كتاب “الكهرباء” للعالم بنيامين فرانكلين ووقفته الوطنية تجاه بلاده
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
بنيامين فرانكلين كتاب الكهرباء التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
كتاب الكهرباء
كما وضع نيوتن كتابه الخالد "المبادئ" ، وضع فرانكلين كذلك كتابه الخالد "الكهرباء" .
وكما تعتبر فلسفة نيوتن تعبيراً عن النظام بوجه عام ، فإن إنجازات فرانكلين في علم الكهرباء تضع كذلك أساساً لنظامٍ بسيطٍ ولكنه عميق.
و"الكهرباء" لفرانكلين يعتبر من أهم الكتب العلمية التي ظهرت في منتصف القرن الثامن عشر.
وقد ظهرت له طبعاتٍ كثيرةٍ بلغاتٍ شتى من إنجليزية وفرنسية وإيطالية والمانية . ولما كانت الأعمال العلمية في زمنه تنال تقديراً أكبر مما تناله في الوقت الحاضر، فقد طارت شهرة فرانكلين بكتابه، ورددت اسمه الألسن .
ولا تزال النظريات الكهربائية التي تضمنها الكتاب جزءاً من نسيج النظريات الكهربائية المعاصرة! .
كان كتاباً فذاً، وقد بلغ من إعجاب الملك لويس الخامس عشر به أن أمر بأن يجرى بعض ما به من تجارب أمامه! .
بين خدمة العلم … وخدمة الوطن
ما كان عالمنا يتفرغ لعمله العلمي حتى اجتاحت الوطن أزمة كبرى.
وهنا ترك بحوثه وهبَّ للذود عن فيلادلفيا . ومذ ذلك الوقت، وحتى مماته، لم يكن يجري تجاربه العلمية إلا في فراغه. ولم يكف عن خدمة مدينته ووطنه.
كان أمامه طريقان : إما الفيلسوف الهادئ، وإما رجل الشؤون العامة. ولم يتردَّد فرانكلين في اختيار الطريق : "لو كان نيوتين قائدا لمركب واحد لما برَّر له أبدع كشوفه ترك دفة القيادة ساعة خطر، فما بالنا بمصير الكومونويلث كله" .
وهكذا فعل كثير من العلماء خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تركوا بحوثهم وهبوا لنصرة أوطانهم بشكلٍ مباشر. مع فارق في الحالين: ذلك أن فرانكلين كان العالم الأمريكي الوحيد المشهور، بل العالم الوحيد ذا الشهرة العالمية.
ومع ذلك فقد رأى أنه يستطيع تقديم خدمة أكبر لبلاده بالسفر إلى الخارج للدفاع عن حقوقها أكثر مما لو طبق خبرته العلمية في تصميم أجهزة جديدة للفتك والتدمير.
نعم كان فرانكلين ذا مكانةٍ علمية عالمية دعت معاصريه أن ينعتوه "نيوتن عصره" .
ومن ملامح تلك المكانة أنه ظن البعض أن "الرجل الذي تمكَّن من تسخير البرق بقادرٍ على صنع سلاح جديد رهيب مثل آلة في حجم علبة الثقاب، تصحبها مواد يمكن أن تحيل كاتدرائية سانت بول إلى حفنةٍ من رماد!" .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]