كيفية اتصال الجهاز العصبي بالجسم
2013 آلات الحياة
د.ديفيد س. جودسل
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
كيفية اتصال الجهاز العصبي بالجسم الجهاز العصبي البيولوجيا وعلوم الحياة
وبالطبع ، فإن الإشارات العصبية المتدفقة خلال الجسم سوف تكون مفيدة إذا كانت تقوم بأداء دور ما. فهناك اتصال بين الجهاز العصبي والعالم المحيط بنا من خلال سلسلة من المدخلات والمخرجات.
حيث يتم تغذية الجهاز العصبي بالمعلومات التي نحصل عليها بواسطة حواسنا، وهذا يجعلنا متابعين لحظة بلحظة للحالة التي توجد عليها البيئة المحيطة بنا.
ولكل حاسة من حواسنا آلية جزيئية مختلفة تستخدمها لاستكشاف ما يحدث بالبيئة المحيطة من تغيرات.
فالعين لديها بروتينات الرودأوبسن (Rhodopsin) الحساسة للضوء والتي تعمل على بدء إشارات عصبية عند امتصاصها لفوتونات الضوء.
كما أن براعم التذوق في اللسان لديها مستقبلات تستشعر مستوى الأيونات أو الحموضة، وتعمل على إرسال إشارات يتم ترجمتها إلى «مالح» أو «حامض».
أما الأذن فهي تحتوي على مستقبلات بروتينية يمكنها الإحساس بحركة زوائد شعيرية صغيرة توجد على خلاياها، بحث تعمل المستقبلات على ترجمة حركات هذه الزوائد إلى الدرجات الصوتية المختلفة التي نسمعها.
وفي النهاية فإن كل هذه الرسائل الحسية يتم تحويلها إلى نبضات كهربائية تقوم بالسفر خلال المحاور الصعبية متجهةً نحو الدماغ.
تقوم الأعصاب بإشعار الجسم بإشاراتها من خلال استثارة العضلات والغدد. ولدينا القدرة على التحكم الواعي في جزء من ذلك:
فعندما نفكر في الحركة، فإننا نقوم بإرسال إشارات عصبية إلى العضلات الموجودة في أذرعنا وأرجلنا مما يؤدي إلى إنقباضها، ولكن الكثير مما يقوم به الجهاز العصبي لا يكون خاضعاً لتحكمنا الواعي، فهناك الإشارات العصبية التي يتم إرسالها إلى العضلات الداخلية، لترشد القلب لكي ينبض والقناة الهضمية ليحدث بها حركة بطيئة عند الهضم.
كما تقوم الإشارات العصبية بتحفيز الغدد لكي تفرز الهرمونات المناسبة، والتي تعمل على توجيه الدورات الحيوية اليومية بأجسامنا وغيرها من التغيرات الأخرى.
تقوم المائة تريليون خلية في أدمغتنا بالتحكم في كل شيء، حيث تعمل على معالجة المدخلات التي تصل لها من مختلف الأركان في الجسم وتقوم بإنتاج مخرجات مناسبة لها، ولقد تم توصيل هذه الشبكة العصبية المدهشة في أجسامنا خلال الشهور القليلة الأولى من حياتنا.
فمع تطور الدماغ أثناء التطور الطبيعي للجنين، فإن الخلايا العصبية تتضاعف في أعدادها وتمد العديد من التوصيلات مع جيرانها من الخلايا مما يؤدي إلى توصيل الأجزاء المختلفة والتي تشترك في الإحساس، والحركة، والتفكير.
وبعدما كبرنا وتعلمنا ، فإن تجاربنا العديدة في الطفولة أدت إلى تقوية هذه التوصيلات، ونتج عن ذلك أن تحوّل الدماغ إلى آلة ماهرة لإجراء الحسابات البيولوجية.
وتعمل الخلايا العصبية معاً على توجيه دورات النوم واليقظة، وتفسير الإشارات العصبية كفرحة أو ألم، والتعرف على الألوان والأصوات والكلمات، والتذكر لأشياء قمنا بها في الماضي، ومعرفة ما يجب أن نقوم بعمله في المواقف الصعبة في الحاضر، كما أنها تخطط إلى ما سوف نذهب إليه في المستقبل.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]