كيفية البدء بمعالجة السكري
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
بعد أن يضع الأطباء تشخيص السكري يبدو لك أن القيام بمراقبة مستوى السكر لديك سيستغرق وقتك بكامله، كما أن إحاطتك بالكم الهائل من المعلومات قد يولد لديك الانطباع بأنك قد عدت إلى مقاعد الدراسة من جديد.
وقد يجعلك تشعر أن أوقاتك تكاد تمتلئ بمواعيد زيارات الطبيب، وبالانشغال بإعداد وبتناول النظام الغذائي المناسب، وبالمراقبة اليومية لمستوى الغلوكوز في دمك، وبغير ذلك من الإجراءات الروتينية ذات الصلة بذلك.
وعندها عليك أن تتذكر أن كل ذلك يهدف إلى المحافظة على صحتك بحالة جيدة، فإنه أمر صحيح أن السكري يسبب لك الكثير من المشكلات في حياتك، ولكن الصحيح أيضاً أنك ستعتاد على جميع الإجراءات الروتينية التي أصبحت مضطراً للقيام بها من خلال اتباع تنظيم جيد لحياتك، وتخصصيص بعض الحوافز التي تشجعك على مواصلة السير في هذا الاتجاه.
إن الحصول على الرعاية الصحية الجيدة مثل أحلام المراهقين: لما كان السكري من الأمراض المركبة التي قد تتفاقم لتظهر أمراضاً أخرى، أو بالمقابل قد يكون نتيجة لتفاقم أمراض أخرى، فإن رفع وعيك بأفضل طرق المعالجة يزيد من فرص ضبطك لمستوى سكر الدم.
وبالإضافة إلى رفع مستوى وعيك بالمرض ومراقبتك اللصيقة لمستوى غلوكوز الدم لديك، فإن عليك أن تبحث عن طبيب جيد يقدم الرعاية لك، ويعتني بحالتك، وعليك أن تتذكر أنك لن تكون الطرف الوحيد المساهم في المعالجة، وأن بإمكانك أن تحدد مدى الرضا أو عدم الرضا عن المعالجة التي يقدمها الطبيب أو غيره من العاملين الصحيين لك، بل وأنهم سيرحبون بك في المشاركة بإجراءات الرعاية الطبية، وعلى هذا فلا بد أن يكون لديك قدر معتبر من المعارف حول الخيارات المتوافرة لك في المعالجة، وأن يكون لديك القدرة أيضاُ على الاستفادة من تلك الخيارات.
بناء الفريق المثالي للرعاية بالسكري: عندما يساورك الشك بأنك مصاب بالسكري فإن الطبيب هو أول شخص ينبغي أن تفاتحه بتلك الشكوك، فالطبيب هو الذي سيكون المسؤول عن وضع التشخيص وإجراء التقييم وتنفيذ المعالجة.
وعليك فوراً أن تزور الطبيب وأن تتأكد من أن المعلومات وأساليب المعالجة التي تتلقاها منه تلقى لديك القبول والترحيب، فالطبيب في الرعاية الأولية ينبغي أن يكون متعاطفاً معك، وأن تكون رعايتك محل ترحيب لديه.
وتستغرق الزيارة العادية للطبيب بشكل عام 7 – 12 دقيقة، وتتضمن تلك الزيارة على:
– قياس سكر الدم
– قياس الوزن
– محادثة موجزة
– وصف الأدوية
– الإحالة إلى معالجات غير دوائية وقت اللزوم
– إعطاء موعد للزيارة التالية
ونظراً لكثرة الأمور التي قد تتضمنها زيارتك للطبيب، فإن حالتك قد تستدعي استشارة أكثر من طبيب واحد، إذ يحتاج السكري في كثبر من الأحيان إلى عدد من القائمين على تقديم الرعاية الصحية لمساعدته في المحافظة على صحته، ولتخفيف وطأة الأعراض ولتقديم الخدمات التي تتطلب العديد من المعالجات.
فمن سيدخل في فريق تقديم الرعاية لك إلى جانب طبيبك؟ فقد يحولك طبيبك إلى اختصاصي بالغدد الصم عند الحاجة إلى ذلك، وقد تحتاج لرؤية اختصاصي بالتثقيف الصحي حول السكري، مثل بعض من يعملون في سلك التمريض أوفي التغذية، أو من يحمل إجازة مسجلة في التثقيف حول السكري، وفي تثقيف السكريين حول الجوانب التي تساعدهم في تدبير أمورهم مع السكري.
أما إذا ظهرت أعراض خاصة بأحد الأعضاء، مثل المشكلات في العينين، فقد يحيلك إلى طبيب اختصاصي بطب العيون، ممن يعرف كيفية معالجة الأمراض العينية السكرية المنشأ، مثل اعتلال الشبكية السكري المنشأ، وفي الوقت نفسه فقد تحتاج لاستشارة اختصاصي برعاية الأقدام ليساعدك في ما قد تشكو منه من اعتلال عصبي سكري المنشأ ومن الإحساس بالتنميل أو بالألم الشديد.
التدبير الغذائي للسكري: يعتمد النجاح الأساسي لتدبير السكري بشكل رئيسي على النظام الغذائي، وعلى المحافظة على الوزن، وعلى الطريقة المتبعة في التغذية. ويتمثل الهدف الرئيسي بضبط الكمية المتناولة من السعرات الحرارية (الكالوري)، والمحافظة على وزن الجسم ضمن الحدود السوية التي تحسب استناداً إلى منسب كتلة الجسم.
فانحسار نقص السكر فالدم والوصول إلى الوزن الهدف من المسائل المهمة التي يجب اتباعها عند الإصابة بالسكري من النمط 2، ولكن في بعض الأحيان هذه المهمة ليست بالسهلة. فإدارة وتدبير السكري من خلال الاعتناء بالتغذية تحتاج إلى عدة منهجيات.
وعليه فالتسجيل مع مشرف أغذية متخصص لتدبير معالجة مرض السكري من الأهمية لغرض الاستشارة. كما أن عناية العاملين بالصحة مثل الممرضين والممرضات يجب الأخذ بنصائحهم في الالتزام بالتغذية المطلوبة للمصابين بالسكري إذا لم يكن هناك متخصص في التغذية للاستئناس بمشورته.
ووفقاً للجمعية الأمريكية للسكري فإن الأهداف الغذائية لدى السكريين ينبغي أن تضم الأمور التالية:
• معلومات حول الاغذية اللازمة للتغذية المثالية
• نظام غذائي يلبي احتياجات السكريين من الطاقة
• وصول إلى الوزن المناسب ومحافظة عليه
• تجنب التذبذب الكبير في مستويات الغلوكوز في الدم والمحافظة على تلك المستويات قريبة من القيم السوية
• المحافظة على المستويات المنخفضة للدهون في الدم للتخفيف من مخاطر أمراض الأوعية الكبيرة.
وللالتزام بالكميات المناسبة من السعرات الحرارية أو الكالوري وبالمواد الكربوهيدراتية عند تناول الوجبات أهمية خاصة لك إذا كنت من السكريين الذين يحتاجون إلى أخذ الإنسولين للمحافظة على مستويات السكر في الدم سوية، وهنا من الضروري المحافظة على تناول الوجبات بفترات ثابتة، مع إضافة وجبات صغيرة عند اللزوم، لتفادي حدوث نقص سكر الدم، وللمساعدة على إعادة رفع مستوى سكر الدم إلى المستوى السوي.
ويؤدي نقص الوزن في البدينين من السكريين من النمط 2 إلى وقاية لا تقل في أهميتها عن الوقاية من حدوث السكري نفسه. وكما سبق أن ذكرنا من قبل، فإننا نقول عن شخص ما أن وزنه زائد إذا تجاوز منسب كتلة الجسم لديه 25، وأنه بدين إذا تجاوز منسب كتلة الجسم لديه 30.
وبالنسبة للسكريين البدينين الذين لا يأخذون الإنسولين فإن المراقبة الصارمة لما تحتويه الوجبات من مكونات، واتباع نظام متسق للوجبات لن يكون لهما ذات الأهمية لدى من يعتمد على الإنسولين في معالجة السكري، إلا أن تقليل السعرات الحرارية أو الكالوري أمر بالغ الأهمية، وهذا لا يعني وجوب الإقلال من عدد الوجبات لتقليل كمية السعرات الحرارية أو الكالوري، إذ أن إغفال تناول إحدى الوجبات يؤدي إلى زيادة فعلية في العبء الذي سيتحمله البنكرياس.
وقد يشكل الالتزام الصارم بخطط الوجبات لمدة طويلة تحدياً يواجه السكريين، فالسكريون البدينون يميلون للالتزام الجاد بخطط الوجبات بسهولة إذا تم تخفيض السعرات الحرارية أو الكالوري في الوجبات بوتيرة غير سريعة، بدلاً من التشديد على حرمان السكري من حقه منذ اللحظات الأولى.
