قوة المعلومات الطبية والبيولوجية في المجتمعات
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
القوة الاجتماعية للمعلومات البيولوجية وإخضاع الحياة الجديدة للطب
ظهرت في الثقافات البدائية وثقافات ما قبل الصناعة مؤسسات تتولى أمور معاناة الإنسان وتتعامل على نطاق واسع مع سلوكيات الأفراد والجماعات وتعمل على فرض مسايرة المجتمع لها.
ولقد تأثرت مسايرة المجتمع جزئيا بالمداوين الذين يمارسون قوة السحر على الاشياء الطبيعية وعلى الأفراد.
ونجد تاصيلا لهذه النظرة في الكتاب الذي الفه حون كاوتي John Cawte عن مجتمعات القبائل الأسترالية بعنوان "الطب هو القانون، 1974"، والذي يشير فيه إلى "القانون المقدس" الذي يراعي ويفرض بموجب العقيدة الدينية المطبقة في القبيلة.
وفي هذا الصدد نجد أن من الأمور الواضحة بذاتها حتى في العصر الحاضر أن الوظيفة الكهنوتية والوظيفة الطبية ما زالتا تتداخلان وبخاصة منذ أن أصبح للطب احتكاره الفعال لتحديد المرض وعلاجه، الأمر الذي طغى على التدبير والتعامل مع الانحراف الاجتماعي (انظر التفصيل 9).
ومع ذلك فإن الانسجام المباشر، في الماضي القريب والحاضر، بين وظائف الطب والكهنوت أقل تاثيرا من انتشار قبول الجماهير والمهنيين الواسع الانتشار لقيمة العلوم البيولوجية.
ويبدو أن مثل هذا القبول يتحرك نحو المبالغة في التقييم، وأن بعض أنواع "الاعتقاد في العلم" المماثل للاعتقاد الديني لدى البعض قد بدأ يحل محل التدقيق العقلاني وسنجد أن القوة في الثقافة الغربية هائلة لما لهذه المعلومات من صدى وهالة من الحتمية والمصداقية العلمية (نيلكين Nilkin وتانكريدي Tancredi ، 1989)
ويتبين ذلك على مستوى الفلسفة الاجتماعية في تأثير الآراء والأفكار الموروثة في أوائل القرن العشرين، والتي تمثل تحولا فكريا، لأنها تركز على دعوة عدم إمكان استثارة دوافع الافراد لبذل جهود أعظم (باولر 1989 ص11).
والحق ان النتائج الاجتماعية للوراثية كانت أقل ظهورا وضوحا من تأثير الثورة الدارونية لأن التفسير والمفهوم الجديد واجه منذ البداية تحديات المعارضين الذين أصروا على أن يظهروا أن الطبيعة الإنسانية يمكن أن تتحسن وتتعدل نتيجة إصلاح الأحوال الاجتماعية (كرافنز Cravens، 1978 وبولر Bowler، 1989، ص 11).
ومع ذلك فبالإمكان التقليل إلى الحد الأدنى من القضايا التي تثير تساؤلات حول الإصلاح الاجتماعي، وذلك عن طريق إعادة تحديدها في إطار بيولوجي (نيلكين وتانكريدي Nelkin and Tancredi، 1989).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]