التاريخ

كتاب “الجامع لصفات أشتات النبات” للإدريسي

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

كتاب الجامع لصفات أشتات النبات الإدريسي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

في عام 1154 كان الفراق… فراق ملك صديق، فقد أسلم روجر الثاني الروح إلى خالقها.

وكم حزن عليه عالمنا حزناً ألزمه بيته شهوراً، وتولى الملك من بعده ابنه الملك (غاليام الأول).

وخشى الإدريسي على مكانه في بلاط القصر النورماني فألَّف كتاباً في الجغرافيا هو (روضٌ الأُنس ونزهة النفس)، وهو الكتاب الذي اشتُهر باسم (المسالك والممالك) وهو تلخيصٌ لـ (نزهة المشتاق). وأهدى الإدريسي كتابه إلى الملك غاليام تقرباً إليه.

ومع هذا، لم تعد للإدريسي في بلاط الابن نفس المنزلة التي كانت له في القصر النورماني، فاعتكف في قصره بضع سنين ألَّف فيها كتابين هامين هما: (الجامع لصفات أشتات النبات)، وهو الكتاب الذي أفاد منه ابن البيطار فوائد كبرى، و (الأدوية المفردة) فضلاً عن ثالثٍ في الصيدلة.

والكتاب الأول ضمَّنه الإدريسي أنواع الأشجار والثمار والحشائش والأزهار والحيوانات والمعادن، وأخذ يرتِّبها على حروف أبجدهوز، وساق معجماً لأسمائها في لغاتٍ مختلفة كثيرة من مثل: العربية، والفارسية، واليونانية، واللاتينية، والسريانية، والعدانية، والهندية، والكردية، والتركية، والأسبانية، والبربرية، والقبطية أحيانا، وكأنه كان بكل هذه اللغات من العارفين!. وذكر منها كل مفردٍ وما يُستخرج منه من صموغٍ وزيوتٍ وما يُستخدم فيه أو يُستخرج في العلاج والتداوى.

وقد استفاد الإدريسي في تأليفه للـ (جامع) من العلماء السابقين من إغريق وعرب.

فمن الإغريق: كتاب (الأدوية المفردة) لديسقوريدس، وكتاب أصطفان في (المفردات)، وكتاب جالينوس في (المفردات).

 

ومن العرب: كتاب (الأدوية المفردة) لحنين بن إسحاق، وكتاب (الفائدة) لابن سرافيون، وكتاب (النبات) للدينوري، وكتاب (الأدوية المفردة) لخلف بن عباس الزهراوي، وكتاب (المستغنى) للإسرائيلي، وكتاب (الاعتماد في الأدوية) لابن الجزار، وكتاب (المنتخب) لأبي بكر بن وحشية، وكتاب ابن سمحون (الصيدلاني)، وكتاب (التفهيم) لابن الكنعاني، وكتاب أبي المطرف عبدالرحمن بن وافد، وكتاب أبي الخير الإشبيلي، إلخ.

ورغم كثرة المراجع التي رجع إليها الإدريسي في تأليف كتابه، يرى مايرهوف- على ما يقول محمد عبدالرحمن مرحبا في كتابه (الموجز في تاريخ العلوم عند العرب )- أن الإدريسي كان كثير الاعتماد على القدماء من الناحية الطبية، أما في النبات فكان مستقراً في الرأي كثير الاعتداد بالنفس جاهلاً بمذاهب القدماء ! فهو لم يعرف مثلاً ثيوفراسطس، الذي عرفه جميع علماء العرب، كما يبدو أنه لم يعرف الكتاب المنسوب إلى أرسطو في النبات. وتنم أوصافه للنباتات عن أن معارفه في ذلك العلم كانت شخصية وغزيرة.

وقد استدرك الإدريسي في كتابه الكبير (الجامع لصفات أشتات النبات) على ديسقوريدس، حيث نوَّه عن كثرٍ من النباتات والعقاقير التي لم يذكرها الأخير إما عمداً أو جهلاً، ويبلغ ما أحصاه عالمنا من هذه المفردات حوالي 125 ورد ذكرها تحت ما ذكره في الأربعة عشر حرفاً الأولى من حروف الهجاء، وهو الجزء من كتابه الذي أمكن الحصول عليه.

ويُرجَّح- على نحو ما وجد مايرهوف – أن يكون الكتاب في أجزاء أربعة، وجد منها جزءان فقط: الأول يبتدئ من حرف الألف إلى حرف الزاي، والثاني من الحاء إلى النون.

ففي كل جزء سبعة حروف وجملتها أربعة عشر حرفاً. ويشتمل الجزء الأول على ثلاثمائة وستين مفرداً، ويضم الثاني مائتين وخمسين. والغالب أن تكون الحروف الأربعة عشر الباقية في جزئين آخرين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى