كيفية اكتشاف بصمات الحامض النووي بواسطة “أليس جيفري” ومدى أهميتها في حل الجرائم
2006 وجدتها
ريتشارد بلات
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
بصمات الحامض النووي كيفية اكتشاف بصمات الحامض النووي أهمية بصمات الحامض النووي العالم أليس جيفري البيولوجيا وعلوم الحياة
مذنب! ويتم اقتياد القاتل إلى السجن، بعد أن تم الإيقاع به بواسطة بصمات الحامض النووي، تلك التقانة المتقدمة التي تساعد علماء الجريمة على التعرف إلى المجرمين من خلال قطرات من دمهم، أو حتى جذر شعر شعرة سقطت منهم.
ويتذكر أليس جيفري، مخترع هذه التقانة، بجلاء ذلك الصباح من خريف العام 1984، عندما توصل إلى اكتشافه الذي غير مسار التحقيق في الجرائم إلى الأبد.
ولكن من هو أليس جيفري؟
تلقى أليس جيفري (1950) في عيد مـيـلاده الثامـن هـدية علـى شكل مجمـوعـة أدوات كيـميـائـيـة و مجهر.
وقد أدت الهدية إلـى بعض التجارب الخطيرة،إلا أنها ولدت لديه اهتماماً جاداً بالعـلوم أدى إلـى دراستـه للكيمياء الحيوية والجينـات في جامعة أكسفور بإنجلترا.
تهتهتةٌ تميزنا جميعاً
التحق جيفري بالعمل في جامعة ليشستر بإنجلترا، وهناك بدأ تجاربه على الحامض النووي، ذلك الجزيء الطويل المحتوي على الشيفرة الجينية
وكان فريق جيفري يبحث عن طرق يمكنه بها تحديد مواقع الأمراض المتوارثة، ومن ثم إيقافها، ذلك أن تلك الأمراض النادرة تنتشر في العائلة، فتنتقل إلى الشخص من أبويه، ثم ينقلها بدوره إلى أبنائه.
وقد لاحظ جيفري خاصية مميزة غريبة في الحامض النووي؛ فعند تقسيمه إلى أجزاء.
وجد أن أحد "الرموز" الأربعة التي تتألف منها الشفرة يتكرر باستمرار، تماماً كما التههته، أو كقرص الليزر CD عندما يتعطل عن الحركة فيظل يكرر المقطع
كذلك وجد جيفري أن هذه الحروف المكررة، على خلاف معظم الشفرات الجينية كانت دائماً متباينة، وأنه لا يوجد إثنان من البشر لديهما نفس النمط منها.
حل لغز الجريمة
تعتبر بصمات الأصابع من الأدوات القيمة في حل ألغاز الجرائم، ذلك لأنها أيضاً تتسم بالتفرد- فلا يوجد اثنان من البشر لديهما نفس النمط من التعرجات على أطراف أصابعهما .
ويدرك المجرمون الماكرون ذلك فيرتدون قفازات. على أن القفازات لا يمكنها أن تمنعهم من ترك آثار للحامض النووي.
ومن الصعب على المشتبه به أن ينكر أنه كان متورطاً في الجريمة أذا طابقت عينة من حامضه النووي: جلداً كانت أو شعراً أو قطرة دم وجدت في مسرح الجريمة.
وقد استخدمت بصمات الحامض النووي أول مرة في العام 1985 لتبرئة ساحة رجل اتهم خطأ بجريمة قتل.
ومنذ ذلك الحين أصبحت من أهم الأدوات التي تستعملها الشرطة في حل ألغاز الجرائم.
لحظة الإلهام لدى جيفري
خطرت أهمية هذا الاكتشاف لجيفري في يوم الإثنين، الموافق 15 سبتمبر 1984، عندما كان في غرفة مظلمة يرفع قطعة من فيلم فوتوغرافي من محلول التظهير.
وجدتها! فجأة أدرك جيفري أنه إذا كان النمط الموجود على الفيلم مختلفاً باختلاف الأشخاص، فإن بالإمكان استخدامه لتحديد هويتهم.
" لقد كان الأمر واضحا تماما" ..يقول جيفري متذكراً .." لقد عثرنا على طريقة لوضع أسس تحديد الهوية الجينية البشرية، وبحلول المساء كنا قد أطلقنا على اكتشافنا بصمات الحامض النووي".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]