الطب

كيفية انتقال العدوى بمرض “الزكام” وأعراضه وطرق الوقاية منه

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مرض الزكام طرق انتقال العدوى بمرض الزكام أعراض مرض الزكام طرق الوقاية من الزكام الطب

الزُّكام، ويُسمّى ايضاً «نزلةَ البرْد»، مرَضٌ فَيروسيٌّ يَحدُثُ فيها التهابٌ للأغشيةِ المُخاطية المُبطّنةِ للأنفِ والحلقِ.

وتبدأُ أعراضهُ على هَيئةِ شعورٍ بِوَخزٍ خفيفٍ في الحلقِ، مع عُطاسٍ وغزارةٍ للإفرازاتِ المائية من الأنف، وأحياناً غزارة الدموع من العين. ثمَّ يحدُثُ انِسدادٌ للأنفِ مع ازديادِ كثافة ولزوجة الإفرازات الأنفية التي قد يتغيّرُ لونها إلى الأصفرِ أو الأخضَرِ.

وغالباً ما يشكو المُصابُ من الصّداعِ والفُتورِ، والإحساسِ بالبرودةِ والسُّعالِ، وآلام العضلات والعِظام وفقد الشّهيَّة للطّعام، وقد يحدثُ ارتفاعٌ طفيفٌ في درجة الحرارة.

 

ومن مُضاعفاته: التهابُ الحلقِ والحَنجرةِ والشُّعب الهوائية والجيوبِ الأنفية، والتهابُ الأذُنِ الوُسطى وبصفةٍ خاصّةٍ في الأطفال.

ومن مُضاعفات الزُكام أيضاً أنه قد يزيدُ مُعاناة المرضى بأمراضِ تنفٌّسيةٍ مُزمنةٍ مثل مرضى الرَبوِ الشُّعبي، وكثيراً ما يَعقُبُ الإصابة بالزّكام ما يُسمى قَرحةَ البَرد وهي بُثورٌ صغيرةٌ مؤلمةٌ تظهرُ على الشفتينِ وحولَ الفم يُسببها نوعٌ من الفيروسات تُسمى فيروسات الحَلأِ البسيط.

وعادةً ما يستمرُّ الزكام مُدةً تتراوحُ بينَ يومينِ وسبعةِ أيامٍ. ويُسبِّبُهُ أنواعٌ عديدةٌ من الفيروساتِ يبلغُ عددُها نحو 200 نوعٍ.

 

وهناك نوعٌ من الزّكام تُسَبِّبُهُ الحساسيةُ، ويحدثُ في مواسم مُعيّنةٍ ويستمرُ فتراتٍ طويلةَ، ويتحسّنُ بتغيُّرِ البيئة التي يعيش فيها الإنسانُ.

والزُّكامُ مرضٌ واسعُ الانتشار خصوصاً في فَصليْ الخريفِ والشّتاء، لكنّهُ قد يحدثُ في أيِّ وقتٍ من العام.

 

ويكثُرُ حدوثُهُ في الأطفال. وترجعُ أهميته إلى ما يترتّبُ عليهِ من خسارةٍ اقتصاديةٍ بسببِ تغيُّبِ العُمَّالِ عن العملِ والتّلاميذ عن الدّراسة.

وتحدث العدوى عن طريقِ استنشاقِ الرّذاذِ المُحتوي على الفيروساتِ، والذي يخرُجُ من أنوفِ المرضى وأفواههم في أثناء العُطاس أو السُّعال، أو بمَسح الأنفِ أو العينِ بالأصابعِ الملوثةِ بالفيروساتِ نَتيجَةَ مُلامسةِ أيدي المرضى أو الأدواتِ المُلَوَّثَةِ.

ولا تظهرُ الأعراضُ إلا بعدَ مُضيِّ فترة تتراوحُ بين 12 ساعةَ وخمسة أيام (وبمتوسط 48 ساعةً) تُسمَّى «فترةَ الحضانة» – أي المُدّةَ التي تمضي بين حدوثِ العدوى وبدءِ ظهورِ الأعراض – ويتمُّ فيها تكاثُرُ الفيروسِ داخلَ الجسمِ.

 

وقد تحدثُ العدوى من الشخصِ المصاب حتى قبل ظهور الأعراض عليه بأربعٍ وعشرين ساعةً، ويستمرُ مُعدياً لغيره خَمْسَةً أيامٍ بَعدَ ظُهور الأعراض.

ويُمكن القول أنّهُ لا يُوجدُ إنسانٌ لم تسبق إصابتُهُ بنزلة البردِ مرّةً أو أكثر. ولكنَّ معدلَ الإصابة بين تلاميذ المدارس هو الأعلى، فقد يُصابُ بعضُهم عشرَ مرّاتٍ في العام، ثمّ يقلُّ مُعدّلُ حدوثِ المرضِ مع التقدم في السنِّ حتى يكاد ينعدِمُ بين المسنين.

والسّببُ في ذلك هو أنَّ اطفالَ المدارسِ يتعرّضون لفيروساتِ المرضى المُتعددَةِ وينقلُها كلٌّ منهم للآخر في الوقت الذي لم تكن قد تكوّنت لديهم مناعةٌ كافيةٌ ضدّ هذه الفيروساتِ الكثيرة.

 

ومع مرور السّنين وتكرّرِ الإصابة تتكوّنُ لَدى الشّخصِ مناعةٌ ضدّ مُعظمِ أو جميعِ الفيروساتِ المُسبّبة للمرض.

وتكثُرُ الإصابةُ بالمرض في فصل الشتاء وفي أماكن التّجمع المُزدحمة حيثُ يسهل انتشارِ الفيروسات.

ومع إراحة المريض تُشفى مُعظَمُ الحالاتِ خلالَ أسبوعٍ أو نحو ذلك، ولا تحتاجُ إلى استشارةِ الطّبيب إلاّ في حالةِ حدوثِ المُضاعفاتِ السابق ذكرها.

 

وطرقُ الوقايةِ أهمّها:

1-  تَعلُمُ مبادئ الصّحّة الشّخصية، وتشملُ: غسلَ الأيدي جيداً وتغطيةَ الفم والأنف عند السُّعالِ والعطْسِ، والتخلّصَ الصحي من المحارمِ والمناديل الملوثةِ بإفرازاتِ الفم والأنف.

2- الابتعاد عن المرضى وتجنُبُ الأماكن المُزدحمةِ بقدرِ الإمكانِ.

3- يوجدُ بعضُ اللّقاحات (التّطعيمات) التي تُفيدُ في بعض الحالات ولكنّ فائدتها محدودةٌ لتعددِ الأسباب.

4- عدمُ التّدخين خُصوصاً في الأماكن التي يوجدُ فيها أطفالٌ، حيثُ ثبت زيادةُ احتمالِ حدُوثِ الالتهابِ الرّئويِّ بين الأطفال الذين يُخالطونَ المُدخنين عند إصابتهم بالمرض.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى