كمية الدهون في النظام الغذائي وتأثيرها على السكري

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

يمكن للنظام الغذائي الغني بالدهون أن يؤدي إلى تقليل التحمل للغلوكوز، لأنه يعمل على التأثير على ارتباط الإنسولين بالمستقبلات، مما يؤدي إلى المقاومة للإنسولين، وقد ينتج من ذلك أيضاً إنقاص عبور السكر من خلال الخلايا

وقد أوضحت الدراسات أن الأغذية الغنية بالدهون تترافق بقدر كبير من المقاومة للإنسولين، بينما لا يؤدي إلى ذلك تناول الأغذية ذات المزيج المتوازن من المكونات الغذائية ومن ضمنها الأغذية الغنية بالكربوهيدرات.

نمط الدهون

أما إذا تعمقنا في النظر في السكري وفي النظم الغذائية وفي عوامل الخطر للأمراض القلبية، فلن يكون هناك أي شك في أن لنوع الدهن المتناول أهمية لا تقل عن أهمية كميته، لذا فإننا سنركز على أنواع الدهون التي تتكون منها نسجنا، وهي الدهون التي ستضخ الماء خارج الخلايا عبر الغشاء الخلوي، والتي قد تؤثر على أداء الأنسولين لوظائفه.

• الدهون المشبعة – يترافق تناول الدهون المشبعة بتزايد خطر عدم تحمل الغلوكوز وزيادة مستوى الغلوكوز الصيامي (على الريق)، وتزايد مستويات الإنسولين، وبالمثل فإن ازدياد كميات الدهون المشبعة في الجسم ترتبط بازدياد مستويات الإنسولين وضعف حساسية الجسم له، مما يؤدي بالتالي إلى ازدياد خطر الإصابة بالسكري من النمط 2.

• الدهون غير المشبعة – ترتبط النظم الغذائية الغنية بالدهون غير المشبعة في موضع واحد منها إو في مواضع متعددة منها بانخفاض خطر الإصابة بالسكري من النمط 2 وبانخفاض مستويات السكر في الدم على الريق أو بعد الصيام، كا ترتبط المستويات المرتفعة من الدهون ذات السلاسل الطويلة وغير المشبعة في مواضع متعددة في بعض المواضع الخاصة من الجسم بتحسن الحساسية للأنسولين

ولهذا يعتبر الأطباء أن إحلال الدهون غير المشبعة في موضع واحد بدل الدهون المشبعة سيؤدي إلى تعزيز أفضل للحساسية للإنسولين، وقد يتضاءل التأثير المفيد لهذا النمط من الدهون لدى الذين يتناولون نظاماً غذائياً غنياً بالدهون.

• الحموض الدهنية المتحوِّلة – إن الدراسات والبحوث حول هذا النمط من الدهون محدودة، ورغم أن جميع البراهين العلمية حول الدهون المتحوِّلة تشير إلى زيادة إفراز الإنسولين، فلاتزال هناك حاجة لبيِّنات قوية حول علاقتها بضبط مستوى السكر في الدم، وهناك بعض الأسباب التي تدفع العلماء للاعتقاد بأن الدهون المتحوِّلة تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النمط 2 وبالأمراض القلبية.

وبالإحاطة بهذه المعلوات، يمكننا أن نختار الطعام الذي نستهلكه، ومع ازدياد معارفنا حول تأثير الدهون على السكري، سنفكر بتأثير الدهون على صحة السكريين بشكل عام.