التاريخ

قصة إثبات الطبيب ” إدوارد جينر ” طريقة حماية مرض جدري البقر الإنسان

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

الطبيب إدوارد جينر مرض جدري البقر التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

بداية القصة كان يمكن أن تجهض لولا ذكاء إدوارد جينر حين جاءته فلاحة تشكو من بثور في يديها، وهو طالب الطب الصغير الذي لم يتجاوز 19 سنة من عمره فقال لها: "أخاف أن يكون هذا هو مرض الجدري"، فأجابته الفلاحة "إن من المستحيل أن أصاب بالجدري لأني فلاحة، وقد أصبت قبلها بجدري البقر".

إذن فإن جدري البقر يمكن أن يحمي من الجدري البشري القاتل!! هل هذا صحيح؟؟ هذا هو السؤال الذي حاول جينز أن يجيب عليه في عشرين عاماً من التجربة والبحث والمراقبة بعدها.

وفي عام 1796م وجد الجواب عندما قام بتطعيم طفل صغير اسمه " جيمس فيبس" بلقاح من فلاحة تدعى "سارة نيلمس" اصيبت بجدري البقر من بقرة مريضة سموها فيما بعد باسم "بلوسوم" تيمناً بها.

وفي يوليو عرض الطفل الصغير عقب شهرين للتجربة الحاسمة الحقيقية وهو مرض الجدري البشري، فاجتاز الطفل الصغير الامتحان بنجاح، وتخطى العقبة ولم يمرض أبدا.

 

فحق لجينز عام 1798م أن ينشر بحثه الذي رفضه المجتمع البريطاني في وقتها، كما رفضت الأكاديمية العلمية أن تنشره في مجلتها، بل اضطهده القوم ولاحقوه، ولكن العالم خارج بريطانيا بأكمله حيى الرجل واستقبله بالأحضان حتى أن امبراطورة روسيا "اليزابيث اليكسيفا" زوجة "الاسكندر الأول" أرسلت لجينز خاتماً به ماسة كبيرة تحية له وإكباراً كما أمرت بتطعيم الاطفال في كافة أنحاء الإمبراطورية. 

وكان أن أطلقت اسم "فاكسينوف" على أول طفل جرى تطعيمه، وسار في موكب حاشد داخل عربة ملكية عبر شوارع بطرسبيرج !

وكذلك أمر نابليون بونابرت بتطعيم كل جيشه، ومع هذا فلم يصدر قانون التطعيم في إنجلترا وهي بلد جينر إلا عام 1840م، ولكنه تطعيم غير إجباري يعفى منه كل من يدعي إنه غير مؤمن بفكرة التطعيم.

 

إن الضربة القاضية حلبة الجدري.  مع الإنسان، كانت من خلال الحملة التي نظمتها منظمة الصحة العالمية عبر عشر سنوات متواصلة من تعميم التطعيم لكل إنسان على وجه الأرض، بدءاً من عام 1967م حتى 1978م، فقد بدأت والوباء منتشر في 42 بلداً وعدد ضحاياه يقدرون بمليونين ونصف المليون وانتهت بالرقم صفر.

لعلنا لم نعرض لمرض الجدري لأنه لا يصيب إلا الإنسان، فكل حيوان جدري خاص به، وفيروسه سهل الانتقال عبر الملامسة أو التنفس، ثم يتشكل بعدها على هيئة بثور في الوجه والأطراف، مما قد يختلط مع مرض آخر يدعونه الجدري الكاذب أو الجديري أو جدري الماء، وهذا مرض ضعيف يشيع بين الأطفال بأكثر مما يشيع بين الكبار، ويصيب البدن أكثر مما ينتشر على الأطراف، ولكنه مرض آمن ضعيف على أية حال، فيما الجدري شرس قاتل، أو هو معوق قد يؤدي إلى الموت او التشوه إذا لم يذهب بصاحبه.

وعلى قدر ما يفشل معه أي علاج فإن الوقاية منه بالتطعيم ناجحة إلى حد الكمال أو هي قريبة منه.  لهذا نجحت منظمة الصحة العالمية عندما أحكمت خطتها وحرصت على دقة تنفيذها وذلك بتعميم التطعيم على الجميع.

ومات المرض المميت! وأصبح ذكره على ألسنة المؤرخين بعد أن خفت على ألسنة الأطباء واختفى إلى الأبد بلا عودة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى