية .. الجواب و كالعادة بالنسبة لتفاصيل المشتري و اقماره تحمله لنا المركبة جاليلو.. فالمركبة جاللاليو .. قاست المجال المغناطيسي ليوروبا و أعطت دليل على وجود كميات كبيرة من المياه المالحة تحت الثلج .. ولكن كيف ذلك .. الاستدلال هنا ممتع و ذكي .. يوروبا يدور حول المشتري و يدخل و يخرج في مجاله المغناطيسي مثل حالة القمر ايو .. و في اثناء دخوله المجال المغناطيسي يسري تيار كهربائي في الطبقات الداخلية الصلبة للقمر و هذه التيارات تولد مجال مغناطيسي للقمر نفسه .. كميات صغيرة و لكن يمكن قياسها .. و لكن قوة هذا المجال غير ثابته لا في الشدة ولا في الاتجاه و يتغير خلال ساعات بسيطة.. مما ينذر بوجود حركة سوائل تآثر على المجال .. و هذا السائل لابد ان يكون هو الاخر موصل للتيار الكهربائي لكي ينقل الموجات الكهرومغناطيسية التي التقطتها المركبة .. فيكون افضل مرشح لهذه المواصفات .. الماء المالح ..
اذا قلنا هناك ماء في كوكب ما او في أي جرم .. فعادة ما يرتبط ذلك بالبحث عن الحياة .. الان و ان كانت حياة ميكروبية او متطورة بشكل اكثر من الميكروبية .. فان ثبت ذلك سيكون له وقعه بكثر من الفسلفات و الاطروحات و لنظرتنا نحن كبشر لموقعنا في هذا الكون .. ولكن حتى يتم اثبات ذلك فكل الكلام عن حياة في يوروبا يبقى تحت عنوان الخيال او الخيال العلمي ..
نصل الان في رحلتنه الاستكشافية .. الى اكبر أقمار المجموعة الشمسية .. جينيمد بل لا يكفي ان نقول اكبر الأقمار في المجموعة فذلك لا يبين حجمه الحقيقي.. جينيميد اكبر من كوكب عطارد فقطره يعادل ٥٢٦٠ كيلومتر … بل ان بعض الدراسات تشير لو انه لم يكن احد أقمار المشتري وكان منفصل.. لكان كوكب لحاله .. و بما ان ذكرنا الحجم .. دعني أوضح معلومة كانت منتشرة سابقا حول اكبر الأقمار .. فقد كان يظن العلماء بان القمر تايتان و هو احد أقمار كوكب زحل بانه اكبر أقمار المجموعة الشمسية على الاطلاق .. ولكن بعد رحلة المركبة فويجر و مرورها بالقمر اتضح بانه غلافة الجوي يضيف طبقة ضبابية ثخينة و بعد ازالتها يصغر حجم القمر كثيرا .. و بالتالي يكون قانيميد هو اكبر أقمار المجموعة الشمسية .. و على عكس يوروبا ناعم السطح بدون حفر .. فان قانيميد شبيه بقمر الأرض ملييئ بالحفر .. ولديه تركيبه جيولجيه مميزه .. فيه من التركيب الثلجي الشيء و الصخور و من الممكن وجود المياه في طبقاته السفلية .. ولديه تفاوت في نسب الإضاءة على سطحه .. وكان فيه نشاط بركاني قديما يمكن ان نلاحظه من حمم اللافا المتجمدة .. و هو مكون بشكل كبير من الصخور .. و اذا رأيت صورته ستكتشف وكانه مكون من جزئين مختلفين من الآسطح .. الجزء الداكن محفور بشدة من شدة الاصطدامات و هذا مؤشر على قدم هذا السطح اما الجزء الفاتح من السطح فنرى فيه حفر اقل .. وذلك لحداثته و قلت الارتطامات فيه .. و بهذه الصفة يكون قانيميد مشابه جدا للقمر عندنا في الأرض.. ولأنه في طبقه من الثلج تغطي الصخور فالاضاءة في هذا الجانب شديدة جدا و تكون عاكسة اكثر من تربة القمر عندنا في الارضة .. قانيميد لديه صفة مميزة كشفت عنها المركبة فويجر عند مرورها بجانبه .. فقد صوررت المركبة سطح القمر و كشفت عن الاخاديد التي تمتد الى مئات الكيلومترات من العمق في الجزء الفاتح من السطح .. وكشفت كذلك وعن وجود طبقات ثلجية في بعض من هذه الاخاديد ..و هذا قد أعطـي مؤشر للعلماء عن إمكانية وجود مياه أيضا محصورة بين الطبقات ومن الممكن ان تكون من المياه المالحة كما الحال في يوروبا و يوجد مجال مغناطيسي ممكن ان يكون منقول عن طريق هذه المياه .. وكل ذلك يشير الى انه الكوكب كان دافئ في ما مضى من الزمن و كان اكثر نشاطا .. .. و لزيادة المعلومات عن القمر قانيميد .. فعلينا ان ننتظر ما ستكشفه الرحلة جونو في قادم الأيام و السنين او يمكن ان يضطر البشر الى ارسال مسابير او مركبات تنزل على سطح القمر للبحث اكثر في خصائص الفريدة..
و من هنى انتقل الى اخر عالم صخري كبير يدور حول المشتري الا و هو القمر كاليستو.. و هو عالم صخري و ثلجي كبير جدا و هو في نفس حجم عطارد ولكن لا يشبهه من حيث الصفات .. فعندما تعاين سطحه تحس كان القمر فيه الجدري .. من شدة الحفر الكثيرة التي تملئ السطح .. فهو ملطخ بالبقع لدرجة كبيرة جدا …. و هي من سماته المميزة .. هذه الحفر عادة ما تكون موجودة في الكواكب و الأقمار بسبب الاصطدامات مع الاجسام الخارجية .. ولكن ما زاد الموضوع تميز و غرابة هو ارتداد الصخور على شكل موجي حول الحفرة.. و احد اشهر الحفر التي تمثل هذه الظاهرة تسمى فاهالا .. ففي هذه الحفرة .. الموجات التي تحيط فيها .. كانها حدثت نتيجة لقذفك صخرة في الماء و تكون الدواءر الموجية حول مكان السقوط. و الجميل في هذه الحفر .. هي انه عند الحواف او الأطراف يوجد الثلج المتطاير من الأجزاء السفلية للسطح و الذي ظهر بعد الاصطدامات القادمة من الخارج .. و لذلك انصح و بشدة النظر الى صورة هذا القمر لما له من تفصيل جميل للسطح و كل أقمار جالاليو الأربع كذلك .. اما عن باطن كاليستو .. ظن العلماء في البداية بانه من السهل تحليل القمر.. فهو شبه ميت و لا يحتوي على أي نشاط .. و يستدلون بذلك من خلال دراسته سطحه .. فيبدو من صور الأقمار الصناعية بان السطح مكون من طبقة أساسية واحدة و لم تستبدل او تغطى بطبقات تنشآ من البراكين .. بل يكتفى بالحفر الناشئة من الاصطدامات.. و لكن بامعان النظر في احجام الحفر .. فجل ما نرصده حفر كثيره و باقطار كبيره جدا ولكن لا وجود للحفر الصغيره .. مما يعني انها ممكن ان تكون تآكلت او نحتت .. ولكن كيفيفية حدوث ذلك غير معلومه الى اليوم .. و خاصية محيرة أخرى في سطح كاليستو .. وجود غبارية مادة داكنة تغطي كامل السطح و تجعله اقل لمعان من الأقمار الأخرى .. و هي الخاصية التي لم يجد لها العلماء تفسير حتى الان ..
و مع نهاية اوصاف القمر كاليستو .. أكون انتهيت من شرح اهم العوالم و الافلاك التي تدور حول المشتري .. و في نفس الوقت تنتهي محطة وقوفنا عند كوكب المشتري و اقماره .. لا تنسون الاشتراك في القناة و تقييم الحلقة و التعليق ان امكن في ابلكيشن البودكاست او غيره من البرامج التي تستمعون فيها للبودكاست .. و في الحلقة القادمة نكمل رحلة الاستكشاف منطلقين نحو كوكب زحل لنفصل و نسكتشف مزاياه وجماله فهو الاخر من اجمل كواكب المجموعة الشمسية.. .. فحتى ذلك الحين .. كونوا بخير .. الى اللقاء