قصص تبين كيفية العلاج الروحي
1995 أمراض لها تاريخ
حسن فريد أبو غزالة
KFAS
العلاج الروحي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
مما يجدر بالذكر هنا أن نشير إلى نقابة للدجل الطبي تقوم رسمياً في الفلبين، وقد انتخبوا لها رئيساً عليها يدعي "توني أجوباروا" ويمارس أعضاؤها نوعاً من الدجل الطبي يسمونه في عرفهم بالعلاج الروحي أو العلاج بالإيمان.
وهم ليسوا سوى فئة تدعي بأنها تجري جراحات لعلاج كافة الأمراض المستعصية على الطب كافة دون أية حاجة إلى مشارط أو أدوات جراحية، وما وسيلتهم في هذا إلا أصابعهم السحرية المجردة فقط فهم يفتحون البطون ويشقون الجلد بأصابعهم ولا غير.
والغريب أن يؤكد البعض من السذج انهم شاهدوا أمام أعينهم دماء تسيل، ولتأكيد هذا في قناعة الناس يبللون قطعة من القطن فيغمسوها في أصباغ حمراء، ثم يلقون بها فوراً في مكان لا تطوله يد خوفاً من اكتشاف امرهم، لانهم في الحقيقة يقومون بأعمال بهلوانية مثلهم كمثل الحواة والمهرجين.
وقد حدث أن مهندساً أمريكياً أصيبت زوجته يوماً بسرطان الثدي، ولكنهم لم يكتشفوه إلا في مراحله المتأخرة التي لا ينفع معها أي علاج، لهذا جرى الرجل وراء الأمل الكاذب ورحل إلى الفلبين ينشد "توني أجوباروا" هذا الذي وعد بإجراء فوري لعملية تشفي زوجة المهندس المسكين.
وقد كان .. فما كان منه إلا أن استخرج أنسجة قال عنها إلا أنها السرطان اللعين، ثم ألقى بها في وعاء قريب مدعياً أن الزوجة قد شفيت، وإن الأمر قد انتهى وتم انقاذ المرأة (التي ماتت بعد شهور) فما كان من المهندس الأميركي إلا أن دس يده في الوعاء خفية، وأخذ ما به إلى أقرب مختبر يطلب تحليلة ومعرفة نوعه، فإذا به قطع من أمعاء قطة ميتة فما كان من المهندس إلا طلب مقاضاة توني اجوباوا في المحكمة التي أصدرت عليه حكماً بالسجن والغرامة بتهمة الدجل.
وعلى هذا النمط قامت يوماً بدعة سموها المسمرية أو بدعة التنويم المغناطيسي فيما بعد، والتي ابتدعها طبيب نمساوي سميت باسمه وكان يدعى "فريدرك انطون مسمر" عاش في فيينا في أواخر القرن الثامن عشر، وادعى أنه يمتلك قوة مغناطيسية خارقة، يمكن أن يستخدمها في شفاء مرضاه، بل ويمكنه أن يودع هذه القوة المغناطيسية في الحيوانات والنباتات والحجارة أيضاً.
فأقبل الناس عليه أيما إقبال، بل ومن أطرف ما يحكى عنه أنه ادعى أنه أودع هذه القوة المغناطيسية في شجرة، فما كان من الناس إلا أن ربطوا أنفسهم بجذعها بوساطة حبل حتى يتصلوا بالقدرات المغناطيسية الموهومة.
ولكن الأيام كشفت بعد ذلك زيف هذا الرجل ودجله، فانفض الناس من حوله، فهرب إلى باريس ليمارس دجلة هناك، ولكن الأمر لم يدم طويلاً لأن أكاديمية الطب في باريس اتهمته بالدجل والشعوذة معلنة أنه لا يملك من القدرات إلا قدرة الاحتيال، فهرب مرة أخرى من باريس ولا يدري أحد إلى اين كانت وجهة هذا الرجل الذي ضاع في ظلمة المجهول واختفى.
غير أن المسمرية لم تمت من بعده ولم تضع معه، فقد امتدت إلى بلدان في أوروبا وأميركا، واكتسبت لها اسماً آخر هو اسم التنويم المغناطيسي الذي لم يترعرع منذ ذلك الحين إلا في العقول الضيقة الساذجة، ولم ينتشر إلا في حفلات السمر والترفيه، وأماكن اللهو كصورة من صور الألعاب.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]