كويكبات مذهلة
2013 أطلس الكون
مور ، السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
كويكبات مذهلة
لا تظل الكويكبات في جميع الأحوال داخل الحزام الرئيسي، فبعضها يتأرجح بشكل أقرب نحو الشمس، بل قد يقتحم المنطقة الحارة داخل مدار عطارد. وهذا هو حال إيكاروس (Icarous) وبانثون (Phaenthon)، اللذين لا بد أنهما شديدا الحرارة خلال الحضيض الشمسي، بالرغم من برودتهما القارصة أثناء الأوج الشمسي. (لا بد أن لهما المناخ الأسوأ في النظام الشمسي!). يتحرك الكويكب 3200 بانثون في نفس مدار التيارات الشهبية التوأمية (Geminid meteor stream) وليس من المستبعد أن يكون مُذَنبًا سابقًا فقد مواده المتطايرة. الكويكب 4015، الذي اكتشف عام 1979، تم التعرف إليه مع جسم شوهد في عام 1949 وصنف على أنه مذنب (ويلسون-هارينغتون)، بينما إيلست-بيزارو (Elst-Pizarro)، وهو مذنب له ذيل، يتحرك بشكل كامل داخل حزام الكويكبات ومنح رقمًا كويكبيا هو 7968، لذلك فهو يمتلك ’جنسية مزدوجة‘. بلا شك، إن التمييز بين المذنبات وبين الكويكبات الصغيرة ليس بمثل الوضوح الذي كان يعتقد فيما مضى.
أول كويكب اكتشف أنه يقترب كثيرًا من مدار المريخ كان 433 إيروس (433 Eros)، الذي تم اكتشافه من قبل ويت (Witt) في عام 1898. ويستطيع الاقتراب من الأرض حتى 23 مليون كيلومتر (14 مليون ميل)؛ وشكله يشبه النقانق، وأطول قطر له يبلغ 33 كيلومتر (21 ميل). ويتميز بأنه أول كويكب حطت عليه مركبة غير مأهولة. المركبة الفضائية NEAR (اختصار التقاء الكويكبات القريبة من الأرض) (Near Earth Asteroid Rendezvous)، والتي أعيد تسميتها لاحقًا إلى شومايكر نسبة إلى يوجين شومايكر (Eugene Shoemaker)، تم إطلاقها في 17 فبراير 1996 ودخلت في مدار حول إيروس في 14 فبراير 2000، وأخذت تدور على بُعد 50 كيلومتر (31 ميل) فقط فوق السطح وأرسلت صورًا رائعة؛ وتبين أن السطح تتبعثر فيه صخور جُلمودية وفوهات. فيما بعد تم تسمية معالمه بأسماء شخصيات رومانسية، مثل سايكي (Psyche)وفالنتينو (Valentino) ودون كيخوت (Don Quixote). أكبر التضاريس حجمًا، وهو الانخفاض الذي اسمه هيميروس (Himeros)، كان عرضه 10 كيلومتر (6 ميل). في 12 فبراير 2001 حطت NEAR بلطف على سطح هيميروس، وبعثت صورًا مذهلة. والتقطت آخر الإشارات من NEAR في 28 فبراير 2001 ؛ نحن نعرف الموقع الدقيق للمركبة، وهناك ستظل حتى يحصل عليها رائد فضاء مستقبلي.
تم العثور على العديد من الكويكبات التي اقتربت بشدة، وتم تصنيفها إلى ثلاث مجموعات. فكويكبات آمور (Amor) تقطع مدار المريخ، لكن ليس مدار الأرض (إيروس هو أحدها). أما كويكبات أبوللو (Apollo) فتقطع مدار الأرض، بينما لمسارات كويكبات آتين (Aten) منها مسارات تقع بشكل كامل داخل مدار الأرض، لذلك فتراتها تقل عن عام واحد. وجميع هذه الكويكبات القريبة من الأرض عبارة عن أقزام؛ فكويكب هاثور (Hathor) من مجموعة آتين يبلغ عرضه 500 متر (1650 قدم) فقط.
هل يمكن أن يصطدم كويكب بالأرض؟ الجواب هو ’نعم‘، ولا بد أنه حدث في الماضي. فالكويكبات القريبة من الأرض أكثر مرورًا بها مما كان يعتقد فيما مضى، وفي السنوات الماضية مرت عدد منها بين الأرض وبين القمر. بين عامي 2029 و2036 سيقوم الكويكب 99942 أبوفيس (99942 Apophis)، الذي يبلغ 250 متر (77 قدم)، بعدد من الاقترابات غير السارة. تُعد فرص حصول اصطدام مباشر ضئيلة جدًا، لكنها ليست صفرًا. سيتسبب الاصطدام بضرر كبير، وقد قدمت اقتراحات في حالة توجه كويكب نحونا بأن نحاول تحويل مساره بطريقة ما – ربما بتفجير قنبلة نووية بجانبه!
وفي مسافة أبعد بكثير من ذلك، تتحرك الكويكبات الطروادية في نفس مسار المشتري، مع أنها تحافظ على 60° متقدمة أو متأخرة عن الكوكب العملاق وليست عرضة لخطر الإبتلاع. أما المريخ ونبتون فلهما عدد قليل من الطرواديات.
زعم فيما مضى أن الكويكبات ليست بمثيرة للإهتمام. لكن ليس هذا هو الرأي الحالي؛ فهي أعضاء غامضة في أسرتنا الشمسية. وهناك مرصد هو كيلت (Kelt) في جمهورية التشيك، مخصص تمامًا لها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]