وعند التعامل مع البدانة من الضروري ان تنضم الجهود التي يقدمها فريق الدعم إلى المعالجة السلوكية التي تتكون من العادات الغذائية، ومن التثقيف، ومن الالتماس المستمر للمشورة الغذائية.
معالجة السكريين بخطط الوجبات الخاصة: تعد خطط الوجبات جزءاً هاماً من تدبير السكري، وينبغي أن تأخذ خطط الوجبات الناجحة في اعتبارها ما يفضله السكريون، وأنماط حياتهم، وتواتر تناول الوجبات، بل وحتى الخلفية الإثنية والثقافية، وبالنسبة للسكريين الذين يعالجون معالجة مكثفة بالإنسولين، فإن توقيت ومحتوى الوجبات يمكن تعديلها بما يسمح بإحداث التغييرات في العادات الروتينية في التغذية وفي ممارسة الرياضة.
وبالنسبة للسكرين الذين يأخذون معالجة أكثر تقدماً بالإنسولين، مثل مضاهئات (محاكيات) الإنسولين، والخطط المنطقية لإعطاء الإنسولين، ومضخة الإنسولين، فإنهم يتمتعون بمرونة أكبر في إعداد وتنفيذ جداول وخطط الوجبات.
ولعادات تناول الطعام أهمية كبيرة ينبغي أخذها بالاعتبار عند تخطيط الوجبات للسكريين، ويمكن للاختصاصيين في التغذية السريرية الاستفادة من الأدوات والأساليب والمواد التي يمكن أن تدرج ضمن العادات الغذائية الخاصة بالسكريين، فالاختصاصيون في التغذية السريرية يمكن أن يقدموا للسكريين تثقيفاً حول تخطيط الوجبات عند تناولهم الطعام في المطاعم، والتدقيق في مضمون الملصقات التي تبين مكونات الأغذية المصنعة، وممارسة الرياضة، والتكيف مع ما يعانونه من مشكلات أو أوضاع أخرى.
المتطلبات من السعرات الحرارية (الكالوري): يتطلب التعرف على المقدار الملائم من السعرات الحرارية أو الكالوري التي يمكن للسكريين تناولها معرفة المتطلبات من السعرات الحرارية أو الكالوري، وتستند تلك المتطلبات على أساس العمر والجنس والطول والوزن، كما يؤخذ بالحسبان مقداؤ الجهد الجسمي وما يحتاج إليه من سعرات حرارية أو كالوري للمحافظة على الوزن المرغوب.
فإذا كنت ترغب في خسارة باوند أو باوندين من وزنك فينبغي عليك أن تنقص من النظام الغذائي اليومي ما يعادل 500 – 1000 سعرة حرارية أو كالوري. ويمكنك تقسيم الكمية المتبقية من السعرات الحرارية أو الكالوري إلى المواد الكربوهيدراتية والبروتينات والدهون، فحصولك على مثل تلك المعلومات حول النقاط المذكورة أعلاه تشكل منتصف الطريق نحو تصميمك الخطة المعيارية لوجباتك بنفسك.
ويمكن لمن يقدم لك الرعاية الصحية أن يزودك بقائمة تتضمن مكونات يمكن تبديل بعضها ببعض في الوجبات عند وضع الخطط لها، وكتيب للمعلومات حول التوزيع الملائم للسعرات الحرارية أو الكالوري اللازمة لدعم النظام الغذائي الناجح.
ويتضمن كتيب المعلومات الكثير من الفوائد، مع الأخذ بالحسبان ضرورة مراقبة كل وجبة رئيسية، وكل وجبة صغيرة بدقة، ولهذا فإنه ينبغي التخطيط على النحو الذي يتماشى مع نمط الحياة لكل فرد.
وبالنسبة للشباب المصابين بالسكري من النمط 1، فإن هدف التخطيط للوجبات هو تقديم كمية من السعرات الحرارية أو الكالوري، تكفي لدعم النمو الجسدي والنماء الذهني المتواصل، ونظراً لكون بعض هؤلاء الشباب السكريين ناقصي الوزن بسبب النقص الشديد في سكر الدم، فإن بإمكانهم تناول نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية أو الكالوري لتدبير نقص الوزن.
