فوهات النيازك
2013 أطلس الكون
مور ، السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
فوهات النيازك
اذهبوا إلى أريزونا، ليس بعيدا عن بلدة وندسور، و ستجدون المكان الذي وصف بأنه “أكثر بقاع الأرض إثارة”. إنها فوهة ضخمة يبلغ قطرها 1265 مترا (4150 قدما) و عمقها 175 متر (575 قدما)، وهي محفوظة بشكل جيد و قد أصبحت معلما سياحيا شهيرا وعلى الأخص بسبب سهولة الوصول إليها من الطريق السريع 99. لا يوجد شك حول أصلها، فقد تكونت نتيجة ارتطام نيزك صدم صحراء أريزونا في عصور ما قبل التاريخ، و لا يعرف تاريخ الاصطدام بدقة لكن التقديرات الحالية تعطيه عمرا يبلغ 50,000 عاما، و قد رآه المستوطنون لأول مرة عام 1871.
الفوهة دائرية رغم أن النيزك صدمها بزاوية، و عندما اصطدم النيزك تحولت كل طاقته الحركية إلى حرارة و تحولت إلى ما يشبه قنبلة قوية جدا وغالبا ما تبقى من النيزك مدفون تحت الجدار الجنوبي للفوهة، و بالمناسبة فإن الاسم الشائع غير صحيح، فهي تدعى فوهة شهاب و هي في الحقيقة فوهة نيزك.
وهناك فوهة أصغر لكنها ناتجة عن ارتطام مشابه وهي فوهة وولف كريك في جزء قصي من شمال أستراليا الغربية، و قد نسجت حولها العديد من الأساطير المحلية، فالسكان الأوائل من الكيار يسمونها كانديمالال و يحكون كيف أن ثعبانين من نوع قوس قزح صنعا مسارات متعرجة عبر الصحراء مكونين بذلك جدول وولف وجدول سترت المجاور له، بينما تمثل الفوهة النقطة التي برز منها أحد الثعبانين من تحت الأرض. هي أقدم بكثير فوهة أريزونا إذ يبلغ عمرها 300,000 عاما، و يعتبر الوصول إليها أصعب من فوهة أريزونا فالطريق من أقرب مستعمرة – جدول هولز- مفتوح لجزء من السنة فقط ، لكنها قد تمت دراستها بعناية منذ أن تعرف عليها استطلاع جوي لأول مرة عام 1947 و حتى الآن. يرتفع الجدار بزاوية 15 إلى 35 درجة وأرضه منبسطة، وتقع 55 مترا (180 قدما) تحت الحواف و 25 مترا تحت مستوى السهل المحيط، ويبلغ القطر 675 مترا (2200 قدما). لا تترك الشظايا النيزكية التي وجدت في المنطقة أي شك أن الفوهة ذات أصل فضائي.
توجد فوهات نيزكية أخرى في أستراليا، واحدة في بوكسهول و مجموعة كاملة في هنبري وكلاهما في المنطقة الشمالية. وهناك أيضا منحدر جوس المثير للاهتمام والذي يرجع عمره إلى 140 مليون عام على الأقل و هو شديد التآكل رغم وجود بقايا هيكل مركزي و دلائل على الجدران القديمة.
تتضمن قوائم الفوهات النيزكية مناطق في أمريكا، شبه الجزيرة العربية، الأرجنتين، إستونيا، ومناطق أخرى، لكن يجب على المرء الحذر عند القفز إلى الاستنتاجات، فعلى سبيل المثال لا توجد فوهة مرتبطة بنيزك غرب هوبا العملاق.
ودوما ما كان يطرح أن الأرض قد تعرضت لمقذوف ضخم قبل 65 مليون سنة و أن هذا الحدث سبب تغيرا كبيرا في مناخ الأرض مما أدى إلى انقراض العديد من صور الحياة على الأرض بما يشمل الديناصورات.
وقد ادعى البعض أن الفوهة المدفونة الموجودة في تشيكسولوب في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك كانت مسرح هذا الاصطدام.
تقع معظم الفوهات النيزكية التي تم اكتشافها على الأرض على أجزاء عتيقة من القشرة والتي لم تتغير كثيرا أو في مناطق جافة حيث هناك القليل من التآكل، أما في المناطق الأخرى فقد اختفت الفوهات القديمة بسبب التآكل أو الدفن أو التشوه الذي لا يمكن للعمليات الجيولوجية التعرف عليها بعده، رغم ذلك فقد تكون هناك فوهات أحدث لا تزال مستترة، فمثلا بلدة نوردنجن في بافاريا تقع في وسط فوهة بعرض 25 كيلومترا )15 ميلا( و التي عرف أنها ذات أصل نيزكي في الستينات فقط.
وبلا شك ستتكون فوهات نيزكية في المستقبل، فهناك العديد من النيازك المحتمل اصطدامها بنا في أجزاء قريبة من المنظومة الشمسية، و رغم أن فرص حدوث اصطدام كبير واهية إلا أنها ليست معدومة، و ذلك –جزئيا- هو سبب وجود مراقبة مستمرة للأجسام المارة قرب الأرض، بل من المحتمل أنه إذا ما تمت رؤية أحدها أثناء اقترابه أن نحاول تحويل مساره باستخدام رؤوس نووية محمولة على مقذوفات صاروخية، لكن يبقى من المشكل السؤال هل سنحصل على فترة إنذار مسبق كافية لنفعل ذلك؟
في يناير من عام 2000، شكلت الحكومة البريطانية لجنة خاصة للنظر في مسألة خطر اصطدام كويكب أو مذنب ما بالأرض، و لنأمل أننا لو حدث اصطدام من هذا النوع سنواجه هذا الموقف بطريقة أفضل مما فعلته الديناصورات.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]