التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

كيفية استغلال الولايات المتحدة الأمريكية طاقة “دولاب الماء” في القرن التاسع عشر

2015 عصرا البخار والكهرباء

براون بير

KFAS

الولايات المتحدة الأمريكية طاقة دولاب الماء القرن التاسع عشر التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

في الولايات المتحدة الأمريكية من الأمثلة المهمة على استغلال طاقة دولاب الماء من أجل تشغيل عجلة الصناعة كان في طواحين بوت للقطن في بلدة لويل بولاية ماستشوسيتس . 

ففي خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر استغلت مجموعة من تجار بوسطن فرصة تطور آلات إنتاج المنسوجات بما في ذلك الغزل والحياكة ، وأسست شركة بوسطن بهدف إدماج مختلف المراحل التي تمر بها عملية تصنيع القطن .

وكان أحد الشركاء فرانسيس كابوت لويل (1775 – 1817) الذي درس عن طاقة المنول أثناء إحدى زياراته إلى إنجلترا ، وبالتعاون مع شركائه الآخرين شرع في بناء آلة جديدة وتأسيس أول مصنع متكامل للقطن في العالم في بلدة والثام بولاية ماستشوسيتس عام 1814.

 

وقد حقق نجاحاً سريعاً ، ما دفع الشركاء إلى التفكير في مشروع أكثر طموحاً ، وهو بناء بلدة كاملة متخصصة في صناعة المنسوجات ، واختاروا موقعاً بالقرب من شلالات نهر ميريماك التي تقع على بعد 25 ميلاً (40 كيلو متراً) عن شمال مدينة بوسطن ، وأطلقوا على البلدة اسم لويل.

وقاموا بحفر سلسلة من القنوات من أجل استغلال طاقة المياه الساقطة من الشلالات استخدامها في تشغيل العديد من الطواحين .

ازدهرت الطواحين في خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن التاسع عشر وحققت نجاحاً تجارياً باهراً . 

 

وبحلول العام 1835 كان لويل يمتلك 22 طاحونة وبهدف زيادة الأرباح إلى حدها الأقصى قام الشركاء بالبحث عن طرق لتحسين آلاتهم ، بما في ذلك دولايب المياه . 

فالدواليب التي قامت في البداية بتشغيل الطواحين كانت قادرة على تحويل 75 في المائة فقط من الطاقة الكامنة للماء إلى طاقة ميكانيكية . 

فشجع الشركاء المهندسين الأمريكيين جيمس فرانسيس (1815 – 92) ويوريا بويدن (1804 – 79) على إجراء تحسينات على توربينات الماء التي اخترعت في فرنسا في الثلاثينات من القرن التاسع عشر.

 

وقد استطاعت التوربينات المحسنة أن تحول 90 في المائة من طاقة الماء الكامنة لاستخدامها في تشغيل آلات المصنع. 

بحلول العام 1855  كان لويل يمتلك 55 طاحونة ويعمل لديه أكثر من 13000 عاملاً كانوا ينتجون 2,2 مليون ياردة (2 مليون متراً ) من نسيج القطن أسبوعياً .

رغم أن الظروف خارج مكان العمل كانت جيدة ، فقد بنت الشركة الكنائس ونظمت صفوفاً مسائية ونشاطات ، إلا أن العمل في الطواحين كان شاقاً . 

 

فكان يوم العمل الاعتيادي يمتد لمدة 12 ساعة ، وكانت النساء يعملن ستة أيام في الأسبوع ، وكانت الأجور متدنية جداً وأدى تزايد الطلب لرفع الانتاجية في ظل المنافسة الكبيرة من مصانع المنسوجات الأخرى إلى الطلب من النساء العمل لساعات أطول مقابل أجور أقل .

رغم أن العمال قاوموا ذلك عن طريق تشكيل اتحادات العمل وتنظيم الإضرابات إلا أنهم خسروا في نهاية المطاف مع وصول أعداد ضخمة من المهاجرين الهاربين من مجاعة البطاطا التي وقعت في إيرلندا في الأربعينيات من القرن التاسع عشر ، وكان المهاجرون مستعدين للعمل مقابل أجور متدنية.

رغم حدوث تلك المشاكل تمثل الطواحين في بلدة لويل ثورة في إنتاج المنسوجات ومرحلة مهمة في الثورة الصناعية في أمريكا في القرن التاسع عشر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى