العلوم الإنسانية والإجتماعية

فهم ديناميكية النظم البيئية للفاعلين في مبادرات الاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب

مالم يعطى الالتزام، فهناك الوعود والآمال فقط، ولكن لا توجد خطط

– بيتر دروكر(Peter Drucker)

عند انطلاق مبادرة الاستئصال يجب إجراء تحليل للقائمين بها (هيئات ومستثمرين، وأفراد ومجموعات) لأن هؤلاء القائمين على اختلافهم لهم تأثيرهم بالطريقة التي ينتظم فيها العمل ويتوزع ويقاس وتعرض نتائجه.

ويجب أن يستعرض هذا التحليل دورياً ليتضمن كل القائمين بالعمل وما مارسوا من تأثير عليه مع مرور الزمن. وفي عالم الإدارة فإن المسح البيئي هو الاصطلاح المستعمل في التعبير عن عملية مراقبة البيئة بشكل دائم (Roberts 2004؛ Fahey et al. 1981).

وهنا يجب إدخال كل من يطبق الرؤيا أو الاستراتيجية أو من يعيق تطبيقها (Kotter 2001). ويشرح الشكل 12 . 2 بالرسم تحليل المشهد بالنسبة لمبادرة الاستئصال.

 

بعد عملية المسح يجب تشخيص القائمين بالعمل ضمن خمسة مجموعات عريضة (Ibarra and Suesse 1997):

1- يتقاسم الحلفاء مستوى رفيعاً من الاتفاق والثقة وغالباً ما يدخلون في علاقة تبادلية.

2- يتقاسم الخصوم مستويات رفيعة من الثقة، إلا أن التوافق هو متدني، ويجري تحدي قوتهم وآرائهم في جو يحض على الثقة.

3- يتحالف الرفاق ضمن الأهداف المبينة، إلا أنهم لا يبوحون دائماً بالقصة كاملة؛ ولذلك يجب وضع حدود.

4- الجالسون على السياج [المترددون] يرفضون أن يتخذوا موقفاً، مما يؤدي إلى إشاعة المخاطر وعدم الضمان.

5- تحدث الخصومات دائماً عندما تفشل المحاولات للمفاوضة على اتفاقات.

 

وقد يهاجر القائمون بالعمل (منظمات وأفراد) من مجموعة إلى أخرى خلال مدة مبادرة الاستئصال. فعلى سبيل المثل، خلال مرحلة التكوين، قد يصنف الممولون على أنهم خصوم لأنهم قد يحتاجون إلى إقناعهم بالفعالية مقابل الكلفة من استثمارهم. وبعد التصنيف يحتاج الأمر إلى استراتيجية انضمام بالنسبة لكل زمرة – استراتيجية تهدف إلى المصالح الحيوية للقائمين الرئيسيين بالعمل.

فاستراتيجية الانضمام تساعد القياديين لكونها تعطي الأولوية لعروض التوعية. وتقدم المراقبة الدورية للعلاقات بين الأطراف معلومات قيمة حول فعالية المبادرة وتنبه القياديين إلى المشاكل المحتملة.

كما أن الوسائل الأخرى، مثل المراجعات السنوية التي تنتشر وترسل إلى المشاركين الرئيسيين على مختلف مستويات منظماتهم، يمكن أن توفر تغذية راجعة شاملة للمدراء وتمكن من تكيف الاستراتيجيات.

يلي ذلك وجوب إجراء تقييم لنجاح العمل، لتحليل مستوى اهتمام ورغبة كل مشارك في إعطاء وقته ومصادره المالية لتحقيق الهدف. كما يمكن جمع المعلومات من خلال المراجعات، والمقابلات والاجتماعات غير الرسمية، أو اجتماعات المشاركين الموسعة التي تتركز حول المسائل التالية (Roberts 2004):

– هل يحتمل أن تهتم منظمات أخرى بهذه المشكلة أيضاً (أي، هل يمكن توسيع قاعدة المستثمرين)؟

– هل توجد رغبة في تخصيص الوقت والمصادر المالية للعمل الجاري على قاعدة المدى البعيد؟ وما هي المنافع والإمكانيات التي يمكن مبادلتها في المشاركة؟ وماذا يمكن لكل منظمة أن تعطي وتنتظر أن تنال؟

– ما هو نوع العمل الذي ستتعهد المجموعة (أي المستثمر) أن تقوم به؟

– ما هو نوع الالتزام الذي ستحتاج المجموعة المركزية أن تقوم به لتبقي المبادرة قائمة وفعالة؟

– ما هي الأخطار التي تنطوي عليها (أقصد، بالنسبة لسمعة المجموعة المالية)؟

– ما هي المنافع الأخرى التي يمكن أن توفرها هذه المشاركة للمنظمة، وللجماعات السكانية، وكذلك لقطاع الصحة في العالم؟

– هل يوجد احتمال لقيام مشاركة ترعى وتنجح مهمة المشارك وتخدم منطقته بشكل أفضل؟

هذا سيؤدي إلى استيعاب نقاط القوة ونقاط الضعف التي تنطوي عليها جموع الموجودات المتوفرة لإطلاق مبادرة الاستئصال.

 

المهمة التالية هي إنشاء مبادئ تنظيمية وهياكل مساءلة في المبادرة ضمن نطاق البيئة الخارجية الأوسع. وإحدى وسائل التخطيط الكلاسيكية هي تحليل SWOT (أوجه القوة Strengths، وأوجه الضعف Weaknesses، والفرص المتاحة Opportunities، والأخطار Threats)، التي صممت لتقدير التحديات الخارجية (الفرص المتاحة والأخطار) والتحديات الداخلية (نقاط القوة، ونقاط الضعف). وبمساعدتها القياديين في تحديد الموجودات (أو مصادر القوة) والعوائق، فإن SWOT تعمل كمحلل للمستثمرين.

فيمكن استخدامها لتكوين الاستراتيجية وتحديد أفضليات إنفاق المصادر المالية وتقديم المعلومات القيمة في خطة إدارة الأخطار.

وبما أن مبادرة الاستئصال تعمل في بيئة ديناميكية رفيعة فإن كلا التوجهين الايجابي والسلبي يجب مراقبتهما. ولذلك، يستحسن إجراء التحليل لثلاثة عناصر رئيسية ضمن البيئة الخارجية (Andreason and Kotler 2008):

1- البيئة العامة: الجموع المحلية مثل جماعات الأمراض المستوطنة، والناشطين، والجمهور العام (في كل من المتبرعين وجماعات الأمراض المستوطنة) والإعلام، والهيئات التنظيمية.

2- البيئة المنافسة: المجموعات والمنظمات التي تنافس لكسب الاهتمام، والمصادر المالية، والولاء.

3- الجماعة السكانية الضخمة: القوى الأساسية واسعة النطاق التي تشكل الفرص المتاحة والأخطار؛ وهذه القوى تمثل إلى حد كبير " العناصر التي لا تخضع للسيطرة " وقد تشمل القوى الديموغرافية (السكانية)، والاقتصادية، والتقنية، والسياسية، والاجتماعية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى