قصة اختراع الفتاة “إيما” لصدرية الطفل
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
إيما صدرية الطفل شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية
"جاءتني الفكرة وأنا أرى أخي البالغ من العمر ثمانية أشهر وهو يتناول حساءه " … هكذا قالت لي "إيما" حين قابلتها في عام 1985.
وكانت هذه الفتاة السويدية الجميلة – الشقراء كمعظم أبناء اسكندينافيا – تبلغ حينئد الخامسة عشرة من عمرها.
ويبدو أن أخاها الصغير لم يكن يتناول كمية من حسائه بقدر ما كان يسكبه في كل مكان، إذ كان الحساء يأخذ طريقه إلى أي مكان ما عدا فم هذا الطفل!! وسرعان ما كان يحول الطفل صدريته إلى حالة يرثى لها من كثرة الحساء الذي يسكبه عليها.
وهكذا وجدت والدة "إيما" نفسها – حيث كانت تعمل مصممة لمطبوعات النسيج الزخرفي – تبدل الصدرية تلو الأخرى لهذا الطفل.
وتكافح بكل جهدها للاحتفاط بأعداد إضافية من الصدريات النظيفة. وكانت المشكلة التي كانت تواجه ((إيما)) هي إيجاد طريقة لانقاذ أمها من دائرة الكد والكفاح غير النهائية فيما يتعلق بتنظيف الصدريات للطفل.
فلماذا لا تخترع صدرية للطفل سهلة التناول، ويمكن التخلص منها بعد استخدامها مباشرة، مثلما نفعل بمناديل الورق. ومن الأفضل أن تكون هذه الصدرية الورقية على بكرة، بحيث يمكن لفها مثل مناشف ورق الحمام.
وقد قامت "إيما" بتطوير فكرتها على شكل أفضل، وكان ذلك في عام 1984، حيث كانت كل ورقة، أو صدرية، بها فتحة شبه دائرية في أعلاها، هذه الفتحة كبيرة بدرجة كافية، لتسمح بدخول رأس الطفل فيها. أما طرف المريلة الأسفل، فتوجد به ثنية تشبه الجيب لتلقي الطعام الذي يسقط من أعلى.
كانت الطفلة "إيما" تعيش بالقرب من مدينة "جوتنبرج Gothenburg"، وهي ثاني أكبر المدن السويدية. وفي ذلك الوقت، لم تكن تحلم أن ترى من النظام الملكي السويدي أكثر من تمثال الملك المعروض في وسط المدينة، على الرغم من أنها قد رأت بالطبع العائلة الملكية على شاشة التلفاز.
وفي الحقيقة، لقد أخبرني والدها بأنها قد استلمت جائزتها شخصيا من يد الملك ((جوستاف Gustav)) ملك السويد، حيث قام بتسليمها الجائزة في عام 1985 ضمن فعاليات المسابقة القومية الثالثة للمخترعين من أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 16 عاما.
وكانت جائزة "إيما" واحدة من الجوائز السبع الأولى التي تم توزيعها على الأفراد المخترعين، حيث بلغت قيمة الجائزة 3000 كرون سويدي (أي حوالي 500 دولار أمريكي)، وهي تعد جائزة كبيرة لطفلة في مثل عمرها، ولاختراع مثل "صدرية الطفل".
ولم يكن "صدرية الطفل" هو الاختراع الوحيد لمخترعتنا الصغيرة ((إيما)). ففي وقت تلك المسابقة، كات تملك الكثير من الأفكار في رأسها.
فعلى سبيل المثال، كانت لديها فكرة اختراع يجنبنا فقدان أغطية أقلام الحبر، وفكرة اختراع ((خشخيشه)) وحلقة أسنان مطاطية للأطفال معا"، ومنشفة ورق أسطوانية للمعاقين يمكن استخدامها بيد واحدة فقط.
وكانت فكرة "إيما" عن اختراعها "لصدرية الأطفال والبكرة" رائعة حقا !! لقد كانت من الروعة لدرجة أن إحدى الشركات السويدية الكبيرة قد قامت بإنتاجها في النهاية بعد إدخال بعض من التعديلات البسيطة عليها.
ولحسن الحظ أن "إيما" لم تكن تظهر اهتماما كبيرا في هذا الشأن، حيث أتذكر عندما قالت لي أثناء مقابلتها، "إن تكوين ثروة ليس هدفي الوحيد".
فإذا كانت هوايتها هي ممارسة الاختراع، فإن شغف "إيما" في الحياة هو تربية الخيول والعناية بها، وركوبها في مسابقات، إن أحسن أصدقائها هو حصانها الذي يدعى ((درانيلا Dranella)).
وهذا ما يفسر لي ما قالته تلك المراهقة السويدية ذات مرة : ((بكل صراحة، إن كل ما أتمناه من اختراعي هو أن يجلب لي المال الكافي فقط لإطعام حصاني ((درانيلا)).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]