كيفية إجراء الفحص الحشري للجثة
2010 الاستعراف الجنائي في الممارسة الطبية الشرعية
صاحب عيسى عبدالعزيز القطان
KFAS
الفحص الحشري للجثة البيولوجيا وعلوم الحياة
على الرغم من أهمية وجود خبير متخصص في الحشرات بالفحص الحشري للجثة ، إلا أنه يفضل دائماً أن يجري هذا الفحص بالتعاون مع الطبيب الشرعي ، وذلك لأهمية ألا تتعارض الإجراءات الفنية التي تقتضيها طبيعة عمل كل منهما عند فحص الجثة بحيث لا يتلف أو يفقد أي من الأدلة المادية التي قد تكون عالقة بالجثة .
ويجري البحث عن اليرقات الرمية في الفتحات الطبيعية للجثة مثل العينين ، الأنف ، الفم ، فتحة الشرج ، وفتحة المهبل بالإضافة إلى مواضع الإصابة الجرحية بالجثة ، وقد تقتضي الضرورة الفنية في بعض الأحيان استخدام عدسات مكبرة للبحث عن البيض أو اليرقات الصغيرة في بعض أنواع الذباب الرمي.
ويفضل دائماً استخدام العدسات المعلقة أمام العينين كي يمكن الاستفادة من اليدين حرتي الحركة في أثناء الفحص ، وتوجد بعض أنواع من العدسات المكبرة التي يمكن تثبيتها على النظارات الطبية ، ويستخدم جفت صفير وفرشاة لإزالة عينات من الحشرات المتواجدة على الجثة ، ويفضل عادة مسح اليرقات الصغيرة من على الجثة بواسطة فرشاة ناعمة مبللة حتى لا تتلف هذه اليرقات أو تصاب بأذى .
ويحدث أحياناً أن تتوغل هذه اليرقات داخل أنسجة الجثة أو تتواجد في أغوار تجويف الأذن أو الحلق ، ومن ثم يجب على الطبيب الشرعي أن يراعى عند فحصه للجثة جمع عينات لليرقات من مواضع تواجدها المختلفة بالجثة .
وبعد الفراغ من فحص الفتحات الطبيعية بالجثة واستكشاف إصاباتها الجرحية ، يجب فحص سطح الجسم من الخارج للبحث عن أية أطوار حشرية زاحفة عليه ، ويستعان بمشط لإزالة وتجميع الحشرات العالقة بالشعر ، ثم تجمع هذه العينات الحشرية في أواني مناسبة (أنبوبة زجاجية).
هذا ولا يجب إهمال أي علامات تشريحية قد تكون متخلفة عن النهش الحشري أو تكون ناجمة عن مخلفات لإفرازات حشرية ، ويلعب التصوير والرسومات التخطيطية لمواضع هذه العلامات التشريحية (على الجثة) دوراً فنياً هاماً في الخطوات اللاحقة من إجراءات الفحص الفني للحالة .
وفي بعض الحالات قد يصعب الحصول على عينات من الحشرات الطائرة حول الجثة ، ومن ثم فقد يكون نافعاً هذا الصدد استخدام شبكة يدوية صغيرة لاصطيادها ، وفي النهاية يجب فحص ملابس الجثة (عقب رفعها عنها) بعناية بالغة عن كافة الفصائل الحشرية المترممة بأطوارها المختلفة.
كما أنه في حالة نقل الجثة إلى غرفة التشريح داخل أكياس حافظة ، فيراعى دائماً التأكد من فحص هذه الأكياس بدقة (عقب إخراج الجثة منها) عن أية حشرات أو أية أطوار حشرية قد تكون عالقة بها .
من الأمور الفنية البالغة الأهمية في هذا الصدد ، مراعاة أخذ قياس لدرجة الحرارة في مسرح الحادث ، ذلك حيث إن درجة حرارة الوسط المحيط تلعب دوراً مؤثراً في سرعة نمو ومدى تطور اليرقات ، لدرجة أنه بمجرد معرفة درجة حرارة الوسط المحيط باليرقات يمكن حساب عمرها بسهولة ، ويجب أيضاً قياس درجة حرارة الجثة ذاتها .
هذا وإن كان الترمومترات الإلكترونية تفي تماماً بهذا الغرض حيث يمكن إدخال المسبر الحراري للترمومتر في أنسجة الجثة بسهولة وقياس درجة حرارتها بدقة متناهية ، كما يمكن قياس درجة حرارة الوسط المحيط بمسرح الحادث بواسطة المقياس الحراري (الهوائي) وذلك الترمومتر الإلكتروني .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]