وإذا شئنا الحديث بتفصيل أكثر فإن النظام الغذائي في السكري يركزعلى تقديم المواد المغذية التالية: الكربوهيدرات والبروتينات والدهون. وللكربوهيدرات التأثير الأكبر على مستويات سكر الدم، فهي تمتص بسرعة وتنقلب بسهولة إلى غلوكوز.
أما المواد المغذية الأخرى من البروتينات والدهون فتختلف عن ذلك، ولقد كان الأطباء في السابق يعتقدون أن أن النظام الغذائي السكري لا بد أن يحتوي على كمية من البروتينات والدهون أكبر من أجل التقليل من مستويات الكربوهيدرات بعد تناول الوجبة، ومما يؤسف له أن تلك الممارسة لم تؤد إلا لمزيد من المضاعفات ولاسيما المضاعفات القلبية الوعائية.
ممارسة السكريين للرياضة: تعد ممارسة الرياضة من أهم جوانب معالجة السكري، فالقيام بالتمارين الرياضية بالطريقة المناسبة وبالوقت المناسب قد يساعد على المحافظة على المستويات السوية من الغلوكوز في الدم، ويقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية.
ويمكن لممارسة الرياضة أن تزيد من معدل دخول السكر إلى العضلات، وأن تحسن من الاستفادة من الإنسولين . كما يمكن أن تؤدي إلى تحسن الدوران في العضلات، وإلى زيادة القوة في قوامها. ويمكن لتمارين القوة مثل تمارين مقاومة العضلات وتمديدها وتقويتها ورفع الأثقال أن تنشط الكتلة العضلية الخالية من الدهون، وأن تزيد من وتيرة الاستقلاب أثناء الراحة.
وفي غالب الأحوال تؤدي ممارسة الرياضة إلى نقص الوزن، وهو أمر ذو أهمية بالغة في ضبط السكري على نحو غير مباشر. كما تؤدي إلى تخفيف الكروب والشدات وتحسين العافية بشكل عام.
وتؤدي ممارسة الرياضة أيضاً إلى زيادة مستوى كوليستيرول البروتينات الشحمية الرفيعة الكثافة أو الكوليستيرول الجيد، وإلى ضبط مستويات الكوليستيرول الإجمالي، وثلاثي الغليسيريد في جهاز القلب والأوعية.
نقاط واحتياطات يجدر أخذها بالاعتبار: قد يكون من المستغرب لديك أن تعرف أن هناك احتياطات يجب أن تؤخذ وبدون شك قبل ممارسة الرياضة تفادياً لآثارها السلبية، إذ ينبغي على السكري الذي يزيد لديه مستوى سكر الدم على 250 ميلي غرام / ديسي لتر (14 ميلي مول / لتر) و في بوله مواد كيتونية أن يمتنع عن ممارسة التمارين الرياضية الشديدة ما لم تغب المواد الكيتونية من البول، وما لم يكن مستوى سكر الدم مقبولاً، وعند تجاهل هذه التحذيرات فإن ممارسة التمارين الرياضية ستؤدي بشكل عام إلى تدفق المزيد من الغلوكوز في الدم ،مما يمهد الطريق إلى زيادة أكثر في مستوى غلوكوز الدم.
أما إذا كنت تأخذ الإنسولين وتخطط لممارسة الرياضة فتذكر أن تتناول وجبة صغيرة لا تزيد عن 15 غراماً من الكربوهيدرات، أو من الفاكهة أو من مزيج الكربوهيدرات المركبة والبروتينات بين حين وآخر. ويجب تكرار ذلك قبل كل مرة تمارس فيها الرياضة باعتدال لكي تتفادى الوقوع في نقص سكر الدم غير المتوقع.
وتعتمد كمية الطعام الذي ينبغي أخذها قبل ممارسة الرياضة اعتماداً كاملاً على مستوى السكر الموجود في الدم، ففي بعض الحالات لا يكون هناك أي حاجة لتناول كمية صغيرة من الطعام قبل ممارسة التمارين إذا كنت تمارسها بشكل روتيني بعد تناولك لوجبة الطعام بساعة أو بساعتين.
ومن جهة أخرى فقد يحتاج بعض السكريين لتناول كمية إضافية من السعرات الحرارية أو الكالوري حتى يتمكنوا من إتمام التمارين الرياضية، وعندها لن يكون هناك داع لإنقاص تلك الكمية الإضافية من الخطة المعتادة لوجباتهم الغذائية.
وينبغي على السكريين الذين يعالجون بالإنسولين أن يعرفوا أنهم قد يتعرضون للإصابة بنقص سكر الدم بعد قيامهم بتمارين أو أعمال شاقة أو طويلة الأمد. وعليهم أن يبادروا يتناول وجبة خفيفة فور انتهائهم من ممارسة الجهد. كما قد يحتاج السكريون الذين يمارسون الرياضة إلى تناول وجبة صغيرة قبل النوم.
ويغلب أن يطلب الطبيب من السكري الذي يمارس الرياضة أن ينقص كمية الإنسولين التي يأخذها، وذلك عند ممارسته الرياضة، وعندما يصبح بإمكانه معرفة كمية الإنسولين اللازمة لتنظيم سكر الدم يتوجب عليه القيام بذلك، وإذا كان ذلك صعباَ يصبح من الواجب عليه التقيد بتعليمات الطبيب حول التمارين الرياضية.
وينبغي على السكريين من النمط 2 ضم التمارين الرياضية إلى التدابير الغذائية من أجل تحسين استقلاب الغلوكوز والتقليص من كمية الدهون في الجسم، لأن ذلك سيحسن من امتصاص الإنسولين، بل إنه قد يجعل المعالجة به أو بأقراص الأدوية الخافضة لسكر الدم غير ضرورية، ويمكن التأكد من ذلك بإعادة إجراء اختبار تحمل الغلوكوز، أجل، قد يستغني السكريون من النمط 2 عن استخدام الإنسولين أو أقراص الأدوية الخافضة لسكر الدم.
توصيات لمن يمارس الرياضة: يوصي الأطباء من يود ممارسة الرياضة من السكريين بأن يمارسوا رياضتهم في الوقت نفسه وبالمدة الزمنية نفسها من كل يوم، وعدم تغيير توقيت وفترة وطبيعة التمارين بين يوم وآخر، وبالمقابل فإن السكريين الذين يعانون من المضاعفات مثل اعتلال الأعصاب المستقلة أو الذاتية، واعتلال الشبكية، واعتلال الأعصاب الحسية والحركية، والأمراض القلبية الوعائية، ينبغي عليهم تغيير التمارين الروتينية، بمجرد معرفتهم بإصابتهم بتلك المضاعفات، نظراً لأن استمرارهم في أداء التمارين الرياضية المنتظمة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المضاعفات الخطيرة مثل اعتلال الشبكية السكري المنشأ فيحدث النزف داخل العين.
كما أن السكريين المصابين بالمرض القلبي الإقفاري (بنقص التروية التاجية)، معرضون لخطر الإصابة بخناق الصدر أو باحتشاء عضلة القلب دون أن يشعروا. ومن الأمور التي لا تقل أهمية عما سبق ما تتعرض له القدمان من رضوض وإصابات، ولاسيما إذا كنت ممن يعانون من الخدر والتنميل بسبب اعتلال الأعصاب المحيطية.
وينصح الأطباء بزيادة تدريجية في ممارسة الرياضة، فالمشي آمن، ولا يتطلب القيام به أي أجهزة، ويمكن القيام باكثر أشكاله فعالية في أي مكان وفي أي زمان.
وينبغي عليك أن تستشير طبيبك قبل البدء بممارسة الرياضة، وقد يقدم لك المسؤولون عن صحتك ورعايتك النصائح بين وقت وآخر حول التحذيرات التي يتوجب الاهتمام بها والاحتياطات التي ينبغي اتخاذها قبل البدء بممارسة الرياضة. كما يوصي الأطباء أن يخضع السكريون الذين يعانون من اثنين أو أكثر من مضاعفات السكري، أو الذين مر على تشخيص السكري لديهم أكثر من 30 عاماً، لاختبار جهد للقلب، وللتأكد من عدم إصابتهم بازدياد في ضغط الدم أو بازدياد مستوى كوليستيرول الدم.
ولا بد من أن يسجل الأطباء ما يلاحظونه لدى مرضاهم من عوامل خطر أخرى مثل البدانة والتدخين أو سوابق أسرية للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية قبل أن يعطوا موافقتهم للسكريين على البدء بممارسة التمارين الرياضية.
وينطبق جميع ذلك على السكريين الذين اعتادوا العيش بأقل قدر من الحركة والنشاط، كما ينطبق أيضاً على السكريين الذين لديهم علامات غير سوية في مخطط كهربية القلب.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]