الطب

كيفية استفادة المرأة الحامل من البرنامج العلاجي الحركي الذاتي

2008 آلام أسفل الظهر

سعاد محمد الثامر

إدارة الثقافة العلمية

كيفية استفادة الحامل من البرنامج العلاجي الحركي الذاتي البرنامج العلاجي الحركي الذاتي الطب

خلال فترة الحمل وبعدها تتعرض المرأة لضغوط ميكانيكية متغيرة تؤثر في منطقة أسفل الظهر، وبتكرار هذه الضغوط تظهر مشكلات وألم أسفل الظهر. 

وهناك حدثان يؤثران في وضعة الحامل أثناء نمو الجنين:

 

1- الازدياد التدريجي في حجم ووزن الجنين يتسبب في اختلال توازن الحامل أثناء الوقوف والمشي.  ولذا نرى الحامل مضطرة إلى الانحناء إلى الوراء لتعوض الاختلال في توزيع الوزن المتزايد. 

وهذا الانحناء إلى الخلف ينتج عنه زيادة في انحناء المنطقة القطنية إلى الأمام بدرجة أكبر من الطبيعي. 

وفي الاسابيع الأخيرة من الحمل يصبح هذا الانحناء فوق المعدل الطبيعي، مما يتسبب في مدّ (إطالة) الأربطة الموجودة على جانبي العمود الفقري في منطقة أسفل الظهر، وما ينتج عن ذلك من اختلال في وضعة الحامل.

 

2- عند اقتراب فترة الوضع تصبح مفاصل الحوض وفقرات أسفل الظهر أكثر مرونة ومطاطية نتيجة للزيادة الطبيعية في إفراز بعض الهرمونات للتهيئة لعملية الوضع.

فهذه المرونة في المفاصل تعني أنها رخوة ولينة ومعرضة للشّد والإطالة مع ازدياد وزن الجنين، مما يتسبب في زيادة الانحناء في المنطقة القطنية وتغير وضعة الحامل.

ودائماً ما يحدث أن تصبح الأم بعد الولادة مشغولة برضيعها وتتجاهل وضعتها المغلوطة بسبب الحمل  ، وبذلك تظل قامتها بدون تعديل بعد الولادة، وربما بقيت عادة خاطئة طوال حياتها. 

 

فإذا كانت المريضة تشكو من مشاكل الظهر خلال أو بعد فترة الحمل فمن المتوقع أن منطقتها القطنية أصبحت أكثر انحناءً إلى الأمام من الطبيعي ومشاكل ظهرها نتجت عن هذه الضغوط. 

فإذا كانت هذه هذه المكشلة فعلى المريضة أولاً القيام بتصحيح وضعة قامتها (Posture) أثناء الوقوف، وخلال أسبوع واحد يجب عليها متابعة وضعتها بدقة، بحيث تتداركها في كل حين وتحاول تصحيحها – سواء أثناء الوقوف أو المشي – بنصب قامتها وعدم السماح لكتفيها بالترهل أو الانحناء إلى الأمام.

وبعد مرور أسبوع من التعديل ستشعر بأن الألم يتناقص تدريجاً إلى أن يختفي تماماً.  فإذا حدث ذلك فهو يعني أن الضغوط الوضعية المغلوطة على العمود الفقري هي السبب في مشاكل الظهر.

 

أما إذا كانت مشاكل الظهر قد ابتدأت أثناء الحمل أو بعده، والمريضة شعرت أن ألمها يسوء أثناء الوقوف والمشي ولكن يقل أثناء الجلوس.

فعليها في هذه الحالة أن تتبع تمريني الانثناء العلاجيين السابق ذكرهما وهما الخامس (الانثناء من وضع الاستلقاء على الظهر) والسادس (الانثناء من وضع الجلوس) بالإضافة إلى تعديل قامتها أثناء الوقوف والمشي.

ففي الأسبوع الأول يجب على المريضة اتباع التمرين الخامس على فترات منتظمة، أي 10 مرات في كل جلسة، بحيث تُكرر هذه الجلسات 6 إلى 8 مرات خلال اليوم. 

 

فإذا شعرت المريضة بتحسن بمزاولتها التمرين الخامس فعليها إضافة التمرين السادس في الأسبوع الثاني، بحيث تعمل التمرين الخامس أولاً ومن بعده مباشرة التمرين السادس وبنفس التكرار.

مع ملاحظة أن تمرينات الانثناء التي تزاول لإزالة ألم أسفل الظهر الذي بدأ خلال فترة الحمل يجب ألا تُتبع بتمرينات المد إلى الخلف من وضع الاستلقاء.

وعندما تتخلص المريضة بالكامل من ألم أسفل ظهرها، يمكنها التوقف عن التمرين الخامس. 

 

ولكن إذا أرادت أن تحافظ على عدم تكرار إصابتها بألم اسفل الظهر فعليها الاستمرار في التمرين السادس مرتين يومياً (صباحاً ومساءً) .

كما يجب على المريضة أن تحافظ على قامتها في وضع جيد في كل الأوقات مع التنبيه بألا تستخدم الوسادة الأسطوانية الإسفنجية لإسناد المنطقة القطنية من ظهرها لكي لا تزيد من انحنائها إلى الأمام.

فإذا كانت المريضة لا تستطيع تصنيف حالتها أو لديها شك في نوع الألم الذي تعانيه أو في حال عدم استجابتها للتمرينات العلاجية السابقة، فيمكنها مراجعة اختصاصي العلاج الطبيعي لمساعدتها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى