التاريخ

قارة آسيا في العصر الوسيط

2008 كتاب المعرفة – التاريخ

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

منذ عام 618 للميلاد ولمدة ستة قرون كانت الصين موحدة وغنية وقوية في ظل حكم سلالة التانغ ثم سلالة السونغ التي خلفتها.

وقد هيمنت الثقافة الصينية على الشعوب المجاورة مثل التايلنديين والتيبتيين واليابانيين، وفي بعض الأوقات أدعى الإمبراطور الصيني أنه حاكم لتلك المناطق بالإضافة إلى الصين.

وفيما بعد في عام 1206 توحّدت القبائل البربرية بقيادة القائد المنغولي جنكيز خان، وفي غضون بضع سنوات دمر المنغوليون آسيا واحتلوا مساحات شاسعة وذبحوا الملايين من الناس.

في الأزمنة القديمة كان الأرستقراطيون فقط يشغلون مناصب حكومية هامة، ولكن في عهد سلالة السونغ كان بإمكان أي شخص أن يتقدم لامتحان الخدمة المدنية، وكانت المنافسة قوية بين المتقدمين للإمتحان، بحيث صارت هذه الإمتحانات السنوية أحداثاً رئيسية في التقويم.

في ظل حكم سلالة السونغ وصل عدد السكان إلى أعلى حد وازدهرت التجارة وتم إحراز تقدم هائل في العلوم والتكنولوجيا، من اختراع البارود وبوصلة البحارة إلى اختراع الورق والطباعة. كانت الصين تسبق أوروبا ب 500 عام في مجال التكنولوجيا.

 

بحلول العام 1275 كانت مدينة هانغجو أكبر مدينة في العالم، إذ وصل عدد سكانها إلى ما يزيد عن مليون نسمة، وقد شجع مناخها الدافىء على نمط حياة نابض بالحيوية والرفاهية، وكانت المدينة تغص بالمحلات الفاخرة والبارات والمطاعم وصالات الشاي ونوادٍ تغني فيها الفتيات.

غالباً ما كان يخرج الناس ليتمشوا في الحدائق بالقرب من البحيرة الغربية، أو ليسترخوا بعد وجبات طويلة في المطاعم العائمة المنتشرة في البحيرة.

قام فرسان جنكيز خان باحتلال إمبراطورية شاسعة تمتد من الصين إلى أقصى الغرب حتى تصل إلى نهر الدانوب في أوروبا، وقد دمر جنكيز خان العديد من المدن وذبح آلافاً من الناس، بيد أن في ظل حكمه ازدهرت التجارة وساد التسامح بين جميع المعتقدات.

كان الرماة الخيالة التابعين لجنكيز خان بإمكانهم أن يقتلوا من مسافة 180 متراً وخيولهم تركض بأقصى سرعة لها، وفي إحدى المرات قطعوا مسافة 440 كلم على ظهور خيولهم في ثلاثة أيام فقط.

بعد موت جنكيز خان قام ابنه أوغوداي بنهب أرمينيا وهنغاريا وبولندا.

 

احتل قبلاي خان—حفيد جنكيز خان—الجزء المتبقي من الصين عام 1265 ونصب نفسه أول إمبراطور لسلالة الأباطرة المنغوليين في الصين سميت سلالة يوان، ودام حكم هذه السلالة حتى عام 1368.

وبنى قبلاي خان عاصمة جديدة كبيرة سميت تا-تو (أي العاصمة الكبيرة)- وهي الآن مدينة بكين، كما تبنى قبلاي خان الأساليب الصينية في الحكم وحكم البلاد بفعالية جعلت من الصين بلداً غنياً جداً.

في عام 1185 سحق النبيل الياباني ميناموتو يوريتومو قبيلة تايرا المنافسة له ونصب نفسه حاكماً لليابان كسي-أي-داي-شوغان، وهي عبارة تعني “القائد العظيم الذي هزم البرابرة.”

حكم الشوغان المحاربون اليابان حتى منتصف القرن التاسع عشر، وكانوا يدعون بأنهم يحكمون نيابة عن الإمبراطور، ولكن في الواقع كانوا يحكمون لأنفسهم ولأنصارهم، إذ كان الأباطرة يعيشون في قصور فاخرة ولكن لم يكن بيدهم سلطة حقيقية.

حين استولى القادة المنغوليون على الصين من سلالة سونغ، أنشأوا عاصمة جديدة في الشمال في منطقة بكين.

وكان يقع في مركزها منطقة مسورة تحتوي على قصور الإمبراطور، وقد سميت المدينة المحرمة لأن الإمبراطور وحده وخدمه كانوا يستطيعون الدخول إليها.

 

الانجازات المنغولية:

قاد جنكيز خان جيشاً يتألف من 25,000 رجل وما يزيد عن مليون حصان.

كانت تنقل المناجيق من أجل الحصار في أجزاء على عربات تجرها الثيران، ثم يعاد جمعها.

عاش الجنود المنغوليون على نظام غذائي يتألف من لحم الخراف المدخن والحليب المجفف.

كان الجنود يتسلحون بالأقواس والسيوف والرماح المزودة بصنارات لإنزال العدو من على خيولهم.

تعد الإمبراطورية المنغولية أكبر أرض إمبراطورية متواصلة في جميع الأزمان.

كان الفلاسفة يسافرون لمسافات طويلة حتى يتمكنوا من التحدث مع جنكيز خان عن الدين.

 

مدهش: عندما احتل جنكيز خان شمال الصين حول الأرض الزراعية إلى مراع لخيوله، وقد قتل 20 مليون صيني تقريباً قبل أن يعدل عن قراره.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى